طهران - اعتبرت إيران الإثنين على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها أن الاتفاق النووي لا يحتاج الى وسيط، وذلك تعقيبا على طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التوسط بينها وبين الولايات المتحدة. لكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعا الاسبوع الماضي الاتحاد الأوروبي للتوسّط بين بلاده والولايات المتحدة لإنقاذ الاتفاق، متحدثا عن إمكان وضع "آلية" إما لعودة "متزامنة" للبلدين إليه، أو "تنسيق ما يمكن القيام به". وأبرمت الجمهورية الإسلامية اتفاقا في العام 2015 في فيينا بشأن برنامجها النووي مع القوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين)، أتاح رفع العديد من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، في مقابل الحد من أنشطتها النووية. وقال المتحدث سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي إن "الاتفاق بشأن البرنامج النووي لا يحتاج الى وسيط"، وذلك ردا على سؤال عما طرحه الرئيس الفرنسي الاسبوع الماضي. وأشار الى أن الاتفاق كتب في "أكثر من 150 صفحة"، مضيفا "عندما يكتب نص طويل ودقيق الى هذا الحد، هذا يعني عدم وجود حاجة لإعادة مناقشته". وانسحبت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران. وأبدت إدارة الرئيس الجديد جو بايدن استعدادها للعودة الى الاتفاق، بشرط عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجبه، والتي كانت تراجعت عنها تدريجيا بعد عام من انسحاب واشنطن. في المقابل، تؤكد طهران أنها لن تعود الى الالتزامات قبل مبادرة الولايات المتحدة الى رفع العقوبات الاقتصادية، والتزام كل الأطراف بتعهداتهم. في ظل ذلك، أعلن ماكرون في الرابع من شباط/فبراير أنه سيبذل ما بوسعه "لدعم أي مبادرة أميركية لإطلاق حوار جديد سيكون شاقا، وسأحاول أن أكون ميسّراً لهذا الحوار"، متحدثا عن حاجة "إلى مفاوضات جديدة مع إيران". ورأى خطيب زاده أن على الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق "العودة الى التزاماتها" لأن "أوروبا نفسها هي من الأطراف التي خرقت الاتفاق". وكان ظريف صرّح لشبكة "سي.ان.ان" الإخبارية الأميركية قبل اسبوع أنه "يمكن أن تكون هناك آلية" إما لعودة "متزامنة" للبلدين إلى الاتفاق النووي، وإما "تنسيق ما يمكن القيام به" وذلك في محاولة للخروج من مازق العقوبات. واقترح ظريف أن يحدّد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "التدابير التي يجب أن تتخذها الولايات المتحدة وتلك التي يجب أن تتخذها إيران". وأكد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي في خطاب الأحد أن إيران لن تستأنف التزاماتها قبل رفع العقوبات الأميركية، وأن هذه هي "السياسة القطعية للجمهورية الإسلامية". من جهته، كرر بايدن مساء اليوم نفسه موقف بلاده بضرورة عودة إيران للإيفاء بالتزاماتها أولا. وردا على سؤال خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس" بثت الاحد، حول إمكان رفع العقوبات لإقناع طهران بالعودة الى طاولة المفاوضات، أجاب بايدن "كلا".
مشاركة :