معنويات إيجابية تهيمن على السوق النفطية مع تحسن الطلب وتباطؤ عودة الإنتاج الأمريكي

  • 2/22/2021
  • 23:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

استهلت أسعار النفط الخام تعاملات الأسبوع على ارتفاع بفعل تباطؤ استئناف الإنتاج الأمريكي بعد توقف لفترة بسبب ظروف الطقس شديدة البرودة، كما تلقت الأسعار دعما من بيانات تؤكد تعافي الطلب العالمي على النفط الخام بوتيرة أفضل من التوقعات السابقة. ويكبح المكاسب السعرية استمرار الإصابات الجديدة بسلالات كورونا المتحورة، إضافة إلى تواصل الإغلاق العام في عديد من الدول، بخاصة في الاتحاد الأوروبي، بينما تستعد مجموعة "أوبك+" لاجتماع مفصلي في أول آذار (مارس) المقبل لإعادة تقييم أساسيات السوق بعد الارتفاع الواسع في الأسعار وسط احتمالات قوية بالعودة إلى زيادة تدريجية في الإمدادات النفطية بدءا من أول نيسان (أبريل) المقبل. وقال لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون إن معنويات إيجابية تهيمن على السوق مع تحسن الطلب في ظل توقعات السيطرة على الجائحة قبل منتصف العام الجاري. وأوضحوا أن المخزونات النفطية العالمية تنخفض بوتيرة وسرعة كبيرة، ومن المتوقع أن تتقلص بشكل حاد في وقت لاحق من هذا العام، وذلك وفقا لتقرير وكالة الطاقة الدولية، مشيرين إلى توقعات قوية بازدهار الطلب العالمي على المنتجات البترولية. وأكد روبرت شتيهرير، مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن وتيرة تعافي الإنتاج الأمريكي من النفط- بعد خسارة تكساس 40 في المائة من إنتاجها أخيرا بسبب الطقس البارد- جاءت بطيئة على عكس المتوقع، ما وفر دعما جيدا لأسعار النفط في بداية الأسبوع الجاري، علاوة على التقدم المستمر في عملية التطعيم بلقاحات كورونا، ما بث حالة من الأمل القوي بقرب السيطرة على الجائحة والحد بشكل كبير للغاية من تداعياتها الاقتصادية على كل القطاعات الاقتصادية وبخاصة على سوق النفط الخام. وأوضح أن الاجتماع المقبل لوزراء الطاقة في مجموعة "أوبك+" يحتاج بالفعل إلى مزيد من التحضير والتشاور، خاصة أن ارتفاع الأسعار أخيرا أوجد حالة من التباين في وجهات نظر الدول المنتجة حول أفضل الآليات الخاصة بسياسات الإنتاج في الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الدور الحاسم، دون شك، سيكون للسعودية وروسيا، مبينا أن المملكة تكرر دائما الدعوة إلى الحذر وعدم التسرع في العودة إلى زيادة الإنتاج. من جانبه، ذكر ألكسندر بوجل المستشار في شركة "جي بي سي إنرجي" الدولية أن أساسيات السوق تتحسن بشكل مطرد، وانعكس ذلك في مكاسب سعرية متوالية دفعت الأسعار إلى تسجيل أعلى مستوى في 13 شهرا، مشيرا إلى وجود رغبة قوية من بعض المنتجين في زيادة الإنتاج وبخاصة روسيا والعراق ونيجيريا وهو ما يتطلب مزيدا من تنسيق الجهود للخروج بموقف جماعي مشترك للمنتجين في اجتماع الشهر المقبل. وأوضح أن الزيادات قادمة، ولكن يجب ان تكون تدريجية ومحسوبة بشكل دقيق لعدم عودة وفرة المعروض وضمان توازن العرض والطلب ومن ثم استقرار السوق، مبينا أن مليون برميل يوميا خفضتها السعودية طوعيا في شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس) ستعود إلى الأسواق في أول نيسان (أبريل) علاوة على احتمال العودة إلى الزيادات الشهرية المتفق عليها في بداية العام وقدرها 500 ألف برميل يوميا. من ناحيته، قال لوكاس بيرتريهر المحلل في شركة "أو إم في" النمساوية للنفط والغاز إن هناك مؤشرات جيدة على تعافي الطلب العالمي على النفط الخام وهو ظهر أخيرا في تقرير بنك أمريكي رجح ارتفاع الطلب إلى 100 مليون برميل يوميا في تموز (يوليو) المقبل، خاصة أن وتيرة توزيع اللقاحات تتسارع بشكل كبير. وأضاف أنه على الرغم من ذلك لا يزال وقود الطائرات يعاني ضعف الطلب نتيجة تعثر قطاع الطيران وعدم عودة حركة السفر إلى مستوياتها الطبيعية قبل اندلاع الجائحة، ولكن هذا الطلب شهد بعض الدعم في الأسبوع الماضي بفعل الطلب الأمريكي السريع في أعقاب عاصفة شتوية أدت إلى توقف كثير من الإنتاج. بدورها، أكدت نايلا هنجستلر، مدير إدارة الشرق الأوسط في الغرفة الفيدرالية النمساوية أن مجموعة "أوبك+" نجحت على مدار أربعة أعوام في تقييد المعروض النفطي على النحو، الذي يعزز توازن السوق، وقد برز دور المجموعة بشكل أكبر مع اندلاع الجائحة، موضحة أن "أوبك+" تمكنت بالفعل من خصم سبعة ملايين برميل يوميا من السوق أي نحو 7 في المائة من الإمدادات العالمية، ولما زالت تحافظ على مستوى امتثال قوي وناجح. وذكرت أن قفزة الأسعار إلى ما يزيد على 65 دولارا للبرميل كان لها دور إيجابي واسع في دعم عائدات المنتجين المتضررة، ولكنها في الوقت نفسه مثلت مزيدا من الأعباء على دول الاستهلاك، وهو ما دفع الهند في الاجتماع الأخير لـ"أوبك" ومنتدى ووكالة الطاقة إلى المطالبة بقوة بزيادة الإنتاج من أجل انخفاض الأسعار وتخفيف الأعباء على المستهلكين، مشيرة إلى نمو فجوة العرض على نطاق أوسع الأسبوع الماضي بعدما تسبب الطقس المتجمد في تكساس في انخفاض الإنتاج الأمريكي. وفيما يخص الأسعار، ارتفع النفط بفعل بطء استئناف إنتاج الخام الأمريكي بعد أن قلصته الأحوال الجوية المتجمدة، بينما ينتعش الطلب من مستوياته المتدنية خلال جائحة كورونا. وبحسب "رويترز"، ارتفع خام برنت 55 سنتا أو 0.9 في المائة إلى 63.46 دولار للبرميل، بعد أن زاد نحو 1 في المائة الأسبوع الماضي، وارتفع الخام الأمريكي 47 سنتا أو 0.8 في المائة إلى 59.71 دولار للبرميل بعد انخفاضه 0.4 في المائة الأسبوع الماضي. وتشر تقديرات محللين إلى أن الطقس البارد على نحو غير معتاد في تكساس وولايات السهول أوقف إنتاج ما يصل إلى أربعة ملايين برميل من الخام إلى جانب 21 مليار قدم مكعبة من الغاز الطبيعي. وستستغرق أطقم العمل في حقوق النفط عدة أيام على الأرجح لإزالة الثلوج من على الصمامات واستئناف تشغيل الأنظمة وبدء إنتاج النفط والغاز. وقال محللون إن شركات التكرير في ساحل الخليج الأمريكي تعكف على تقييم الأضرار، وربما يتطلب الأمر منها ثلاثة أسابيع لاستئناف معظم عملياتها، غير أن انخفاض ضغط المياه وانقطاع إمدادات الغاز والكهرباء يعرقل عملها. وللمرة الأولى منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، خفضت شركات الطاقة الأمريكية عدد منصات حفر النفط العاملة بسبب الطقس البارد والثلج، الذي يلف تكساس ونيو مكسيكو ومراكز أخرى منتجة للنفط. من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 61.30 دولار للبرميل يوم الجمعة الماضي مقابل 63.43 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن سعر السلة، التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب عدة ارتفاعات سابقة، وأن السلة كسبت نحو دولار واحد، مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 60.77 دولار للبرميل.

مشاركة :