مثقفون مصريون وسوريون يناقشون القضية الكردية في مؤتمر الأربعين حرامي

  • 2/8/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

* ممثل سوريا الديمقراطية بالقاهرة: نشكر مصر قيادة وشعبًا على دعم الموقف الكردي* عاصم الدسوقي يحذر من المخططات الأمريكية لتقسيم المنطقة.. و"ديبو": ننشد ديمقراطية حقيقية في سوريا* بهاء شعبان: تركيا عدو الكرد وعدونا.. ونناشد العالم الضغط لإطلاق سراح "أوجلان" ناقش عدد من المثقفين المصريين والسوريين كتاب "القضية الكردية في مؤتمر القاهرة.. الإشكالية والأبعاد" في ندوة عقدتها دار "نفرتيتي للنشر". وقال الكاتب والباحث سيد عبدالفتاح إن مؤتمر القاهرة، الذي عُقد بزعامة وزير المستعمرات البريطانية، آنذاك وينستون تشرشل في عام 1921 لبحث تقسيم الشرق الأوسط، لم يحظ باهتمام الباحثين رغم ما ترتب عليه من مخططات تمزيق تعاني منه منطقة الشرق الأوسط حتى الآن. وفي مستهل حديثه وجه مؤلف الكتاب، سيهانوك ديبو، ممثل مجلس سوريا الديمقراطية في القاهرة، الشكر للدولة المصرية، قيادة وشعبًا، على دعم القضية الكردية، مؤكدا أن مصر تلعب دورًا كبيرًا في تهيئة وتسهيل الحوار بين التيارات السياسية السورية في وقت تتزاحم على منطقة الشرق الأوسط الأزمات والمشاكل، ونحن نحتاج للحوار والنقاش. وأضاف أن القضية الكردية معقدة جدا، وقلما مر على التاريخ إشكالية بحجم القضية الكردية، مؤكداً أنه لحل القضية الكردية يجب ألا نلقي بالحل على عاتق الكرد وحدهم، إنما الأمر معني به جميع الشركاء التاريخيين في مقدمتهم الشعب العربي. وأضاف أن كتابه يتناول حدثا تاريخيا تحل ذكراه المئة بعد أربعين يوماً، حيث كانت تتعرض منطقة الشرق الأوسط لأجندات استعمارية للسيطرة عليها، بدأت باتفاقية "سايكس بيكو" 1917، موضحًا أن مؤتمر القاهرة البريطاني مثل إطارًا لتنفيذ مخططات سايكس بيكو التى سبقته واتفاقية "لوزان" الأكثر سوءا، التي عقدت 1923.وقال إن ونستون تشرشل وصف انعقاد المؤتمر الذي ضم رؤوساء المكاتب العسكرية في المستعمرات البريطانية بقوله للمشاركين "إنكم تذكروني بقصة علي بابا والأربعين حرامي"، موضحا أن تشرشل كانت لديه رغبة في إقامة دولة كردية في العراق للفصل بين الشعبين التركي والعربي، وأن تدار هذه الدولة من قبل متصرفين بريطانيا وحكام موالون لها ومن ذلك الوقت كانت الأصوات الكردية الوطنية ترفض مثل هذا الشئ في انتفاضات عدة ضد الاحتلال البريطاني ومن يعاونوه، لكن هذا المقترح لم يمر في المؤتمر. وأضاف اليوم الكثير يقتنع بأنه حان وقت حل هذه القضية ونحن في سوريا طرحنا نموذجا لحل هذه القضية وهو نموذج الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وهو النموذج الذي يؤكد على وحدة المنطقة وسلامة سوريا وسيادتها الإقليمية، ولكن بمزيد من مشاركة كل الفئات لتحقيق ديمقراطية حقيقية، وتشكيل الهوية الوطنية ودولة المواطنة التي تستوعب جميع مكونات الشعب السوري.من جهته قال المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، إن الكتاب مميز ويتضمن 14 خريطة ووثائق مهمة ذات عمق تاريخي منها وثائق سايكس بيكو وكثير من اتفاقيات وخرائط تقسيم المنطقة، مضيفاً أننا على بُعد أيام من ذكرى اختطاف واعتقال القائد الكردي عبدالله أوجلان، المحبوس في السجون التركية منذ 22 عامًا، لذلك نناشد رجال الفكر والثقافة في المنطقة العربية بأن يرفعوا أصواتهم بالاحتجاج على استمرار بقاء هذا الزعيم في السجن، والمطالبة بإطلاق سراحه.وأضاف نحن في مصر لنا مصلحة موضوعية في أن نشدد على أسس التلاحم بيننا وبين أشقائنا الكرد، في مواجهة تقسيم وتفتيت المنطقة وأيضا في مواجهة استبداد وتسلط الفاشية الأردوغانية، موضحاً أن تركيا الأردوغانية تمثل عدوا لنا كمصريين وأيضا للكرد، كما أن العلاقات بين المصريين والكرد عميقة وتاريخية.وأكد أن القضية الكردية قضية عادلة، وأن الكتابات الكردية تطرح فكرة الأمة الديمقراطية ومجتمع المواطنة الذي يجد فيه كل قسم من المجتمع حضوره ومصالحه، بدلا من الفصل بين الكرد والعرب وفكرة التقسيم التي لم تعد مجزية وربما تكون مستحيلة.وفي مداخلة له حذر المؤرخ المعروف الدكتور عاصم الدسوقي من المخططات الأمريكية لتقسيم المنطقة، وفق مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الذي طرحه شيمون بيريز، الرئيس الإسرائيلي الأسبق في 1982، مضيفا أن هذا المشروع يهدف لتقسيم الدولة العربية إلى 73، وهو ما وضعت له وزير الخارجية الأمريكية الأسبق، كوندوليزا رايس نظرية الفوضى الخلاقة، التي أنتجت فيما بعد ما يسمى بـ"الربيع العربي".وقال المطالبة بإنشاء دولة كردية يخدم المخططات الأمريكية، لكن لو الكرد يطالبون بحقهم في المواطنة فهذا مشروع. وعقب مؤلف الكتاب بصفته ممثلا لمجلس سوريا الديمقراطية في مصر على حديث الدسوقي، قائلا إن مشروع الإدارة الذاتية الذي يطرحه الكرد ينشد أن تكون سوريا موحدة وقوية وديمقراطية يتمتع جميع مكوناتها بكامل حقوقهم، حتى المشاركة في حكم بلادهم دون استبعاد أو تهميش.

مشاركة :