وصف سفير دولة الكويت لدى الإمارات صلاح البعيجان العلاقات الأخوية الراسخة بين الكويت والإمارات، بأنها ترتكز على دعائم ثابتة، وأرضية صلبة تنطلق من التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين. وقال في حوار مع «الاتحاد»، بمناسبة احتفالات الكويت باليوم الوطني: «إن العلاقات بين البلدين ممتدة منذ أكثر من 6 عقود، وشهدت العديد من الأحداث والمحطات البارزة التي عززت هذه العلاقات وزادتها رسوخاً ومتانة، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مجلس التعاون الخليجي، بما يحقق مصالح البلدين الشقيقين». ولفت إلى أن المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ صباح السالم الصباح، وضعا لبنات وأسس العلاقة التي جمعت الكويت والإمارات إلى يومنا هذا، وقد نشأت وترسخت هذه العلاقات عبر اللقاءات الممتدة بين قيادتي البلدين الشقيقين. سمات مشتركة وأكد البعيجان أن العلاقات الثنائية استثنائية وخاصة وتاريخية متجذرة، تحمل سمات مشتركة مبنية على وحدة المصير والهدف المشترك، وتسعى الدولتان منذ القدم إلى تحقيق التكامل والترابط في شتى المجالات الحيوية، حيث بدأت عبر سفن الغوص والبحارة التي كانت ترسو على موانئ الإمارات، وما تلا ذلك من علاقات وبعثات ثقافية، وتعاون اقتصادي على المستويات كافة، حققت توافقاً في الرؤى حيال العديد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية، وكانت من أهم محطات تلك العلاقة بين البلدين، الموقف الإماراتي إبان الاحتلال العراقي لدولة الكويت عام 1990، ووقوفها نصرة للحق الكويتي في أحلك الظروف، وسعي الإمارات الدؤوب لتحرير دولة الكويت، عبر ما قدمته حكومة وشعب الإمارات من خدمات جليلة ستبقى خالدة في تاريخ العلاقة بين البلدين الشقيقين، فقد ترجم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حجم العلاقات بمواقفه المشرفة أثناء الاحتلال، حيث استضافت الإمارات عشرات الآلاف من الأسر الكويتية، ورفع علم دولة الكويت آنذاك على المقار الرسمية في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وجعل النشيد الوطني الكويتي إلى جانب النشيد الوطني الإماراتي، إضافة إلى قرار المغفور له بمشاركة القوات الإماراتية في تحرير دولة الكويت، وكان على رأسهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومشاركته ووجوده على أرض الكويت في تلك الفترة العصيبة، وهذا موضع فخر واعتزاز من قيادة وشعب الكويت. 33 اتفاقية وحول الاتفاقيات وحجم التبادل التجاري بين البلدين، قال السفير الكويتي، إن عدد الاتفاقيات الموقعة بين البلدين بلغ 33 اتفاقية منذ 1972 حتى عام 2019 في مختلف المجالات، وبلغ عدد مشاريع مذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية 4، تم التوقيع عليها خلال الدورة الرابعة للجنة العليا المشتركة بين الكويت والإمارات والتي عقدت أعمالها افتراضياً في 5 نوفمبر 2020. وأضاف: «عكست طبيعة العلاقات والمناخ الاستثماري الواعد في الإمارات دور القطاع الكويتي في اقتصاد الإمارات، حيث بلغ حجم الاستثمار الكويتي للهيئة العامة للاستثمار في الإمارات أكثر من 54 مليون دينار كويتي، كما بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2019 أكثر من مليار دينار كويتي». مجلس الأعمال وأوضح أنه تم إنشاء مجلس الأعمال الكويتي في عام 2016 كأول منظمة من نوعها خارج الكويت لخدمة مجتمع الأعمال في دبي والمناطق الشمالية. بالإضافة للمساهمة في القطاع العقاري، المتمثل بسعي الكثير من الكويتيين لتملك العقارات في مختلف أنحاء الإمارات، فضلاً عن وجود 730 من الطلبة الكويتيين المبتعثين للدراسة في الجامعات الإماراتية بمختلف تخصصاتها، بالإضافة إلى مئات الآلاف من السياح الكويتيين الذين يفضلون زيارة الإمارات سنوياً، ما يؤكد متانة العلاقات الثنائية بين الشعبين الشقيقين، وبلغ عدد المسافرين في كلتا الوجهتين أكثر من مليونين وسبعمائة ألف وستمائة مسافر لكلا الجانبين خلال عام 2019. لمّ الشمل حول الدور الكويتي في لمّ الشمل الخليجي، والخطوات المقبلة، قال السفير الكويتي لدى الدولة: «أستذكر في هذا الصدد مآثر وجهود أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وما بذله من جهود دؤوبة ومساعٍ حثيثة لرأب الصدع بين الأشقاء والمحافظة على اللحمة الخليجية ودعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، وقد أكمل مسيرته وسار على نهجه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، إلى أن أثمرت تلك الجهود وتوجت ببيان العُلا، الذي نأمل من خلاله تطوير العمل الخليجي المشترك بما يحقق مصلحة دول مجلس التعاون ومواطنيها، وتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة، وكل الشكر والامتنان للمملكة العربية السعودية الشقيقة على استضافة القمة ومساهمتها الفعالة في نجاحها وإعلان بيان العلا، وأيضاً الشكر موصول لجميع دول مجلس التعاون الأخرى لرغبتهم الصادقة في نجاح هذه المبادرات وطي صفحة الخلاف». وأضاف: «ما زالت الرغبة والجهود مستمرة من جميع الدول، حيث أُعلن مؤخراً عن استضافة الكويت في 22 فبراير، وفدين رسميين يمثلان كلاً من الإمارات وقطر في أول اجتماع يعقد بين الجانبين لمتابعة بيان العلا، كما تم عقد الاجتماع الأول بين مصر وقطر»، متمنياً كل التوفيق والنجاح لهذه الاجتماعات التي تسهم بفعالية في توطيد العلاقات بين منظومة دول مجلس التعاون الخليجي. احتفالات وحول احتفالات الكويت في ظل تفشي وباء «كورونا»، قال السفير البعيجان: «إنه في ظل الظروف التي يمر بها العالم نتيجة الجائحة وتداعياتها على صحة وسلامة الشعوب، فإن الكويت قد اتخذت قراراً بإلغاء الفعاليات كافة الوطنية والشعبية، حفاظاً على صحة المواطنين والمقيمين على أراضيها، ويأتي هذا القرار ضمن الإجراءات الاحترازية للحيلولة دون دخول (كورونا) إلى البلاد، والتي تأتي انسجاماً مع الخطة التي وضعتها الحكومة لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة كافة في مكافحة الفيروس». تعاون بحثي رداً على سؤال حول التعاون الكويتي الإماراتي في مجال البحث، أوضح أن ذلك يتم ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي، وأصدر مجلس التعاون قراراً بإنشاء غرفة عمليات مشتركة، وعقد اجتماعات أسبوعية على مستوى وكلاء وزراء الصحة بدول المجلس، بهدف تبادل المعلومات والتنسيق المشترك. وأضاف أن هناك أيضاً تعاوناً بين معهد الكويت للأبحاث العلمية وجامعة هارفارد بالولايات المتحدة في مجال البحوث والدراسات الميدانية.
مشاركة :