أمجاد يا عرب أمجاد!

  • 3/1/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يمكن أن تصاب بالجنون فعليا، لو رنت في آذانك أصوات متداخلة من مسامع أغنية أمجاد يا عرب أمجاد، ومسامع الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من عامين على سوريا والعراق وحتى إيران واليمن، بحجة استهداف تموضعات إيرانية في هذه الدول العربية الفاشلة!.واقع في غاية المرارة، هذا الذي نحن نعيشه في معاناة حقيقية، ومنغصات دولية وداخلية، أكثر المتشائمين سوداوية لم يكن يترقبه بالمرة، فنحن محاصرون بمجموعة من الدول العربية الفاشلة، وأخرى منهارة تماما، ومجموعة ثالثة محاصرة، وبالتالى أصبحت القضية الفلسطينية مجرد واحدة من القضايا وليست الوحيدة، كما كانت، وأمامنا عقود طويلة حتى نعالج هذا الاحتلال الجديد، إما بالقواعد الأجنبية أو الاحتراب الداخلى، بخلاف الخيانات المختلفة والتطبيعات المهرولة.واقع لم يتبلور بكل هذه السوداوية المعقدة، قبل ذلك، بشكل أو آخر، ويبدو أنه لا نجاة قريبة من هذه النكسات المجمعة. ووسط كل هذه السياقات الصعبة للغاية، التى تتكمم فيها الأنواف من روائح الموت المنوعة إما بالغارات أو استهداف الطائرات بدون طيار أو عمليات انتحارية، أو حتى لاستمرار ضربات كورونا والمجاعات، يظل الجيش المصري واقفا على قدميه أمام كل هذه التحديات المحيطة، والشعب المصري داعما لكل ثوابت الدولة المصرية في مواجهة هذه الأخطار، التى يدعى البعض أن الخطر الإسرائيلي تراجع أمام التهديد الإيرانى، وكأن الصهاينة والفرس والعثمانلية لا ينخرون في أواصر أطلال الوطن العربي، برعاية أمريكية وروسية وأوروبية.هذا الواقع الذي لا يترك حجرا ولا نقطة مياه على حالها في كل شبر بالوطن العربي، يحتاج رؤي جديدة في التعامل، وهذا دور مراكز الدراسات الاستراتيجية، والتى للأسف لا تقدر بالصورة الكافية، رغم أن كل هذه الأخطار التى دمرت الوطن العربي وجعلت من الشرق الأوسط إسرائيليا وإيرانيا وتركيا أكثر منه أي شيء آخر، تم تنفيذها لرؤي خارجة من مراكز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية بإسرائيل وأمريكا وبعض دول أوروبا، وبالتالى لن يكون الحل الحقيقي إلا من خلال دراسات وأبحاث ممنهجة في عدة مجالات خارجة من مراكز الدراسات الاستراتيجية الوطنية.ونحن في المركز المصري للدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم الوطنية "nvd" نقوم بكل ما نقدر عليه من تبصير وتوعية وتوجيه في كل المجالات المتماسة والمؤثرة على الأمن القومى المصرى والعربي، ونتمنى أن تقوم كل المراكز المتخصصة بدورها الوطنى المنهجي، لأنه بالفعل لا حل لما نحن فيه، إلا من خلال مراكز الدراسات والأبحاث الاستراتيجية، بعدما أصبحت كل أمجاد العرب الآن لا تخرج عن سياق الحصول على قاعدة أجنبية ، أو الرفع من قائمة رعاية الإرهاب أو، تشكيل حكومة، أو استرضاء طرف خارجى للحرب بدلا منها، أو سكوت قوة عظمى عنك حتى لا تبتزك ولا تطاردك، أو هدوء الغارات المعادية عنك، أو تقديم دعم مالى لك، أو حتى وصول لقاحات كورونية مجانية لك، والنماذج كثيرة للأسف!، ووسط كل هذا الواقع المرير في الوطن العربي، تظل مصر منتصبة القامة صعبة على الانحناء، وتحيا مصر!

مشاركة :