محللون: معنويات أسواق النفط مرتفعة ومؤشرات الطلب تظهر تحسنا مستمرا

  • 7/26/2021
  • 00:01
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

توقع مختصون ومحللون نفطيون، استمرار المكاسب السعرية للنفط الخام، التي حدثت في نهاية الأسبوع الماضي، وقادت إلى أول مكسب لخام برنت في ثلاثة أسابيع، وأول صعود للخام الأمريكي بعد أسبوعين من التراجعات. وتشهد معنويات السوق ومؤشرات الطلب العالمي تحسنا مستمرا جراء انتشار اللقاحات، وتراجع المخاوف نسبيا من متغير "دلتا"، إضافة إلى استعادة الثقة بأداء المنتجين بعد اتفاق مجموعة "أوبك+" الأخير على زيادة المعروض بشكل شهري بدءا من آب (أغسطس) المقبل من خلال الاتفاق على زيادة شهرية قدرها 400 ألف برميل يوميا، علاوة على تعديل خطوط الأساس لإنتاج خمسة من كبار المنتجين في المجموعة. وأوضح محللون لـ"الاقتصادية"، أن الأسبوع الماضي كان متقلبا بشكل خاص في سوق النفط، وذلك عقب اتفاق "أوبك+" على زيادة الإنتاج بالتزامن مع تصاعد مخاوف متغير الوباء وارتفاع الدولار الأمريكي، لكن سرعان ما عادت الأسعار إلى الانتعاش مرة أخرى. واستشهدوا بتوقعات "بنك أوف أمريكا" بأن أسعار برنت قد تصل إلى 100 دولار للبرميل في العام المقبل، كما نقلوا عن شركتي شلمبرجير وبيكر هيوز، أن الانتعاش في رقعة النفط الصخري في الولايات المتحدة من المرجح أن يتباطأ هذا العام حيث تحافظ الشركات على الحد من الإنفاق. وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي، العضو المنتدب لشركة كيو إتش إي لخدمات الطاقة، "إن سوق النفط الخام أقرب إلى مواصلة مكاسب الأسعار على الرغم من بقاء المخاوف من متغير الفيروس، لكن إجمالا يمكن القول: إنه لا يزال الطلب العالمي قويا، ومن المتوقع أن يفوق العرض بشكل جيد في العام المقبل، ما يساعد الأسعار على حصد مزيد من المكاسب". وأضاف، أن "خطة "أوبك+" تتضمن زيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا للأشهر المقبلة، ما يؤدي إلى زيادة إجمالية قدرها 3.2 مليون برميل يوميا فوق المستويات الحالية، ومع ذلك تثق مجموعة "أوبك+" بأن الطلب العالمي سيكون قادرا على استيعاب هذه الزيادات التدريجية". من ناحيته، أوضح دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية، أن الأسبوع الجاري سيكون أكثر استقرارا من الأسبوع الماضي بسبب تجاوز اضطرابات الأسبوع الماضي، بعدما أدت الزيادة في العرض إلى جانب المخاوف من حدوث انخفاض آخر في الطلب مرتبط بالفيروس إلى انخفاض أسعار النفط الخام بشكل حاد. وأوضح، أن الانخفاض الكبير والسريع في الأسعار أدى إلى زيادة عمليات الشراء، ما قاد إلى عودة تماسك الأسعار على الرغم من أن مخزونات النفط التجارية زادت بمقدار 2.1 مليون برميل في الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن العودة إلى تعافي الأسعار جعل وكالة "فيتش" للتصنيفات الائتمانية تتوقع زيادة بنسبة 3 في المائة في النفقات الرأسمالية لشركات النفط والغاز الأمريكية هذا العام، بينما سترتفع إلى 9 في المائة في 2022 ولا تزال أقل من مستويات ما قبل الوباء. ويقول بيتر باخر، المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة، "إن استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي قليلا ربما يعوق مكاسب أسعار النفط إلى حد ما"، مشيرا إلى أن السوق قد تفاجأ بأن ترى زيادة في مخزونات النفط الأمريكية للمرة الأولى منذ شهرين خاصة في منتصف موسم القيادة الصيفي، موضحا أن مستويات مخزون النفط الخام تسجل أقل من الفترة المماثلة في 2019، حيث لا يزال الطلب الإجمالي على النفط والبنزين، على وجه الخصوص، قويا. وتوقع انخفاض الطلب على البنزين ببطء، لكن بثبات خلال الأسابيع الثمانية المقبلة، حيث ستتجه كل الأنظار إلى الدول محور انتشار متغير الوباء، وكيف ستتم إعادة فتح الشركات للعمل في الخريف المقبل، موضحا أنه في حال وجود مخاوف ممتدة بشأن الوباء، فستؤدي إلى زيادة كبيرة في طلبات العمل من المنزل، وبالتالي تراجع حركة التنقل، ومن ثم قد تعود الضغوط الهبوطية بالنسبة إلى النفط، وقد تضطر "أوبك+" مرة أخرى إلى الحد من الإنتاج. فيما قالت أرفي ناهار، مختص شؤون النفط والغاز في شركة أفريكان ليدرشيب الدولية، "إن الطلب العالمي لا يزال متماسكا على الرغم من المخاوف من أن تجدد انتشار الفيروس قد يوقف الانتعاش"، متوقعة أن التعافي لم يخرج عن مساره، وأن المخزونات العالمية ستستمر في الانكماش، لافتة إلى أنه على الأقل في الولايات المتحدة وأوروبا قد لا نرى عودة هائلة إلى الإغلاق الصارم. وأشارت إلى ارتفاع أسعار النفط الخام بما يقرب من 50 في المائة هذا العام، حيث دفعت حملات التطعيم المستمرة إلى إعادة الافتتاح في عديد من الدول، كما أن الطلب على البنزين عاد بشكل أساسي إلى طبيعته في عديد من أكبر الدول المستهلكة، منوهة إلى أنه في مقابل ذلك، حافظ منتجو النفط الصخري الأمريكي وتحالف "أوبك+" على الانضباط في إعادة الإمدادات المتوقفة إلى السوق. من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، صعدت أسعار النفط الجمعة بعد تعاف قوي من نزول كبير سجلته الإثنين، إذ تلقت الدعم من توقعات بأن الإمدادات ستظل شحيحة خلال العام. وهوى سعر النفط وبقية الأصول العالية المخاطر في بداية الأسبوع بفعل مخاوف بشأن تأثر الاقتصاد والطلب على الخام من ارتفاع الإصابات بسلالة دلتا من كوفيد - 19 في الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وأماكن أخرى. وأنهى خام برنت الجلسة مرتفعا 31 سنتا أو ما يعادل 0.4 في المائة إلى 74.10 دولار للبرميل، بعد أن قفز 2.2 في المائة الخميس. وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند التسوية 16 سنتا أو ما يعادل 0.2 في المائة إلى 72.07 دولار، بعد أن ربح 2.3 في المائة الخميس. وفي الأسبوع، ربح برنت 0.7 في المائة، بعد أن تراجع لثلاثة أسابيع على التوالي، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.4 في المائة، بعد أن نزل لأسبوعين. وتراجع الخامان القياسيان نحو7 في المائة، الإثنين، لكنهما قلصا تلك الخسائر، فيما يتوقع المستثمرون أن يظل الطلب قويا وأن تتلقى السوق الدعم من انخفاض مخزونات النفط وارتفاع معدلات التلقيح. وقال "كومرتس بنك" في مذكرة: "ثبت أن مخاوف الطلب مبالغ فيها، وذلك هو السبب في أن أسعار النفط تعافت منذ ذلك الحين. على الرغم من التوسع في إمداد النفط، فإن سوق النفط ستظل تشهد نقصا طفيفا في الإمدادات حتى نهاية العام". ومن المتوقع أن يتفوق نمو الطلب على العرض بعد الاتفاق الأخير بين منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك وحلفاء المجموعة المعروفة باسم "أوبك+" لإضافة 400 ألف برميل يوميا كل شهر بدءا من آب (أغسطس). وقال محللو "إيه.إن.زد" للأبحاث في تقرير: "إن السوق بدأت تستشعر أن زيادة أوبك+ لن تكفي لإبقاء السوق متوازنة، وإن المخزونات في الولايات المتحدة ودول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ستواصل الانخفاض". وارتفعت مخزونات الخام الأمريكية 2.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، لكن المخزونات في نقطة التسليم في كوشينج في ولاية أوكلاهوما لخام غرب تكساس الوسيط بلغت أدنى مستوياتها منذ كانون الثاني (يناير) 2020. من جانبه، ذكر تقرير شركة بيكر هيوز الأسبوعي بشأن أنشطة الحفر، أنه تم تسجيل ارتفاع سبع منصات في عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، بينما بلغ إجمالي عدد الحفارات 491 بزيادة 240 عن الفترة نفسها من العام الماضي. وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة سبع منصات هذا الأسبوع إلى 387، وبقي عدد منصات الغاز كما هو عند 104، كما ظل عدد الحفارات المتنوعة كما هو، لافتا إلى بقاء تقديرات إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 16 تموز (يوليو) كما هي عند متوسط 11.4 مليون برميل يوميا، بينما لا يزال الإنتاج أقل بكثير من ذروة 13.1 مليون برميل يوميا التي شوهدت في شباط (فبراير) 2020. ونوه التقرير بانخفاض إجمالي عدد الحفارات الكندية هذا الأسبوع بمقدار 1، وبلغت منصات النفط والغاز في كندا الآن 149 منصة نشطة، بزيادة 107 عن العام الماضي.

مشاركة :