كيف هي حالُ أسواقِ النِفط، وما هي النظرةُ التي تسودُ بين المتداولين على الخامِ الأسود. التفاؤلُ بتعافي الطلبِ مع تسريعِ وتيرةِ عملياتِ تلقيحِ كوفيد 19 حولَ العالم، والذي يقابلُه كَبحُ المعروضِ من أوبك بلس لتحقيقِ التوازن وتجنُّبُ الانخفاضِ المفاجئ للأسعار، كانت من العوامل التي دفعت بخامَي برنت وتكساس إلى تعميقِ مُنحنَى الأسعارِ الذي يُظهِرُ أن أسعارَ العقودِ الحالية أعلى من مستوى العقودِ المستقبلية والذي يُطلَقُ عليه مصطلحُ backwardation، بما يَحُث المتداولين على السَحب من المخزوناتِ والبيعِ الفوري لها، والتحوُّلِ من العقودِ طويلة ِالأجل إلى العقود الآنية. ومع تسجيلِ أسعارِ خام برنت أعلى مستوىً لها خلالَ 13 شهرا بالقُرب من 64 دولاراً للبرميل، كان مستوى الميلِ للتراجُع backwardation منذُ أواخرِ يناير 2020 هو الأعمقَ مقارنة ً بالفترةِ المماثلةِ من العام الحالي، ما شجّعَ المستثمرين على الإبقاءِ على مراكزَ كبيرةٍ للعقودِ الآجِلة للنِفط وحملِها للشهرِ المقبل، وهو ما سجلتهُ العقودُ الآجلة لخام تكساس أيضا. وتشير بياناتُ وكالةِ الطاقة الى أن السَحب من المخزوناتِ العالمية تسارعَ من 1.560 مليون برميل يوميا في الربعِ الثالثِ من العام الماضي إلى مليونينِ ومئتينِ واربعين ألفَ برميل يوميا في الربع الأخير من 2020. ويترقّب المتداولون إنتهاءَ الخَفضِ الطوعي للسعودية بأواخِر مارس والقراراتِ المستقبليةِ لأوبك بلس لمعرفةِ المراكز التي سيتِمُ اعتمادُها، فالبياناتُ الحالية تُظهر توازنا بين العرضِ والطلب.
مشاركة :