برتولت بريخت الشاعر يتحدث من المنفى

  • 2/11/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحتفي الأوساط الثقافية، اليوم الأربعاء، بذكرى ميلاد الشاعر والكاتب المسرحي الألماني برتولت بريخت، أحد أبرز كتاب المسرح والأدب العالمي، صاحب النظرية المهمة عن المسرح الملحمي، التي تشغل مسرحياته مكانة كبيرة في ذاكرة المسرح العالمي، لكنه لا يزال حتى وقتنا هذا موضوعا للنقاش وأكثر أهمية، فكان يقول: "إن التعليم من دون تلامذة، والكتابة من دون مجد، أمر صعب"."الشاعر يتحدث من المنفى"أخذ المؤلف فردريك أوين في كتابه "برتولت بريخت" الصادر عن المركز القومي للترجمة في 2011، وترجمة إبراهيم العريس، متناولا الحديث عن الشاعر المتحدث من قلب المنفى، فتاريخ الليبرالية الألمانية في القرن التاسع عشر هو تاريخ المنفى، يشهد على ذلك هايني، ماركس، لودفيج بورنه، والشاعر فرابليجرات، وغيرهم، بالإضافة إلى كل من هربوا من ألمانيا بعد عام 1848 لاجئين إلى أمريكا بحثا عن الحرية، أما تاريخ الليبرالية الألمانية في القرن العشرين فهو أيضا تاريخ المنفى، ولكنه كذلك تاريخ الاغتيالات والانتحار.يرى المؤلف أن "بريخت" عاش هو عائلته في البيت الذي تملكه الروائية الدانماركية كارين ميكائيلس، في جزيرة ثورو، ثم توجه بعد ذلك للإقامة في جزيرة فوتن المجاورة بالقرب من سكوفسبو سترند، سفند بورج، حتى أصبح منزل بريخت مكانا يلتقى فيه كل الكتاب اللاجئين، أما بريخت فقد انكب على العمل داخل اسطبل طلي بالكلس الأبيض وعلى طاولة طويلة ملئت بالأوراق والأدوات المختلفة. يوضح لنا المؤلف أن المنفى مؤلم للجميع، وهو بالنسبة للكاتب تجربة بالغة المرارة، فالكاتب على عكس الموسيقى، والرسام، والراقص، سجين داخل حدود اللغة، بمعنى أنه بعيد عن مواطنيه عن قرائه يتكلم في الفراغ، فإذا كان يتمتع بسمعة عالمية، يمكن لأعماله أن تترجم وأن يفلت هو بالتالي من كابوس الصمت، لكن إذا كان الكاتب مسرحيا يكون بحاجة إلى مسرح، وممثلين، ومخرج، فكان "بريخت" يمارس مهنته منذ زمنا طويلا بحيث كفاه لكي يعلم بأن مسرحياته تلك التي كان قد كتبها والأخرى التي سوف يطتبها لن تمثل بشكل ملائم قبل سنوات، لكنه يعلم جيدا أن عليه في الوقت الحاضر أن يستخدم ما أتيح له، فلم يكن أبدا بالأمر المجاني استخدامه في الماضي لممثلين وفرق غير محترفين، فتلك الوحدات العاملة كانت موجودة في الدانمارك كما في أي مكان آخر. يشير المؤلف إلى أن "بريخت" انضم إلى قائمة كبار منقبي التاريخ مثل أوفيد، بوتشولبي، توفور، فيون، وغيرهم وهو في واحده من قصائده يقوم بزيارة وهمية إلى كتاب الماضي الكبار فيعتمد كل منهم إلى إسداء نصيحة إليه، جدية أو غريبة، ولكن يسأله صوتا هل يحفظ الناس أشعارك غيبا، أولئك الذين يعرفون الأشعار، وفي الصمت الذي يلي هذه الكلمات يشرح "دانته" إلى "بريخت" هؤلاء هم المنسيون لقد أعدمت أجسادهم وأعمالهم ويشحب لون القادم الجديد، مثل العديد من اللاجئين الآخرين، وبقى بريخت أقرب ما يمكن من الحدود في انتظار يوم العودة.

مشاركة :