وأقبل ضيوف الرحمن من كل فج عميق | محمود إبراهيم الدوعان

  • 9/11/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

توافدت مجموعات الحجيج من كلِّ فجٍّ عميقٍ، فرحين مستبشرين بأن منَّ الله عليهم بالوصول بسلامة الله للأراضي المقدسة لأداء النسك، وإكمال الركن الخامس من أركان دينهم الحنيف، متّجهين نحو البيت العتيق، حيث كعبة الله المشرّفة، والطواف حولها، والسعي بين الصفا والمروة، حيث يقول تعالى في محكم التنزيل: «إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ «.. وقوله تعالى: «وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ.». إن وصول الحاج إلى الديار المقدَّسة هو من نعم الله العظيمة، التي منَّ الله بها عليه، حيث يتوفّر له الأمن والأمان، والراحة والطمأنينة، في كل الأماكن التي يزورها في مكة المكرمة.. حيث الهدوء والسكون وعظمة البيت.. «فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِنًا»، أو بالتنقّل بين المشاعر المقدسة من عرفات إلى مزدلفة، حيث المشعر الحرام، ومن ثم إلى منى، حيث يوم النحر الأكبر وعيد الأضحى المبارك، ومن ثمَّ طواف الإفاضة لإكمال النسك. لقد سخّرت حكومة خادم الحرمين كل طاقاتها وأجهزتها لتهيئة الأجواء المناسبة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام، وتقديم كل التسهيلات منذ وصولهم للأراضي السعودية حتى مغادرتهم وعودتهم لأوطانهم غانمين بحجٍ مبرور، وسعي مشكور، وذنب مغفور، وهم في أحسن حال، تهفو نفوسهم للعودة إلى هذا البلد الكريم مرّات ومرّات.. فحكومة خادم الحرمين، ورجالها المخلصون حريصون على خدمة هذا الحاج، وتقديم كل ما في وسعهم قربةً لله ولرسوله، والسعي الحثيث لنَيل الأجر والمثوبة من الله في إكرام ضيوفه وقاصديه من شتّى بقاع الأرض، الذين أتوا استجابة لدعوة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام. إن ما نأمله وتأمله حكومتنا الرشيدة من قاصدي البلد الحرام والمشاعر المقدسة أن تُؤدَّى هذه الشعيرة العظيمة بحالة من الهدوء، فلا صخب، ولا رفع أصوات، ولا مناداة بشعارات، أو هتافات سياسية، أو ما شابه ذلك، تقديرًا وتوقيرًا واستجابةً لقوله تعالى: «وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا»، وتحذيرًا من الوعيد الشديد لمَن يُخالف ذلك في قوله تعالى: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ «.. ولقوله جلّ في علاه: «فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ». نرجو لحجاج بيت الله الحرام حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا، وزيارةً ميمونةً للمسجد النبوي الشريف بلا صخب، إجلالاً وتقديرًا واحترامًا لأهل بيت رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، ولصحابته الكرام، رضوان الله عليهم، ومن ثم العودة إلى بلادهم سالمين مصحوبين بالسلامة والذكرى العطرة التي لا تُنسى. mdoaan@hotmail.com

مشاركة :