استهدفت البلدان المتقدمة والنامية على السواء، في السنوات الأخيرة، تنمية وتنويع اقتصاداتها؛ بتحقيق نمو مستدام شامل وذكي؛ عبر أربعة برامج متنوعة، شملت: برامج حاضنات الأعمال، وبرامج مسرعات الأعمال، وبرامج الابتكار، وبرامج نقل وتسويق التكنولوجيا، نتناولها بالتفصيل في هذا المقال.برامج حاضنات الأعمال حاضنات الأعمال التجارية الصغيرة هي مراكز لمساعدة الأعمال التجارية، توفر بيئة داعمة وميسورة التكلفة لرواد الأعمال والشركات الناشئة، كما تقدم مجموعة من الخدمات الإدارية، والاستشارية، وخدمات الربط الشبكي. تعمل هذه البرامج -التي قد تديرها وكالات التنمية الاقتصادية، أو الحكومات المحلية، أو الهيئات الربحية، أو الجامعات التي تعمل كمحتضن للشركات الجديدة حتى تنضج، وتعتمد على نفسها وتتخرج من الحاضنة. بمعنى آخر، تهدف برامج الحضانة إلى تطوير الكيانات التجارية الناشئة؛ برعاية الشركات الصغيرة ومساعدتها على الاستمرار والنمو خلال فترة نشوئها، والتي تكون فيها هذه الشركات أكثر عرضة للفشل. ووفقًا للرابطة الوطنية لحاضنات الأعمال، تُقسَّم الحاضنات إلى خمس فئات: الحاضنات المختلطة: تستقبل رواد الأعمال من مختلف القطاعات التجارية، وعادةً ما تنشئها الحكومات؛ لتحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.الحاضنات التكنولوجية: تستهدف دعم البحث والتطوير في مجال التكنولوجيا المتقدمة؛ ما بساعد على جذب رأس المال، الذي يساعد بدوره على تحفيز النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل على المدى البعيد.حاضنات الصناعة: توفر مساحات مشتركة للعمل، وتقدم الدعم الفني للعاملين في هذا القطاع.حاضنات تستهدف قطاعًا معينًا: مثل البرمجيات، وصناعة الأغذية، والإعلام، والفنون.حاضنات التمكين: تهدف إلى دعم قطاع معين من رواد الأعمال لتطوير ودعم مشروعاتهم.وللحضانة ثلاث مراحل:ما قبل الحضانة: تشير إلى الأنشطة اللازمة لدعم رائد الأعمال في تطوير فكرة مشروعه، ونموذج العمل، وخطة العمل؛ لزيادة فرصة نجاح انطلاق مشروعه.مرحلة الحضانة: تتعلق بالدعم المقدم لرائد الأعمال من مرحلة البدء وحتى مرحلة التوسع. وعادة ما تكون هذه العملية متوسطة الأجل، تدوم في السنوات الثلاث الأولى من نشاط الشركة؛ حيث يكون المشروع الجديد ناجحًا ولديه فرصة جيدة للتطور. والإجراءات التي تنفذ في تلك المرحلة: الحصول على التمويل، وخدمات التدريب المباشر والتوجيه، وخدمات الاستضافة والتدريب المحدد. ولذلك، فإن الحضانة المادية، وإن كانت خدمة هامة جدا، فهي ليست إلا خطوة في نطاق عملية الحضانة الشاملة.مرحلة ما بعد الاحتضان: تتعلق بالأنشطة التي يتعين الاضطلاع بها، عندما تبلغ الشركة مرحلة النضج، وحينها تترك الحاضنة حال احتضانها ماديًا. وتعمل الحاضنات القائمة على الابتكار على الدمج بين الابتكار وريادة الأعمال؛ ما يدعم أصحاب المشاريع للاستفادة من القيمة المضافة للأفكار المبتكرة. برامج مسرعات الأعمال هي برامج محددة المدة تقدم خدمات تعليمية لرواد الأعمال، ثم تُعرض المشاريع في حدث عام أو يوم عرض demo-day. وتمتد هذه البرامج ثلاثة أشهر، وتساعد بنسبة بسيطة من رأس المال مع توافر مساحة للعمل وشبكة علاقات وفرص تعليم وإرشاد يقدمها أقرانهم الناجحون، ممن تخرجوا من البرنامج، وأصحاب رؤوس الأموال، والمستثمرون، والمديرون التنفيذيون للشركات. وعادةً ما ينتهي برنامج مسرعات الأعمال باليوم التجريبي” Demo Day” لتعرض المشاريع على جمهور كبير من المستثمرين وأصحاب القرار والشركات الكبري. قد تكون هذه البرامج هادفة أو غير هادفة للربح، وتختلف في حصة المساهمة، ومدة تقديم الخدمات التعليمية والإرشادية، وكذلك توفير مساحات العمل المشتركة، وتوفير برامج يرتبط بعضها بشركات رؤوس الأموال الاستثمارية أو الجامعات أو الحكومات المحلية أو المنظمات غير الحكومية. يشير الجدول التالي إلى الاختلاف بين حاضنات ومسرعات الأعمال الخصائص حاضنات الأعمال مسرعات الأعمال العملاءكافة القطاعات، بما في ذلك الشركات ذات الأساس العلمي مثل: التكنولوجيا الحيوية، والأجهزة الطبية، تقنية النانو، والطاقة النظيفة، وكذلك الشركات غير التكنولوجية. كما أن العملاء ينتمون إلى كافة الأعمار والأجناس سواء من لديهم خبرة سابقة أم لاشركات تطوير الويب، وتطبيقات المحمول، وشركات التواصل الاجتماعي، والألعاب، والبرمجة، وغيرها. ولا تتطلب أغلب الشركات استثمارًا فوريًا كبيرًا، ويعد معظم القائمين عليها من الشباب الذكور، وكذلك من عشاق التكنولوجياعملية الاختيارمنافسة قوية وأغلبها في نطاق المجتمع المحليمنافسة قوية، ولكن على نطاق واسع قد يكون على نطاق الدولة أو على نطاق عالميمدة المساعدةسنة إلى خمس سنوات وأكثرمن شهر إلى ثلاثة أشهرالخدماتخدمات إدارية واستشارية، وتوفر شبكة من رجال الأعمال ذوي الخبرة، وتساعد الشركات على بلوغ مرحلة الاكتفاء الذاتي والنضوج، تساعد رواد الأعمال على تنمية مهاراتهم، تساعد على تأسيس فريق إداري، وتوفر مصادر خارجية للتمويل.تقدم خدمات اختبار صلاحية الأفكار، وتقديم الشركة لمجموعة من الزبائن الأوليين، وتوصيل رواد الأعمال باستشاريين وخبراء في مجال الويب وتطبيقات الهاتف، والمساهمة في إيجاد استثمارات مستقبليةالاستثمارفي أغلب الأحيان، لا تمتلك مصادر دخل كافية للاستثمار مباشرةً في الشركات الناشئةتستثمر ما بين 18 إلى 25 ألف في ظل مجموعة من المشاركين ويكون لديها حصر في كل شركة ناشئة بما بين %4 إلى 8 % ونستكمل بقية المراحل في المقال القادم.. اقرأ أيضًا: عالم ريادة الأعمال.. بوابتك للأمان في المستقبل أهمية تحديد الأهداف التجارية.. الوجهة والمسار كيف يتجنب رواد الأعمال الأزمات؟.. استراتيجيات وحلول
مشاركة :