نددت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول سوريا أمس الخميس بفشل المجتمع الدولي في حماية اللاجئين السوريين، وقالت ان اهمال السوريين الذين اضطروا الى الفرار من النزاع، تسبب بازمة اللاجئين التي تشهدها اوروبا حاليا. وفي اخر تقاريرها اعتبرت اللجنة انه لا يتم تقاسم او تحمل مسؤولية حماية اللاجئين السوريين بالشكل الكافي. وقالت اللجنة التي شكلها مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في 2011، ان الانتهاكات المتزايدة في النزاع السوري الذي ادى الى مقتل اكثر من 240 الف شخص، اجبرت اربعة ملايين سوري آخرين على الفرار من بلادهم، كما ادت الى تشريد نحو 7,6 ملايين داخل البلاد. وأكد التقرير ان العنف في سوريا اصبح منتشرا في انحاء البلد المضطرب، ويزداد ويا للاسف انتشارا وتوسعا. وتحدث التقرير عن عدد من الجرائم الفظيعة ضد الانسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها النظام السوري وتنظيم داعش المتطرف وغيره من جماعات المعارضة المسلحة. وتسبب تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين في السابق بتوتر كبير في الدول المجاورة لسوريا وخاصة لبنان والاردن وتركيا، ولكن وكما اشارت اللجنة فان الفشل في حماية اللاجئين السوريين تحول الان الى ازمة في جنوب اوروبا. جاء ذلك غداة انتشار على مواقع التواصل الاجتماعي صورة التقطت لجثة طفل سوري يبلغ من العمر ثلاث سنوات وقد لفظتها الأمواج على شاطئ تركي مما أثار موجة من الغضب حيال ما يعد تقاعسا من جانب الدول المتقدمة في مد يد العون للاجئين. وفي السياق ذاته، دعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الدول المتقدمة لاسيما في أوروبا إلى التعامل بشكل أكثر حساسية مع أزمة المهاجرين قائلا إنه يعتقد أن طريقة تصنيف بعض الدول الأوروبية للاجئين غير إنسانية. وقال إدروغان في خطاب ألقاه أمام رجال أعمال في أنقرة قبل يوم من اجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في دول مجموعة العشرين أدعو الدول المتقدمة خاصة في أوروبا لأن تكون أكثر حساسية في التعامل مع المآسي الانسانية. وبدورها، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أثناء زيارة إلى سويسرا أمس إن عبء استقبال مئات الآلاف من اللاجئين الفارين من الصراعات في سوريا وأماكن اخرى يجب أن يوزع بشكل أكثر عدلا في أوروبا. وأضافت ميركل في مؤتمر صحفي في برن الحكومة الألمانية تقول إن نهج دبلن لم يعد فعالا لأن عددا كبيرا من اللاجئين يصلون إلى حدودنا الخارجية ولا يمكننا ترك اليونان وحدها أو ايطاليا بمفردها كي تواجه هذه المهمة.
مشاركة :