غيّرت الجائحة وأحداث العام 2020 علاقتنا بالمال، وأصبح الناس الآن يثقون بالروبوتات أكثر من أنفسهم لإدارة شؤونهم المالية. وكشفت دراسة عالمية شملت 9 آلاف مستهلك ورجل أعمال في 14 دولة مختلفة، بما في ذلك السعودية، أن انتشار جائحة كوفيد-19 زاد من القلق والحزن والخوف بين الناس حول الشؤون المالية في جميع أنحاء العالم، وغيّر آراءنا حول من وبمن نثق لإدارة شؤوننا المالية، وتبيّن وفقاً للبحث أيضاً أن الناس يعيدون تفكيرهم بدور وتركيز فرق الشؤون المالية في الشركات والاستشاريين الماليين الشخصيين. ووفقاً للدراسة الجديدة التي أجرتها شركة Oracle وخبيرة التمويل الشخصي فارنوش ترابي، فقد تسبب انتشار جائحة كوفيد-19 بالقلق والحزن والخوف المتعلق بالشؤون المالية، كما أضر بعلاقة الناس بالمال في المنزل والعمل، وازداد القلق والتوتر المتعلق بالشؤون المالية بين قادة الشركات بنسبة 363 % وازداد الحزن بنسبة 183 %. بينما تجاوزت نسبة القلق والتوتر المالي الضِعف لدى المستهلكين وزاد الحزن لديهم بنسبة 78 %. وبينت أن 94 % من قادة الشركات بالقلق بشأن تأثير انتشار جائحة كوفيد-19 على شركاتهم، حيث ارتكز معظم قلقهم حول بطء التعافي أو الركود الاقتصادي (52 %) وتخفيضات الميزانية (39 %) والإفلاس (28 %)، ويعاني 90 % من المستهلكين من مخاوف مالية تضم فقدان الوظائف (47 %) وخسارة مدخراتهم (43 %) وعدم القدرة على سداد الديون (21 %)، وتبقي هذه المخاوف الناس مستيقظين خلال الليل، حيث أفاد 56 % من المستهلكين أنهم لا ينامون بما يكفي بسبب التفكير بشؤونهم المالية. كما يعتقد الناس أن الروبوتات هي طريقة أفضل لإدارة الشؤون المالية، وقد أدى الشك والقلق حول الشؤون المالية الذي تسبب به انتشار جائحة كوفيد-19 إلى تغيير من وبمن نثق لإدارة شؤوننا المالية. وللمساعدة في التغلب على التعقيدات المالية، بدأ يثق المستهلكون وقادة الشركات بشكل متزايد بالتقنيات المتطورة بدلاً من الأشخاص، وقال 81 % من المستهلكين وقادة الشركات أنهم يثقون بالروبوت أكثر من ثقتهم بالبشر في إدارة الشؤون المالية،ـ و83 % من قادة الشركات يثقون بالروبوت أكثر من ثقتهم بأنفسهم في إدارة الشؤون المالية. و87 % يثقون بالروبوتات أكثر من فرق الشؤون المالية لديهم. كما يعتقد 97 % من قادة الشركات أن الروبوتات يمكنها تحسين عملهم من خلال اكتشاف عمليات الاحتيال (40 %) وإنشاء الفواتير (23 %) وإجراء تحليلات التكاليف/الفوائد (25 %). ويثق 62 % من المستهلكين بالروبوتات أكثر من ثقتهم بأنفسهم في إدارة الشؤون المالية. ويثق 78 % منهم بالروبوتات أكثر من ثقتهم بالاستشاريين الماليين الشخصيين. ويعتقد 83 % من المستهلكين بأن الروبوتات قادرة على اكتشاف عمليات الاحتيال (34 %) وخفض الإنفاق (29 %) والاستثمار في سوق الأوراق المالية (18 %). كما أصبح دور الفِرق المالية والاستشاريين الماليين مختلفا تماماً للتكيف مع التأثير والدور المتزايد للتقنيات المتطورة، يتعين على المختصين بالشؤون المالية في الشركات واستشاريي التمويل الشخصي على حد سواء تبني التغيير واكتساب المهارات الجديدة، حيث يعتقد 59 % من قادة الشركات أن الروبوتات ستحل محل المختصين في إدارة الشؤون المالية لدى الشركات خلال السنوات الخمس المقبلة، و93 % من قادة الشركات يرغبون بالحصول على المساعدة من الروبوتات في إدارة المهام المالية، بما في ذلك الموافقات المالية (53 %) والميزانية والتنبؤ (46 %) والتقارير (45 %) والامتثال وإدارة المخاطر (43 %). وفي هذا الصدد أيضاً، يريد قادة الشركات من المختصين في إدارة الشؤون المالية في الشركات التركيز على التواصل مع العملاء (33 %) والتفاوض بشأن الخصومات (35 %) وتأكيد المعاملات (31 %). ويعتقد 48 % من المستهلكين أن الروبوتات ستحل محل الاستشاريين الماليين الشخصيين خلال السنوات الخمس المقبلة. و76 % من المستهلكين يرغبون بالحصول على المساعدة من الروبوتات في إدارة شؤونهم المالية من خلال توفير الوقت (44 %) والحد من الإنفاق غير الضروري (34 %) وزيادة السيطرة على المدفوعات ذات الوقت المحدد (21 %). كما كشفت الدراسة عن تغير علاقتنا بالمال وحان الوقت لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في إدارة الشؤون المالية. غيرت أحداث العام 2020 الطريقة التي يفكر بها المستهلكون بالمال وزادت من حاجة الشركات إلى إعادة التفكير بطريقة استخدامهم للذكاء الاصطناعي وغيره من التقنيات الجديدة لإدارة العمليات المالية، حيث أشار 86% من المستهلكين بأن انتشار الوباء غيّر الطريقة التي يشترون بها السلع والخدمات، وقال 92 % من المستهلكين بأن أحداث العام 2020 غيرت شعورهم حيال التعامل مع النقود، حيث يشعر الناس بالقلق (35 %) بالخوف (34 %) واحتواء النقود على جراثيم (25 %)، وأشار أكثر من ربع المستهلكين (31 %) أن التعامل بالنقد فقط هو عامل مهم قد يغير رأيهم بالنسبة للصفقات.
مشاركة :