أثنت والدة الشهيد، راشد سعيد اليماحي، على موقف قادة الدولة العظيم في مواساة أهل الشهداء، قائلة دم ابني راشد اليماحي، وأخي خليفة اليماحي، ليس غالياً على هذا الوطن، مشيرةً إلى أن ابنها كانت له مشاركات عسكرية في دول عدة، ولم يتردد في أداء واجبه الوطني بالمشاركة في عملية إعادة الأمل ضمن التحالف العربي. وذكرت أن ابنها (راشد) هو الثامن بين أشقائه الـ10، مشيرة إلى أن راشد فقد والده وهو طفل صغير، وعلى الرغم من ذلك كان يمتلك حس الدعابة ويعمل جاهداً على تحمل مسؤوليات المنزل. والدة الشهيد راشد اليماحي تعاني مرض الكلى، وتجري عملية غسيل كلى أربع مرات أسبوعياً، إلا أن من يشاهدها وهي تتحدث عن بطولة ابنها يستشعر مدى قوتها وتماسكها وفخرها ببطولة ابنها. والدة الشهيد راشد سعيد اليماحي: راشد لم يتردد في أداء واجبه الوطني بالمشاركة في عملية (إعادة الأمل). والدة الشهيد خليفة اليماحي: أنا على استعداد لتقديم أبنائي جميعاً فداءً للوطن. من جانبها، قالت زوجة الشهيد، عنود اليماحي، إن زوجها في آخر اتصال طلب منها الدعاء بأن ينال الشهادة ولا يعود إلا محمولاً على الأكتاف، الأمر الذي جعل القلق يتسلل إلى نفسها، مشيرةً إلى أنها ليست حزينة على زوجها لأنه نال ما كان يريده وتحققت أمنيته بالشهادة، إلا أن دموعها لاتزال تنهمر على وجهها باستمرار، وحزنها إنما على نفسها لأنها فقدت صديقها وشريك حياتها الذي لن يعوض مكانه أحد، فقد ترك لها زهرتين هما ابنها (حمد ـ ثلاثة أعوام) و(ميرة ـ عامان). وأضافت أن زوجها الشهيد كان يحثها بشكل دائم على استكمال دراستها والحصول على الدرجات العالية، ولم يكن متبقياً لها على التخرج سوى فصل دراسي واحد، لافتة إلى أن والدها وأخاها وزوجها في اليمن ضمن عملية الأمل، إلا أن زوجها نال وسام الفخر والعزة، متابعة لن أنسى لحظة وداعه ما حييت، فقد كانت تفوح منه رائحة الشهادة. ولفتت إلى أنه حكى لها قبل وفاته بفترة وجيزة عن رؤيا شاهدها في المنام، كان فيها يقطع ثمرة من ثمار الجنة ويطعمها لشيخ معروف في منطقة الطويين، الأمر الذي كان بمثابة بشرى تزف له بالشهادة. من جانبها، طلبت مريم اليماحي، زوجة الشهيد خليفة اليماحي، من طفلتها عدم البكاء على والدها، قائلة لا تبكِ فأبوك شهيد، وأثرت عبارتها في جميع من حضر العزاء، فإن زوجات الشهداء يزرعن في أبنائهن أبطال المستقبل، وتحدثت عائلة الشهيد خليفة عن ذكريات البطل الذي طبع في ذاكرة الجميع ابتسامته المعهودة التي لم تفارقه حتى في آخر حديث له مع أسرته. وقالت إن زوجي اشتهر بإخلاصه في عمله وحبه لوطنه ثم أهله والناس، وربطته علاقات طيبة بالجميع، وكان رفيقاً حميما لابن أخته الشهيد راشد اليماحي، إذ جمعتهما الدنيا على الحب، وجمعتهما الآخرة على الشهادة، وكان كلاهما يتصف بالسماحة وحب الناس. وذكرت أن زوجها اتصل بها في يوم الحادث نفسه بعد أدائه صلاة الفجر، على الرغم من أنه لم يعتَد الاتصال في الصباح الباكر، وأخبرها بأنه اشتاق لأسرته، وألحّ عليها بالحديث مع طفليه (مايد ـ ثلاث سنوات) و(سارة ـ تسع سنوات)، وداعبهما وأكد حبه الشديد لهما. ولفتت إلى أنها أُبلغت بأن زوجها مصاب وسينقل إلى مستشفى خليفة للعلاج، ثم تلقت نبأ وفاته في اليوم التالي، مؤكدة فخرها بأن زوجها قدم حياته في خدمة الوطن، لافتة إلى أن استشهاده شرف عظيم وسيخلد التاريخ اسمه ويكون قدوة لأبنائه، متابعة إننا صابرون على قضاء الله، ونحتسبه من الشهداء الأبرار. وقالت عايشة الحفيتي، والدة الشهيد خليفة اليماحي، إن الشهيد كان باراً بها، وكثير التردد عليها يومياً، وبعد سفره إلى اليمن اعتاد الاطمئنان عليها يومياً، وإنها تحتسبه عند الله من الشهداء، متابعة أفخر بأن قدمت لوطني فلذة كبدي، وأنا على استعداد إلى تقديم أبنائي جميعا فداءً للوطن، مؤكدة أن ثلاثة من أبنائها فضلاً عن إخوتها على استعداد للمشاركة في تحرير اليمن. وقال الابن الأكبر للشهيد خليفة اليماحي أنا فخور بوالدي الشهيد، فعلى الرغم من أننا تألمنا من خبر الحادث، إلا أن وسام الشهادة الذي حظي به والدي أكبر من أي حزن، مضيفاً أعتز بأمي الصابرة التي أبلغتنا حسن خاتمة أبي وعظيم منزلته عند الله، مشيراً إلى أن ما حدث لوالده لا يثنيه أن يكون أحد جنود الوطن في المستقبل. وقال أحمد اليماحي، شقيق الشهيد خليفة اليماحي، على الرغم من اشتياقنا لهما إلا أننا نحمد الله على نيلهما الشهادة، فطيب أخلاقهما تجعلهما يستحقان الشهادة، فكانا يجدان نفسهما في خدمة الدولة، ولم يترددا لحظة في تلبية نداء الواجب عندما دُعيا إلى تحرير الوطن.
مشاركة :