أعتقد أن علاقتنا برجال أعمالنا الذين هم منا وفينا وبنا، تمر بمرحلة مفصلية بعد الأخبار الجميلة الواردة من واشنطن مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله-، والتي حملت الكثير من البشائر بداية من علاج المرضى بأمراض خطيرة شفاهم الله وأعادهم الله إلينا سالمين غانمين، مروراً بضم الدارسين على حسابهم الخاص في الولايات المتحدة، وفتح أسواقنا للشركات الأجنبية في قطاع تجارة التجزئة والجملة بنسب ملكية تصل إلى 100% والذي رأى رجال الاقتصاد أنه قرار تاريخي. ما يهمني في خضم هذه البشائر ألا نتخلى عن العيش والملح التاريخي الذي يجمعنا برجال أعمالنا الأعزاء، وإن كانت نسبة الالتهام الكبرى طوال الفترة الماضية من جهة واحدة! إلا أنه رغم ذلك فإن العيش والملح لا يمكن أن يهون على الطيبين، ولذلك أتمنى من رجال أعمالنا الشيوخ الكرام، أن يختموا علاقتنا التاريخية -بل ويحرصوا على بقائها- بما يلي: • العمل الجاد على فطم النفس عن الأرباح الضخمة التي كانوا يحصلون عليها، ومع إدراكي لحجم المعاناة وصعوبة وخطورة هذا الأمر إلا أني أحب أن أطمئنهم أن الأرباح التي سيكتفون بها كافية ومجزية والدليل التخفيضات التي كانوا يعلنون عنها طوال العام ولا تخسّرهم بحمد الله، ولذلك نتمنى – حفاظاً على العيش والملح التاريخي- أن نرى أسعاراً منافسة خلال الأيام القادمة حتى قبل قدوم المستثمر الأجنبي، فالأعمال بالخواتيم وعفا الله عما سلف! • الحرص على جذب الشباب السعودي من خلال بيئة عمل مناسبة ورواتب مجزية مع التدريب والتطوير، حتى يكونوا –في وسط المنافسة القوية- هم رجال الأعمال الذين يمثلون الوطن حقيقة ولذلك نرى التوجه لهم خياراً وطنياً! • تفعيل برامج المسؤولية الاجتماعية التي كان عدد منهم غائباً عنها الفترة الماضية رغم حاجتهم وحاجة مجتمعهم لها! هذه ثلاث رغبات كفيلة بحفظ الود بيننا وبين شركائنا الأعزاء، فإن كانت الشركات الأجنبية القادمة هي من ستعطينا الأسعار المناسبة، وهي من ستوظف أبناءنا، وهي من ستدعم المجتمع حتى ولو كان هدفها تحقيق مصالحها، فإننا نحتاج إلى أن نعيد تعريف الوطنية!
مشاركة :