تؤكد الأحداث والمواقف يوماً إثر يوم ان السلام لم يكن أبداً هدف اوغاية صناع ميليشيا الحوثي الإرهابية،لذلك ظلّ قادة هذه المليشيا ومُنظروها يغلقون كل الطرق المؤدية لهذه الغاية وينقضون كل حوار بمجرد أن يضعوا تواقيعهم على مبادئه وينسفون كل بادرة سلام بصواريخهم العمياء ومسيراتهم التي يطلقونها بشكل عشوائي دون أن يرف لهم جفن سواء سقطت على رؤوس مصلين في مسجد أو مدنيين وسط بيوتهم ،ورغم كل النداءت والتحذيرات التي اطلقتها المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية إلا أن النهج الحوثي ظل كما هو مخالفاً كل الأعراف والقيم والمباديء الإنسانية وحتى قوانين الحروب. والتصعيد العسكري في عددٍ من المناطق اليمنية والحدودية مع المملكة خير شاهد وأكبر دليل على أن هذه المليشيا التي زرعها النظام الإيراني في أرض اليمن الشقيقة ليست سوى نبتة إيرانية شيطانية تفتك بالحرث والنسل ،فقد شن العملاء الحوثيون خلال الأيام الماضية هجمات جوية وبرية مكثفة على مدينة مأرب وهجمات برية موازية شرق محافظة الجوف مستغلين تراجع الإدارة الأمريكية الجديدة عن تصنيف المليشيا الحوثية ضمن قوائم الإرهاب لنواحٍ إنسانية ،وهو التصنيف الذي كانت قد أقرته إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب بعد أن توافر لديها من الأدلة القطعية على بشاعة جرائم وخطورة أهدافها ممايستوجب تصنيفها كميليشيا إرهابية وقد رأى الحوثيون في تراجع إدارة بايدن ضوءا أخضر للإستمرار في قتل الأبرياء وتدمير المنشآت لكن جاء أول رد فعل أمريكي على هذه الأعمال العدائية مخالفاً لقراءة الحوثيين ،فقد أبدت واشنطن قلقها العميق ودعت الخارجية الأمريكية الى وقفٍ فوري للهجمات التي تطال المدنيين في المملكة ووقف أي هجمات عسكرية جديدةداخل المدن اليمنية. من جانبها أدانت بريطانيا على لسان سفيرها لدى اليمن مايكل ارون هذه الإعتدات داعية الى وقفها فورا وشددت امريكا وبريطانيا على وجوب دعم جهود المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث لتحقيق السلام . ورغم أن المملكة كانت ولاتزال أكثر المتضررين من الأعمال الإجرامية لهذه المليشيا الإرهابية حيث أطلق عملاء النظام الإيراني مئات الصواريخ الباليستية تجاه المنشآت المدنية والمواطنين والمقيمين وارسلوا مثيلها من الطائرات المسيرة المفخخه بنفس الوجهة والهدف ، وكان يمكن أن تفتك باعداد كبيرة من الأبرياء لولا حماية الله سبحانه ثم القدرات المتقدمة للقوات المسلحة السعودية والكفاءة العالية لجنود الوطن حيث نجحت قوات الدفاع الجوي السعودي في التصدي لهذه الصواريخ والطائرات وتفجيرها قبل الوصول لإهدافها. رغم كل هذا ظلت المملكة تبذل كل الجهود الممكنة لصنع السلام في اليمن فالعاصمة السعودية الرياض هي مقر مؤتمر المصالحة اليمني، وحكومة المملكة كانت ولازالت ترحب بكل حوار وتدعم كل خطوة سلام وتقف مع كل دعوة لبسط سلطة الحكومة الشرعية وإعادة بناء اليمن ومدت في الوقت نفسه أيدي المساعدة الإنسانية سخية وبلا توقف للشعب اليمني الذي يقبع تحت أسلحة القمع ووسائل التدمير الأرهابية التي طالت أبناءه وبنيته التحتية . والعالم الذي يدعم حق المملكة المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها ويقدر جهودها في دعم كل حوار حول السلام يرى في الموقف الأمريكي والبريطاني الجديد خطوة تصب في هذا لإطار لكن إرتداع الحوثي وجديته في التوصل إلى إتفاق سلام سيظل محاطاً بشكوك كبيرة نتيجة التجارب السابقة والتي أثبتت كلها أن السلام والحوار والأمن والأنسانية مفردات لاوجود لها في دستور الحوثيين الذي كُتب بأيدي ملالي النظام الأرهابي في إيران، وأنه لايفهم بغير اللغة التي يتحدثها .
مشاركة :