على الرغم من إعلان الولايات المتحدة أمس قبولها دعوة الاتحاد الأوروبي للتفاوض حول الاتفاق النووي الإيراني، إلا أن العديد من المسائل لا تزال معلقة. ففي حين أكد مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية في وقت سابق ألا تنازلات ستقدم حول هذا الملف الشائك، رجحت مصادر مطلعة لصحيفة “بوليتيكو” الجمعة أن يشمل الاتفاق النووي الموسع الحد من برنامج إيران الباليستي. كما أضافت أن البحث سيتضمن تخفيفا محدودا للعقوبات على إيران مقابل خفضها نسب تخصيب اليورانيوم.نقاشات موسعة إلى ذلك، كشفت أن نقاشات موسعة اندلعت بين كبار المستشارين داخل إدارة بايدن، حول الطرق الأفضل للعودة للاتفاق النووي، مع الأخذ بعين الاعتبار تجنب العودة للصفقة الأصلية، بحسب ما أوضح خمسة أشخاص مطلعين على النقاشات. في غضون ذلك، يشعر مؤيدو اتفاق 2015 بالقلق من أن يبدو بايدن متمهلاً أو متباطئا في العودة للاتفاق النووي الأساسي، كما يخشون أن يؤدي حذره إلى إفساح المجال واسعا لمنتقدي الصفقة، بمن فيهم كبار الديموقراطيين والسياسيين الإيرانيين الذين يتطلعون إلى الانتخابات المقبلة في يونيو. في الوقت نفسه، ينظرون بعين الريبة إلى محاولات طهران المستمرة، الضغط على بايدن للتحرك بشكل أسرع ورفع العقوبات كجزء من العودة إلى الصفقة الأصلية؛ ولعل من ضمن أحد تلك المكائد فرضها موعدا الأسبوع المقبل للحد من وصول المفتشين النوويين الدوليين.مفاوضات شائكة وطويلة تأتي كل تلك التطورات والتساؤلات والمخاوف، فيما تتجه الأنظار اليوم نحو الكلمة التي سيلقيها بايدن أمام زعماء العالم في جلسة افتراضية لمؤتمر ميونيخ للأمن. ولا شك أن إيران بالإضافة إلى دول أخرى تحاول التنبؤ بنوايا الرئيس الأمريكي الجديد بشأن الاتفاق النووي، ستكون مصغية لتصريحاته. بشكل عام، تشير التطورات حتى الآن إلى أن الاستعادة الكاملة للصفقة الأصلية، التي يطلق عليها رسميًا خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، ستمر ضمن مجموعة مفاوضات شائكة وطويلة الأمد، أكثر مما توقعه العديد من المراقبين.
مشاركة :