أكد الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر، أن وثيقة الأخوة الإنسانية وثيقة تاريخية ملهمة، تمثل حوارًا فقهيًّا ولاهوتيًّا راقيًا، وتنظر للكرامةِ الإنسانيةِ نظرةً عميقةً تلتحم مع تحدياتِ اللحظةِ الراهنةْ، وتحديات العولمة التي حاولت فرض أنماطها وسياساتها فأدت إلى نزاعاتٍ عرقيةٍ ودينيةٍ بشكلٍ لم تعرفْهُ البشريةُ من قبلْ، مؤكدًا أن ما طرَحَتْهُ هذهِ الوثيقة هو فَهمٌ عميقٌ للعَلاقةِ مع اللهِ، وإدراكٌ لواقعِ المهمشينَ والفقراءِ، والآثارِ المدمرةِ للحروبِ، كما تدعونا الوثيقة إلى استمرارِ الحوارِ وضرورةِ دعمِهِ، مع الارتباطِ بالتغييرِ الإيجابيِّ على أرضِ الواقعِ، والعملِ معًا منْ خلالِ مبادراتٍ جديدةٍ وإبداعيةٍ. من جانبه، قال الدكتور منير حنا أنيس، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، إن وثيقة الأخوة الإنسانية جاءت كصيحة دافئة ونداء يفيض بالمحبة والسلام إلى كل شعوب وحكومات العالم، وقد صدرت من أعماق رجلين يفيض قلبيهما بحب الله وحب خليقته من البشر، ولقد كان الدافع وراء إصدارها هو الشعور بالمسؤولية العظمى تجاه شعوب العالم الذين يعانون ويئنون بسبب العنف والصراعات والحروب والإرهاب والتشتت والبعد عن الله، مضيفًا أن هذه الوثيقة جاءت كصرخة تحث الشعوب والقادة أن يعودوا ويتصالحوا مع الله ومع بعضهم بعضًا وأن يكرسوا جهودهم في صنع السلام بدلا من الصراع. وأشار رئيس الأساقفة إلى أن الاحتفال بذكرى وثيقة الأخوة الإنسانية يمثل تذكيرًا لشعوب العالم بأهمية الاستجابة لدعوتها واتخاذ كل ما يمكن من إجراءات لنبذ العنف وتجنب الحروب والصراعات، والتوقف عن بيع وشراء الأسلحة المدمرة للإنسانية، وأن هذه الوثيقة تعيد لأذهاننا أهمية الأسرة والقيم الروحية والإنسانية التي إذا انهارت تحل محلها الكراهية والتعصب والانغماس في كل أنواع الشرور، وهي تلهمنا وتشجعنا أن نفكر في ترجمتها إلى نشاطات وبرامج تتحقق على أرض الواقع وتزيد من تقارب الأجيال الجديدة والعمل المشترك من أجل عالم أكثر سلامًا واستقرارًا. جاء ذلك خلال احتفالية الأزهر الافتراضية عبر الإنترنت باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، اليوم الأربعاء، بمشاركة لفيف من علماء الأزهر والكنائس المصرية والعالمية والخبراء والأساتذة في مجال الأديان والقانون والاجتماع والإعلام والأدب، للحديث حول دور وثيقة الأخوة الإنسانية في إرساء السلام العالمي والعيش المشترك، ودور المؤسسات الدينية والدولية في تعزيز الأخوة الإنسانية، وذلك بعدما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الخامسة والسبعين ذكرى توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية 4 فبراير يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية، حيث وقع شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان هذه الوثيقة التاريخية في أبو ظبي يوم 4 فبراير 2019.
مشاركة :