تقرير إخباري: الدبيبة يدعو لـ "شراكة شاملة" مع مصر خلال زيارته الخارجية الأولى

  • 2/19/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس الحكومة الليبية الجديدة عبد الحميد الدبيبة، أن بلاده تتطلع إلى "شراكة شاملة" مع مصر، وذلك خلال استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي له اليوم (الخميس) بالقاهرة. واستقبل السيسي، الدبيبة بحضور رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، ورئيس المخابرات العامة المصرية عباس كامل. وتعد هذه أول زيارة خارجية للدبيبة منذ توليه منصب رئيس الحكومة الليبية الجديدة، التي ستدير البلاد خلال المرحلة الانتقالية، ولحين إجراء الانتخابات العامة في ديسمبر القادم. وتناول اللقاء بين السيسي والدبيبة، "استعراض الجهود الليبية خلال الفترة المقبلة لقيادة المرحلة الانتقالية، وآفاق التعاون والتنسيق بين البلدين لمساندة الجانب الليبي". وعبر الدبيبة، خلال اللقاء عن "تقدير واعتزاز بلاده للجهود المصرية الصادقة والفعالة في مختلف مسارات حل الأزمة الليبية خلال الفترة الماضية، والتي نتج عنها تقريب وجهات النظر بين الليبيين وإنهاء حالة الانقسام، فضلاً عن دعم مصر للمؤسسات الليبية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة"، بحسب بيان للرئاسة المصرية. وقال الدبيبة، إن "ليبيا، حكومة وشعبا، تتطلع إلى إقامة شراكة شاملة مع مصر، بهدف استنساخ نماذج ناجحة من تجربتها التنموية الملهمة التي تحققت خلال السنوات الماضية، خاصة فيما يتعلق باستعادة الأمن والاستقرار وانطلاق عملية التنمية والإصلاح". وفي تصريح على حسابه بموقع تويتر، وصف الدبيبة لقائه مع السيسي بأنه "بالغ الأهمية"، مشيرا إلى أن الرئيس المصري "أبدى دعمه لحكومة الوحدة الوطنية"، وأكد "أهمية وحدة التراب الليبي ووقف جميع أشكال الحرب بين الليبيين". وأضاف المسؤول الليبي، "نتطلع إلى علاقة استراتيجية بين البلدين الشقيقين والاستفادة من الخبرات التي تتمتع بها" مصر. من جانبه، هنأ السيسي القيادة الليبية الجديدة على حصولها على ثقة أعضاء ملتقى الحوار السياسي، ممثلي الشعب الليبي، بما يعد "بداية مبشرة لمرحلة جديدة تعمل فيها كافة مؤسسات الدولة الليبية بانسجام وبشكل موحد علي نحو يرفع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات". وشدد على "حرص مصر على الاستمرار في دعم الشعب الليبي، لاستكمال آليات إدارة بلاده، وتثبيت دعائم السلم والاستقرار لصون مقدراته وتفعيل إرادته". وأوضح أن "المرحلة الحالية تتطلب حشد ليبيا لكافة جهود وسواعد أبنائها ورجالها المخلصين من أجل ترتيب أولويات التحرك والعمل تجاه المجالات المختلفة، بدءاً باستعادة الأمن، ومرورا بتثبيت أركان الدولة، ثم وصولا إلى الشروع في المشروعات الخدمية والتنموية ذات المردود المباشر على أبناء الشعب الليبي". وأبدى السيسي، "استعداد مصر الكامل لتقديم كافة خبراتها وتجربتها في خدمة الأشقاء الليبيين، بما يساهم في وضع ليبيا على المسار الصحيح وتهيئة الدولة للانطلاق نحو آفاق البناء والتنمية والاستقرار". وتم التوافق، خلال اللقاء على "تبادل الزيارات على مستوى المسئولين التنفيذيين لنقل الخبرة والتجربة إلى الجانب الليبي، والتشاور بشأن كافة القطاعات التي سيتم التعاون فيها، خاصةً على مستوى الخدمات واستعادة الأمن، إلى جانب التعاون الاقتصادي، وكذا تأهيل الكوادر الليبية في مختلف المجالات". واعتبر السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن زيارة الدبيبة للقاهرة، وهي أول وجهة خارجية له بعد توليه منصبه الجديد، "زيارة عميقة الدلالة" . وقال مرسي، إن الزيارة "تبين مدي إدراك الدبيبة للتوازنات والحقائق الميدانية في بلاده وجوارها، وفهمه لأطراف الأزمة وحجم أدوار ومدى تأثير لاعبيها داخليا وخارجيا" . وتابع أن الزيارة "تؤكد حكمة مصر وحسن إدارتها للملف الليبي، الذي أراه من أفضل ملفاتنا الخارجية أداء، خاصة مع إجادة توظيف ما لدينا من أوراقه والفهم والمرونة في التعامل مع تطوراته دون تفريط في الثوابت والخطوط الحمراء، والتي كان آخرها خط سرت- الجفرة، الذي أعلنه الرئيس السيسي بكل حزم". وأعلن السيسي هذا الخط في يونيو 2020 لوقف إطلاق النار في ليبيا، وحذر من أن الجيش المصري سوف يتدخل إذا تم تجاوز هذا الخط. وأردف مرسي، أن تحديد مصر هذا الخط "سيبقي علامة بارزة في تأريخ الأزمة الليبية وجهود مصر للحفاظ علي مصير ومقدرات الشعب الليبي الشقيق، وإعادة لم شتات الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار لأبنائها وجوارهم، وهي مهمة مازالت صعبة وطويلة المسار ومحاطة بالمخاطر والتعقيدات". واستطرد أن "حقائق الجغرافيا والتاريخ واستشراف المستقبل، تضع ليبيا في هذه المكانة المتقدمة علي سلم أولويات الأمن القومي المصري والعربي". وبالتزامن مع الزيارة، أعلن رئيس سلطة الطيران المدني المصرية أشرف نوير، أن بلاده صدقت على استئناف الخطوط الجوية الليبية رحلاتها لمصر، بعد انقطاع دام أكثر من عام. وأوضح نوير، أن عودة رحلات الخطوط الجوية الليبية لمصر سيبدأ اليوم انطلاقا من مطار بنينا في مدينة بنغازي الليبية إلى مطار برج العرب المصري، على أن يتبعها في الأسبوع القادم انطلاق الرحلات من مطار معيتيقة بطرابلس إلى برج العرب، بحسب بوابة (الأهرام) الإلكترونية. وتأتي زيارة الدبيبة أيضا بعد أيام من إيفاد مصر وفدا من وزارة الخارجية والأجهزة الأمنية إلى ليبيا، لبحث ترتيبات إعادة افتتاح السفارة المصرية في طرابلس، والتواجد القنصلى فى بنغازي. وفي مطلع الشهر الجاري، نجحت الأطراف الليبية المشاركة في ملتقى الحوار السياسي في جنيف، برعاية أممية، في اختيار سلطة تنفيذية (حكومة) جديدة. وفاز محمد المنفي بمنصب رئيس المجلس الرئاسي الجديد، وموسى الكوني وعبد الله اللافي بمنصبي نائبيه، فيما أسند لعبد الحميد الدبيبة منصب رئيس حكومة الوحدة الوطنية. وقبل ثلاثة أشهر، توافق أعضاء ملتقى الحوار السياسي الـ 75 خلال اجتماع في تونس، على إجراء الانتخابات العامة في 24 ديسمبر من العام الجاري. وسبق ذلك توقيع اتفاق وقف إطلاق نار دائم في ليبيا نهاية أكتوبر الماضي، حيث أوقف الاتفاق الصراع العسكري الذي استمر في الفترة من أبريل 2019 إلى يونيو 2020، بين قوات "الجيش الوطني" وقوات حكومة الوفاق.

مشاركة :