* أولا: قبل أن نبدأ نحذر من إهمال السياق والنظم للآيات، إياك أن تهمل السياق نهائيا، فالسياق العام للآية والنظم الخاص بها هو الفيصل فى تحديد المعنى لها وهو الحكم فى الموضوع، ولا معنى دون سياق ونزع أي آية من سياقها العام يفقدها المعنى تماما. * ثانيا: نحذر بشدة من الوقوع فى التعضية أو الاستقسام للآيات أو لاجتزائها أو فصلها عن سياقها وموضعها التى وردت ضمنه فإذا اجتزأت آية (مثنى وثلاث ورباع) فستعتقد أن الله يتكلم عن الزواج والنساء بينما إذا قرأت الآية ضمن سياقها فستعرف أن الموضع ليس له أى علاقه بالجواز ولا النساء، وإنما بتفصيل محكم من الدين من الإسلام هو (الإقساط فى اليتامى) فستعرف وقتها أن العنوان هو الإقساط فى اليتامى وليس الزواج وأن الحديث عن اليتامى وليس عن النساء. * ثالثا: نحذر من التعامل مع لغة المصحف مع عربية القرآن على أساس الترادف، حيث إن القرآن دقيق وورد على اللفظ ولم يرد على المعنى، وأن لكل لفظ معنى مستقل به، وعليك أن تلتزم بمبدأ اللا ترادف فى التعامل مع لغة المصحف، فالفقراء ليس هم المساكين والروح ليست النفس، وجاء تختلف تماما عن أتى والزوج ليس هو البعل والأب قد يختلف عن الوالد والموت غير الوفاة والعرش ليس الكرسى. * رابعا: عليك أن تحدد مكان وجود الآية التى تقرؤها وأين تقرأ هل تقرأ ضمن آيات القرآن (أنباء غيبية) أم أنك تقرأ ضمن آيات الرسالة (محرمات نكاح ومحرمات طعام أو غيرها وأحكام وفروض كالصدقة وشعائر كإقامة الصلوات وزكاة وصوم وحج وتوزيع تركه) أم تقرأ آيات ضمن (قصه النبى وقومه) أم هى من آيات الفرقان (الصراط المستقيم) هل هى من الدينى أم التاريخى فى كتاب الله. * خامسا: بعد أن حددت مكان الآيه عليك أن تصنف نوع الآية هل هى محكمه تحتوي حكما أم هي واردة ضمن تفصيل محكم معين أم أنها من آيات وصف الكتاب وهل هى من المتشابه (القرآن) أم من تفصيل المتشابه فبعض المتشابه له تفصيل. * سادسا: عليك ان تهتم بالضمائر خصوصا المتكلم والمخاطب تحدد من الذي يتكلم فى الايه هل هو الله ام ان الايه وارده على لسان البشر الكافرين او عزيز مصر او يوسف او ابراهيم او اسماعيل او نوح او،،،، قوم هود ا ومن المخاطب* سابعا : عليك ان تستخدم آليه (الترتيل) لفهم معنى الالفاظ فى المقصود الالهى، والترتيل يكون بتجميع كل الايات التى ورد فيها اللفظ وجعلها رتلا ( طابورا) * ثامنا " : عليك ان تستخدم آليه التقاطع بين آيتين او اكثى كى تصل لمعنى اللفظ، فمثلا قال الله تعالى ( ارسلنا للاميين رسولا منهم) وانت تريد تحديد معنى الاميين فى مقصود الله وليس فى مقصودك انت وكنت قد قمت بالترتيل قبل التقاطع وصار معك كل الايات التى ورد فيها اللفظ ساعتها ستجد ايه تعرف لك من هم الاميون يقول تعالى وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) البقرهوقال تعالى (وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ)20 آل عمران وستعرف ساعتها ان الاميون هم عكس اهل الكتاب اى من هم ليسو من اهل الكتاب ليسوا مسيحيين او يهود* تاسعا" " تحديد الضمائر فى الايه لتعرف الكلام عائد على ايهففى اية (انما الخمر والميسر والازلام والانصاب رجس من عمل الشيطان) و يقول تعالى ( فإجتنبوه) ، ولايقول( فإجتنبوها) فلابد ان تدرك الهاء هنا على من تعود هل تعود على الخمر والميسر والانصاب والازلام ام على رجسها ام على الشيطان؟! * عاشرا " " لا تتعامل مع معانى الفاظ القرآن على انها نفس المعانى لديك ، احذر من هذا تماما وتذكر دائما ان معنى اللفظ فى المقصود الالهى قد يكون مختلف عن المعنى الموجود فى استخدامك انت تماما، حاول تدرك ان استخدام الله للغه العربيه غير استخدام الناس، الله عندما استخدمها خلصها من عيوبها تماما وجعلها لغه دقيقه للغايه حيث ورد المصحف على اللفظ ولقد خلص الله العربيه من عدم قدرتها على الايجاز وكثره المجاز كما حدد مدلولات الالفاظ، بدقه شديده وعليه عليك ان تفرق بين عربيه البشر وعربيه الله، عربيه العرب وعربيه القرآن* فرجال مثلا لديك معناها ( ذكور كبار) لكنها فى لغه المصحف لاتعنى ذكور دائما، وانما تعنى فى الغالب( رجال ونساء يترجلون)قال تعالى (واذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا) و( رجال) عكسها فى المصحف (ركبانا) يقول تعالى ( رجالا او ركبانا) وهو عطف للمغايره، ورجال جمع رجل، ورجل مفردها ومعناها (رجل او امرأه) وعندما تقابلك رجل او رجال جنب المعنى الذى فى ذهنك تماما حتى تفهم*و(نساء) فى المصحف لها معنيان و لا تعنى بالضروره (جمع امرأه) احذر، لاتعنى بالضروره اناث، وقد تعنى (المتأخرات) من الناس ومن الاشياء ( اى الاصغر سنا من الناس) والمخترعات الاحدث من الاشياء (موديل 21) موبيل او سياره * وسوره (النساء) سميت كذلك لانها تأخرت فالاحكام الوارده فيها هى اخر الاحكام التى نزلت والنساء سموا كذالك لانهم خلقوا متأخرين تاليين *واهبط ليس معناها انزل، فالهبوط فى المصحف ليس معناه النزول من السماء نهائيا ، وانما الانتقال من مكان لمكان على الارض او الانتقال من مرحله الى اخرى ونوح وبنى اسرائيل وادم لم يكونوا فى السماء قال تعالى لنوح (يانوح اهبط بسلام) ولبنى اسرائيل (اهبطوا مصر) ولادم وزوجه والشيطان (اهبطوا بعضكم لبعض عدو) وهنا الهبوط بمعنى الانتقال من مرحله تعليم الانسان ان هناك ممنوع لاول مره وتعريفه بالشيطان وعندما انتهت المرحله التعليمه بإختيار الانسان الممنوع وتلقى كلمات من ربه وتاب عليه انتهت مرحله تعليمه وبدأت الحياه * و(زوج) تعبر دائما فى لغه المصحف عن( المفرد) على عكس لغتنا الدارجه وما نفهم ، وتعنى (المفرد الذكر) او (المفرد المؤنث) ، وجمعها (ازواج) وزوج يعنى واحد فقط، فالرجل( زوج) المرأه والمرأه (زوج) الرجل،* وزوجان تعنى في المصحف (اثنين) وليس اربعه قال تعالى (وكنتم ازواجا ثلاثه) * و(جاء) لاتعنى( اتى) فى لغه المصحف وعربيه القرآن فالمجيئ لك يكون من خارج دائرتك المعرفيه، والاتيان من عندك انتكأن اطلب منك خبزا اثناء تناولنا الاكل فى منزلك فتنزل لتأتى به من الماركت (جاء بالخبز) او قد يكون موجود لديك فى ثلاجتك فنقول اتى بالخبز * والانزال غير التنزيل، التنزيل حدث بعد الانزال لايات القرآن التى هى كلها من ابناء الغيب الانزال يعنى تحويل لغه القرآن الى لغه مدركه وهنا وقع الاختيار على اللغه العربيه لان ايات القرآن لم تكن مخزنه بالعربيه طبعا * فالتنزيل لايات القرآن على النبى، تطلب اولا تحويله الى لغه يفهمه النبى حيث لم يكن مخزنا عند الله بالعربى وكان لابد من تغيير لغته فحدث (الانزال) اولا فى ليله سماها الله ليله القدر وتم تجهيزه وكانت تلك الليله فى شهر رمضان ثم حدث بعد ذلك التنزيل على مدار 23 عاما متقطعا ارتالا( ايه ايه) او( ايتان ايتان) او ثلاثه ثلاثه او سبعه سبعه وهكذا* و(قطع) فى لغه المصحف لاتعنى (بتر) بل تعني الكف والمنع، قال تعالى (قطعن ارحامهم) كفوا وامتنعوا عن ود اهلهم واقاربهم (وقطع دابر الكافرين) كما فى لغتنا نقول قطع الحكومه الطريق اى منعت السير لفتره وقال تعالى( ماكنت قاطعه امرا) اى ماكنت مصدره لقرار* و(الوالد) هو صاحب الحيوان المنوي( والاب) هو الذي يربى و(الوالده) هى صاحبه البويضه و(الام) هى التى ربته وقد تكون والدك هى امك وقد لاتكون* و(البعل) هو (الزوج) خارج العلاقات الجنسيه او بدونها، او عندما يفقد الرجل القدره على ممارستها قالت (كيف الد وبعلى شيخ كبير) ولم تقل وزوجى* و(الروح) ليست هى (النفس) ، بل هى اوامر الله وعلمه الواسع الذي اعطى منه للانسان قال تعالى ( نفخنا فيه من روحنا)* و(الموت) غير( الوفاه)، الموت لجسمك والوفاه لنفسك ويحتفظ بها الله عنده ثم يعيدها للجسد يوم القيامه قال تعالى ضمن احداث ومشاهد يوم القيامه (واذا النفوس زوجت) من زوج اي ان الله جمع مره اخرى بين جسدك وروحك** وفى المصحف عندما تقابل (الواو) فإحذر فليس كل واو تقابلها تفيد العطف، فقد تفيد المغايره حاجتين مختلفتين، مثل ( الفقراء والمساكين) ونفهم منها ان الفقراو غير المساكين والمساكين من السكون وعدم الحركه، وهناك واو تعطف خاص على عام بحيث يكون المعطوف عليه هو جزء اصلا من المعطوف، كقوله تعالى(احشروا الظالمين وازواجهم،) ونفهم ان ازواج الظالمين هم اعوانهم وهم طبعا جزء من الظالمين، اصلاوقوله تعالى انما يأمركم بالسؤ والفحشاء والفحشاء جزء من السؤ وضمنه ومحتواه فيه وهناك واو التخيير بين امرين مثلقوله تعالى ( انكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) وقوله تعالى (ان تقوموا لله مثنى وفرادى)* وانت اذا قابلت الواو ومثلها فعليك ان تحتكم دائما للسياق والنظم فهو الحكم الفصل وهو مايحدد المعنى ومايحدد نوع الواو وغيرها * وللحديث بقيه طويله عن معانى الالفاظ فى المصحف فالعرش ليس هو الكرسى مثلا فالعرش هو السلطه والكرسى علم الله الواسع وهى من كراريس، والبلاغ ليس هو الابلاغ والذنب غير السيئه، والاقساط ليس هو العدل والرجس ليس هو الرجز، والاسراف ليس هو التبزير، والبشر ليس هو الانسان و الجعل ليس هو الخلق، والنبى غير الرسول، والدين غير شرائعه،، والزوج ليست دائما زوجتك والاسلام غير الايمان واللوح المحفوظ ليس هو الامام المبين، والقنوط ليس هو القنوت، والرساله غير النبوه، والقلب غير العقل غير الفؤاد، الكتاب والقرآن والحديث واحسن الحديث، البيان ليس هو البلاغ ، النبأ غير الخبر، الاجرام غير الشرك غير الكفر، التمام غير الكمال، الاثم غير البغي، الحق والباطل، الالوهية تختلف عن الربوبية، وكلام الله غير كلماته، والعباد غير العبيد، البشر غير الانسان، ، الموت غير الهلاك،و الميثاق غير العهد غير العقد، الشاهد غير الشهيد فالشهيد من حضر الواقعه ورأها بعينه وسمعها بأذنه وحضوره كامل اما الشاهد فهو من غاب عنها واخذ رأيه فيهارحم الله من علمنا ان الكتاب جاء على اللفظ وان القرآن جاء على اللاترادف وانه لايوجد فى لغه المصحف فى عربيه الله ترادف او تكرار او حشويه او حروف زائده فقد خلص الله العربيه عندما استعملها من عيوبها وفى مقدمتها عدم القدره على الايجاز وكثره المجاز وعدم تحديد مجال دلالات الالفاظ بدقه، رحم الله المفكر السورى الكبير الراحل محمد شحرور صاحب كتاب الكتاب والقرآن الذى يعد اهم كتب العربيه فى القرن العشرين فى رأينا المتواضع
مشاركة :