جدة – عبدالهادي المالكيفي بعض الأحياء العشوائية بجدة ثمة بيوت مهجورة وينسج الأطفال حولها الكثير من القصص التي ربما لا تندرج تحت بند الواقع، والواقع أن تلك البيوت التي عاصرت حياة أهلها كانت في الماضي تنبض بحراك الحياة لكنها في الوقت الراهن خامدة وخاوية على عروشها. ومعظم البيوت المهجورة سواء كانت تجارية او سكنية لم يكتمل بناؤها، وبعضها ما زال كما هو منذ 30 عاما أو تزيد على نفس الوضع ويعود ذلك لعدة أسباب منها عدم استطاعة صاحب المبنى اكماله لقلة السيولة او لوجود مشاكل ورثة او منازعات. وحي الرغامة في جدة يأخذ نصيب الأسد من تلك المنازل حيث تبلغ قرابة 20 منزلا، الأمر الذي يثير الخوف في نفوس أهالي الحي.(البلاد) تجولت في شوارع أبرق الرغامة والتقت بالسكان المجاورين لتلك المنازل، ودخلت عددا من تلك البيوت التي لوحظ أنها في حالة متهالكة ، وتشكل خطرا على السكان المجاورين والمارة، فضلا عن كونها تمثل مصدر خوف مع تزايد احتمالات استغلالها في أعمال منافية للانظمة. واتفق أبو بكر باعامر وياسر الكثيري ومحمد بن عفيف وعبدالرحيم الحربي على ان بداية هذا الحي كانت عبارة عن مشروع متكامل تقوم بإنشائه احدى الشركات بعمل 6 نماذج للفلل وبدأ المواطنون في دفع الأقساط المقررة عليهم الا أنه ولسبب ما لم تتمكن الشركة من استكمال بعض المباني في الحي فبقيت كما هي عليه، فبعضها توقف فيها البناء في المراحل الأولى والبعض الآخر قاربت التشطيبات النهائية ، وفيها ما هو على حالة “العظم” وبقيت على هذا الحال منذ انشاء المخطط قبل أكثر من عشرين عاما وبمرور السنوات أصبحت ملجأ لضعاف النفوس ومخالفي نظام الإقامة والعمل كما أصبحت بيئة خصبة للحشرات وتوالد البعوض ومرتعا للكلاب الضالة والقطط والقوارض والخفافيش ولم تتوقف على هذا الحال فحسب بل اصبحت تصدر الروائح غير المستحبة بسبب ما يرمى فيها من نفايات فضلا عن روائح القطط الضالة والفئران بين جنباتها. من جهته أوضح البروفسور عبدالرحمن القرشي من سكان الحي بقوله : منذ 20 عاما ونحن على نفس المعاناة وقد تواصلنا مع أمانة جدة خلال السنوات الماضية وفي كل عام يعدوننا بإيجاد حل للمنازل المهجورة، والتي تشكل هاجسا بالنسبة لأهالي الحي خصوصا وأنها تحولت بمرور السنين إلى ساحة للنفايات وملجأ للقطط الضالة والفئران بالإضافة الى البنية التحتية للحي حيث بدأ طفح الصرف الصحي من تحت تلك المنازل لذلك يناشد السكان، أمانة جدة بضرورة إيجاد حل للمنازل المهجورة في الحي والتي تشوه المشهد البصري. تسربات المياه وقال أبو جهاد احد سكان الحي أن هناك تقصيرا من قبل الأمانة حيث تجاهلت الحي مع معناتنا من المنازل المهجورة لنجد المياه الجوفية تغرق الحي بسبب تسربها من البيوت المهجورة، لافتا إلى أن معاناتهم مستمرة منذ عدة سنوات كما أن شركة المياه لم تتجاوب معنا بإيجاد علاج لتسربات المياه خصوصا وأن الكثير من تمديدات المياه “مضروبة” ولا زلنا ننتظر ان يتم وضع حد للبيوت المهجورة والمياه التي تغرق الحي بين الحين والآخر. وأضاف: إن المياه المتسربة تسببت في تجمع الحشرات والبعوض ما يهدد الوضع البيئي برمته ، بالإضافة إلى أن المياه الجوفية دخلت إلى” أساس” منازلنا ونخرتها من العمق ما يتسبب في حدوث شروخات وتصدعات في الجدران، وهو ما حدث بالفعل في بعض المنازل، ونحن سكان الحي نطالب الأمانة بالإهتمام بالحي والوقوف على معاناة السكان، كما نناشد المجلس البلدي بضرورة زيارة الحي ومشاهدة البيوت المهجورة والمياة المتسربة . ونتمنى من الأمانة إيجاد حلولا عملية ، وتوفر لأطفالنا حدائق، وتحقق مبادرات الرؤية بزيادة الرقعة الخضراء ، والعناية بصحة البيئة، ومعالجة التشوهات البصرية بالحي.مبانٍ صامتة من جهته قال عمدة حي الرغامة سعود بن مدرا البقمي: مشكلة حي الرغامة الواقع ليست وليدة اللحظة بل هي قديمة وقد شارفت على الثلاثين عاما ما بين المقاول المنفذ والملاك بعد أن توقفت الشركة المنفذة لاعمال البناء ولم تستطع اكمال تلك الفلل المهجورة والتي اصبحت تشكل هاجسا للسكان وتخيفهم خصوصا وانه ربما يتم استغلالها في اعمال مثل ترويج الممنوعات وهي بيئة خصبة لمثل هذه الجرائم، ونتمنى أن تجد هذه المباني “الصامتة” حلا سريعا من قبل الملاك بالتعاون مع الأمانة حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه. غير صالحة لاستكمال عمليات البناء المهندس خالد الزهراني أوضح أن هذه المباني وبعد الفترة التي قضتها من الإهمال أصبحت غير صالحة لاكمال البناء عليها بل يجب أن تهدم لعدة أسباب منها تلف أدوات السباكة وفتحات التهوية بالإضافة للاسياخ حيث انها قد تعرضت للغبار والرطوبة وتجمع الاتربة والحشرات وخاصة الاسياخ لتعرضها لعوامل التعرية في ظل عدم وجود عوازل تحميها طوال السنوات الماضية، فضلا عن عدم وجود تلييس في بعض المباني منها وهذا يؤدي الى خلل في البنية التحتية للعمارة بالإضافة الى انها مكثت مهجورة لأكثر من 30 عاما مما يجعل الشكل العام لها قديما والمواد المستخدمه قديمة قد تآكل بعض اجزائها، كذلك ان النظام القديم لا يوجد به عوازل في البناء حيث يجب ان يكون هناك عوازل في المباني ولا اعتقد أن ثمة مكتب عقار أو مقاول يرضى باستكمال هذه المباني التي جرى بناؤها بدون وجود نظام العوازل وكذلك أنظمة التكييف لا تتوافق مع أنظمة البناء الجديد وكل هذا يجعل من هذه المباني عديمة الجدوى والصلاحية.
مشاركة :