تتوالى الصدمات الموجهة إلى نظام الملالي الإيراني من الإدارة الأمريكية الجديدة، وبعد أيام قليلة من تأكيد الرئيس جو بايدن أنه لن يرفع العقوبات على طهران، هددت بنسف مشروع الصواريخ الإيراني.وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أمس بشكل حازم أن الولايات المتحدة ستمنع الملالي من تطوير منظومتهم الصاروخية، كما أنها ستعمل على منع إيران من نقل صواريخها لدول أخرى. وعدت الخارجية الأمريكية تصريحات المسؤولين في إيران عن عزم امتلاك قنبلة نووية مقلقة للغاية، وأكدت اعتزامها التشاور مع الحلفاء والشركاء قبل أي خطوة تتعلق بإيران، في إشارة إلى أي تفاوض بشأن الملف النووي.وتأتي التحذيرات الأمريكية، في وقت أكدت مصادر استخباراتية أن طهران تمتلك أكبر ترسانة للصواريخ الباليستية، بدعم مباشر من كوريا الشمالية، التي تعد الدولة الوحيدة التي طورت صاروخا بطول 2000 كلم دون امتلاك قدرة أسلحة نووية.البداية مع إسرائيلووفقا لتقارير الصحف العالمية، سعت إيران وراء الصواريخ الباليستية منذ ما قبل الثورة الإيرانية، حيث تعاون الشاه مع إسرائيل لتطوير نظام قصير المدى بعد أن رفضت واشنطن طلبه لصواريخ لانس، لكن قدرة إيران على الضربات العميقة تدهورت بسرعة بعد قطع العلاقات مع الغرب، مما حد من الوصول إلى قطع الغيار والصيانة وتدريب الطيارين والأسلحة المتقدمة.ولجأت إيران إلى الصواريخ للتعامل مع الحاجة الفورية للحرب بعد غزو العراق عام 1980، حيث حصلت على صواريخ سكود -بي السوفيتية الصنع، أولا من ليبيا، ثم من سوريا وكوريا الشمالية، واستخدمت هذه الصواريخ ذات المدى 300 كلم ضد العراق من عام 1985 حتى انتهاء الحرب في عام 1988.دقة ضعيفةوتؤكد التقارير الاستخباراتية أن صواريخ إيران الباليستية التي تعمل بالوقود السائل ضعيفة الدقة، ومن المحتمل أن تستخدم إيران نسبة كبيرة من مخزونها من صواريخ الوقود السائل في حال رغبتها في مواجهة أي هدف ثابت، أو التعامل مع أهداف عسكرية كبيرة، مثل مطار أو ميناء بحري، لكن يمكنها شن هجمات مضايقة تهدف إلى تعطيل العمليات أو إتلاف مستودعات تخزين الوقود.وبدون رأس حربي نووي، من المرجح أن تكون الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود السائل أكثر فاعلية كأداة سياسية لترهيب أو ترويع المناطق المدنية، قد تثير مثل هذه الهجمات الخوف، ولكن من المحتمل أن تكون الخسائر منخفضة ربما أقل من بضع مئات، حتى لو أطلقت إيران العنان لترسانتها الصاروخية الباليستية بالكامل ونجحت الغالبية في اختراق الدفاعات الصاروخية.تأكيدات روحانيوعاد الرئيس الإيراني حسن روحاني ليؤكد أن بلاده لن تلتزم بالاتفاق قبل عودة أمريكا إليه، وعد في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية أمس، أن الإدارة الأمريكية الجديدة لم تقم حتى الآن بأي خطوة إيجابية تجاه إيران، وأعلن أن طهران ستنفذ تعهداتها إذا عادت الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي لتنفيذ التزاماتها، بحسب تعبيره.وجاء إعلان روحاني بعد ساعات من تحذير وزير المخابرات الإيراني محمود علوي، الغرب من أن بلاده قد تتجه لامتلاك سلاح نووي إذا استمرت العقوبات الدولية على طهران، حسب ما أفاد التلفزيون الرسمي.وقال علوي «برنامجنا النووي سلمي، وفتوى المرشد الأعلى تحرم الأسلحة النووية، لكن إذا دفعوا إيران في هذا الاتجاه، فلن يكون ذلك خطأ إيران بل خطأهم»، وأضاف أن إيران ليس لديها خطط لامتلاك سلاح نووي في ظل «الظروف الحالية».مزاعم المرشدوحث المرشد الأعلى علي خامنئي، الولايات المتحدة، على رفع جميع العقوبات، زاعما أن ذلك سيدفع إيران للوفاء بالتزاماتها بالاتفاق النووي الموقع عام 2015 مع القوى العالمية، لكن الرئيس جو بايدن رفض دعوة خامنئي قائلا إن الولايات المتحدة لن تتخذ الخطوة الأولى.وكانت إيران بدأت في الانتهاك التدريجي لالتزاماتها النووية بموجب الاتفاق النووي، وهددت بمزيد من الاستفزازات في محاولة لزيادة نفوذها وحمل بايدن على منح الأولوية للعودة إلى الاتفاق، وكجزء من تلك الخطوات، بدأت طهران تخصيب اليورانيوم بالقرب من مستويات صنع الأسلحة، وقالت إنها ستختبر معادن اليورانيوم، المكون الرئيسي للرأس النووي، وتصر إيران على أنه يمكن التراجع عن جميع انتهاكات الاتفاقية بسهولة.إرهاب إيراناستخدمت إيران صواريخها في عدد من الحوادث الإرهابية في السنوات القليلة الماضية.. على سبيل المثال: يونيو2017: إطلاق صواريخ باليستية متوسطة المدى قرب دير الزور، ادعت أنها ضد تنظيم داعش سبتمبر 2018: إطلاق سبع قذائف من طراز فتح 110 ضد أحزاب المعارضة الكردية في إقليم كردستان العراق أكتوبر 2018: إطلاق صواريخ باليستية متوسطة المدى على داعش في العراق وسوريا سبتمبر 2019: إطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ كروز على منشآت نفطية يناير 2020: إطلاق ما يصل إلى 22 صاروخا على قاعدتين عراقيتين تأويان القوات الأمريكية
مشاركة :