عند مدينة بقعاء لا بد وأن نقف قليلاً، إنها ليست مدينة ذائعة الخضرة والجمال، وأشهى وأمتع الزراعات بمختلف أنواعها، بل هي أيضاً مدينة "قاع الملح". وقد يسأل البعض لماذا سميت باسم بقعاء؟ وهنا نقول: إنه قد تعددت الأقوال في سبب تسميتها ببقعاء، فقيل إنها سميت "نقعاء" بالنون لوجودها في أرض منخفضة منقعاً للسيول، والسبب وجود بقع الخيام البيضاء وسط بيوت الشعر السوداء قديماً أثناء شن المعارك، واستمرت هذه التسمية حتى وقتنا الحاضر، وكانت في الماضي يطلق عليها اسم "اللواء"، وتنقسم بقعاء إلى قسمين هما: بقعاء اللويمي غرباً، وبقعاء الشرقية شرقاً، ويحول بينهما قاع الملح، والتي تكون منقعاً للسيول في حالة هطول الأمطار. تقع مدينة بقعاء جنوب مدينة حائل على بعد 90 كلم منها، وسميت بالقاع لبقاء الملح فيها لفترة طويلة بعد هطول الأمطار وجفافها، مما يشكل طبقة بيضاء. وقبل 140 عاماً قام أحد الرحالة الألمان ويدعى يوليوس أوتينج بزيارة القاع، وقد أبهره ما رأى فقام برسم قاع الملح. ويتساءل أبناء مدينة حائل عن سبب عدم استغلال تلك المدينة، فقاع الملح فيه من الجذب السياحي، لا سيما وأنها في أشهر الصيف الذي ترتفع فيه درجات الحرارة، حيث يفضل أبناء حائل قضاء بعض الوقت بالقرب من قاع الملح، ويمكن أن تختلف درجات الحرارة وتقل عن معدلاتها فتتسم الأجواء بالبرودة، بخلاف ذلك فإن وجود الأملاح الوفيرة في القاع يمنع وجود الحشرات. وعن تغذية القاع بالمياه فيتم من "وادي الأديرع" ما بين جبلي أجا وسلمى في حائل، ويصل طول القاع إلى ستة كلم وعرضه اثنين كلم، ويحيط به النخيل والرمال من جهتيه. ويرى كثيرون من أبناء مدينة حائل أنه يمكن استثمار قاع الملح الموجود في شقين مهمين أولهما إسناد مهمة استخراجه إلى العديد من أبناء المدينة بعد إعدادهم وتأهيلهم لهذه المهمة، والثانية إنشاء مصنع لتجفيف المستخرج من الملح وتعبئته ثم تسويقه لمدن المملكة وكذلك تصدير الفائض، وفي هذه الحالة نكون قد استثمرنا قاع الملح في الترويج السياحي بالزيارات الصيفية ثم تسويق المنتج ليعود بالنفع على الجميع. من جهته قال خالد الدخيل -أحد المهتمين بالتاريخ في المنطقة-: يقع قاع الملح جنوب بقعاء الذي يعد متنفساً للأهالي في فصل الصيف حيث الأجواء الباردة، إضافةً إلى أنه لا تقترب "الدواب" والحشرات منه نظراً لكثرة الملح، مبيناً أنه تصل المياه إليه من وادي الأديرع ما بين جبلي أجا وسلمى بحائل، ويحيط به النخيل والرمال من جهتيه. يتميز الموقع باعتدال درجة الحرارة صيفاً منظر طبيعي جاذب
مشاركة :