ورث المواطن محمد عبدالله العسيف حرفة «التناك» من والده وجده رحمهما الله، مشيرا إلى أنه تعلم منها كثيرا من الصبر وتحمل المسؤولية. وبدأ العسيف تعلم المهنة منذ نحو 30 عاما حينما كان في العاشرة من عمره، من خلال الجلوس مع والده، الذي لم يقصر معه في تدريسه القراءة الكتابة والعلوم المختلفة عبر المدارس، إضافة إلى تعليمه حرفة يقتات منها وهي «التناك» وهو من يصنع الأدوات المختلفة من خلال التنك بإعادتها تدويره مرة أخرى. وشارك العسيف في الكثير من المناسبات الوطنية المختلفة منها مهرجان الدوخلة، وجمعية القطيف الخيرية، ومهرجان الساحل الشرقي، وبعض المهرجانات الأخرى، وشارك كذلك على مستوى المنطقة في مهرجان التراث والثقافة «الجنادرية» منذ عشر سنوات وما زال مستمرا في المشاركة فيه. وبين أنه عانى من عقبات خلال مزاولته نشاطه منها صعوبة الحصول على المواد المستخدمة في هذه المهنة فقط، مشيرا إلى أنهم كانوا يستخدون أوعية الزيت والسمن المصنوعة من التنك بقصها وعمل ما يحتاجون تصنيعه منها وتكمن الصعوبة في العمل بها وهي مليئة بالزيوت والدهون وهو ما يتسبب في جروح كثيرة. وقال «الآن الصعوبات تنحصر في عدم قدرتنا على مواكبة التطور حيث إن معظم المنتجات لم تعد تستخدم لوجود بدائل لها وبأسعار مغرية وبعضها حذف من قاموس الاستخدام فلا تستطيع تصريف الأعمال التي تقوم بإنتاجها ولا تستطيع الاستمرار»، مشيرا إلى أن من الصعوبات حاليا تدني الأجر الذي يتقاضونه لتدخل العمالة الوافدة في نشاطهم. وشدد على أهمية المحافظة على ما تبقى من تلك الحرف، قبل أن تتحول إلى تراث، من خلال تعليم النشء عليها.
مشاركة :