منذ أكثر من مائة عام وعائلة ابو السنون المشهورة كما يعرفها سكان المنطقة القديمة والكثير من أهالي جدة تمارس مهنة تصنيع وتركيب الأسنان بشكلها التقليدي وما تزال الى اليوم تستقبل الباحثين عن تركيب اسنان البلاتين والذهب. وفي زاوية عتيقة من حارة المظلوم يقبع محل الحاج عادل محمد الشرقاوي الذي ورث المهنة جداً عن أب وكان يشرح لزوار التاريخية مراحل تطور صناعة وتركيب الاسنان بأدواتها القديمة التي يحتفظ بها حتى الآن،ويقول نحن أقدم عائلة مارست مهنة طب الأسنان ورثناها جميعا عن جدنا عباس الشرقاوي الذي علمها لجميع أبنائه عبد الرحمن وعلي وعبد الله ووالدي محمد الشرقاوي. ويضيف الشرقاوي :نحن اول أسرة تحمل رخصة قديمة لمزاولة المهنة لكننا حالياً موقوفين من ممارسة التطبيب لأننا لا نحمل شهادة رسمية، لكننا حافظنا على عملنا في صناعة وتركيب الأسنان وخاصة البلاتين والذهب الذي نحقق فيه نجاح كبير رغم تقدم طب الأسنان بشكل كبير. ويؤكد ما يزال الناس الى الآن يقبلون على اسنان الذهب والبلاتين ولا زلنا نتلقى طلبات مستمرة خاصة في موسم الحج من حجيج دول افريقيا الذي تحرص نسائها على تركيب اسنان الذهب كتقليد تعودوا عليه اثناء موسم الحج من كل عام، هذا بالطبع الى جانب زبائننا المعروفين والعائلات التي اعتادت أن تأتي الينا لتركيب اسنان جديدة، لأننا معروفين بدقة العمل في صناعة وتركيب الاسنان منذ عقود ويعرفنا الكثير باسم ابو السنون. ويحرص الحاج عادل على عرض كل الأدوات القديمة التي كانت تستخدم بدءً من الة تنظيف الاسنان التي كانت تعمل بالدوران اليدوي وبشكل بطيء جدا مقارنة بالأجهزة الحديثة حاليا التي تور آلاف المرات في الثانية، مرورا بآلة الخلع التي كانت تستخدم لتثبيت الفك بعد ان يقوم المريض بالعض عليها ولا يستطيع أن يغلق فمه إلا بعد أن يتم خلع السن أو اكمال التنظيف والحشو نظرا لعدم توفر إبر التخدير الموضعي كما هو اليوم، ثم أُدخل في العلاج بعد ذلك الأدوات الجديدة مع إبر التخدير القديمة والحديثة التي تستخدم في الوقت الحالي،وكنا أيضا نستخدمها حتى وقت قريب قبل أن يتم ابلاغنا بالتوقف عن ممارسة العلاج لعدم توفر شهادة دراسية رسمية.