كتّاب قصيدة النثر

  • 2/9/2021
  • 14:57
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

هذه المرة سأتحدث عن كتاب قصيدة النثر، فهم عميقين جدا، أعني أولئك الذين تجاوزوا القصيدة المموسقة، كتاب قصيدة النثر الحقيقيين وليس المدعين، فعلا لديهم عمق معرفي، ويحرصون على أدق الأمور، يميلون إلى ترك مساحات فارغة في أوقاتهم، ليتسنى لهم مشاهدة الأفلام الجديدة، ولديهم وجبة من الموسيقى يسمعونها كل بعد حين، لديهم قدرة عجيبة على الإصغاء، ينتقون الفاظهم بعناية عندما يتحدثون، لديهم جاذبية ولهم كارزيماهم الخاصة، لا يطيلون الحديث كثيرا، ويقتنون كل جديد، لايزحمون أنفسهم بكثير من الأشياء، واستخدامهم لوسائل الاتصال الاجتماعي معتدل، والسخرية في حديثهم عالية..في المقابل ليس لديهم أهداف واضحة، ولا خطط مرتبة، وفي الإبداع ينتظرون الإلهام، لا يبحثون عنه بل ينتظرونه ينزل عليهم كوحي، لذا لا يستطيعون أن يكتبوا بانتظام، هم أيضا قنوعين ونسبة الواقع في تفكيرهم تطغى على الخيال، متشائمين ولكنهم في المجالس يظهرون وكأنهم مبتهجين وفرحين، لهم حضورهم المميز، ولكنهم لا يستطيعون إقامة العديد من الصداقات الحقيقية، لا يكيدون لأحد إلا أنهم يفرحون بهزائم أصدقائهم حتى لو تظاهروا بعكس هذا.. بل ويبحثون عن عيب في كل ميزة تصل إلى مسامعهم لأحد معارفهم..لديهم مشكلة في إدارة الأموال، وقراءتهم لواقع الاقتصاد والسياسة متدنٍ، وكذلك مهارة الاتصال لديهم متدنية، وليسوا لطفاء، بل بهم بعض "الدفاشة"، ولكن لهم محبيهم، قيمهم مختلفة عن قيم المجتمع فهم متمردين كثيرا، هم عرب ولكن نمطهم غربي، قلّما يبادرون ولا يؤمنون بقانون ربّح وأربح، ولا يحبون حضور الدورات التدريبية ولا الاجتماعات الرسمية، إلا أنهم يعشقون القراءة وينتقون كتبهم بعناية..يبحثون عن الرفاهية كثيرا، يوقرون سجائرهم ويصنعون شاي مزاجهم بأنفسهم، ولا يطبقون: "اخشوشنوا فإن النعم لا تدوم" يميلون إلى الاستقرار والهدوء، ولا يحبون إثارة المشاكل، ولكنهم يحاولون أن ينتصروا لآرائهم في النقاشات الودية حتى لو كانوا على خطأ.. حياتهم العاطفية مستقرة.. ولديهم القدرة لقضاء حياتهم فرادى. 

مشاركة :