حمد بن لعبون.. شيخ المؤرخين النجديين

  • 9/11/2015
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

إرث عظيم أضافه الراصد والمدون والمؤرخ النجدي الشهير حمد بن لعبون للمكتبة العربية من خلال ما جمعه ودونه عن تاريخ المنطقة والجزيرة العربية، حيث رصد في كتابه المعروف ب"تاريخ ابن لعبون" الأحداث والوقائع التاريخية خلال حقبة من الزمن اعتبرت في نظر كثير من المؤرخين نقلة نوعية في كتابة تاريخ نجد والمنطقة حيث امتاز ابن لعبون بمبدأ فريد في كتاباته وأسلوبه التلقائي في تغطية الأحداث والمشاهد بالزمان والمكان حيث يعرضها بلغة سهلة واضحة ومباشرة، حتى اعتبر تاريخه المصدر الرئيس للمعاصرين له ولمن جاء بعده، وهو ما أهله لحمل لقب "شيخ المؤرخين النجديين" وذلك لما اشتملت عليه كتاباته من مصداقية، وجرأة في الطرح ووحدة في الموضوع. وقد عرف ابن لعبون بكثرة تنقلاته في إقليم نجد التي قلما غادرها إلا لأداء مناسك الحج والعمرة، ووصفه من عاصره ومن جاء بعده من المؤرخين بأنه كان كثير الاطلاع واسع المعرفة، لديه مكتبة كبيرة حوت أمهات الكتب في الأنساب والتاريخ والأدب وهو سليل أسرة ذات سيادة وعزة، تولى بيت المال في سدير وأيضا خطابة وإمامة جامع التويم، وكان لاهتمامه بالأنساب والتاريخ الدافع الرئيس وراء تدوينه لتاريخ المنطقة، وقد ذكر ذلك هو بنفسه. ويشار إلى أنّ كتاب "تاريخ ابن لعبون" المطبوع في مطبعة أم القرى بمكة المكرمة، هو أول كتاب في موضوع التاريخ طبع في مطابع الحكومة، ولا شك أنّ هذا الكتاب القيّم غاب عن أنظار الباحثين ردحاً من الزمن لكنه وجد في الآونة الأخير من يعتني بترتيبه وتحقيقه تحقيقاً علميا أكاديمياً ساهم في شرح الغامض من نسخه المتواترة والتي كان للدكتور عبدالعزيز بن عبدالله بن لعبون دور وجهد كبير في تنقية وتنقيح الأخبار المتعلقة بهذا السفر الضخم والتعريف به وبمؤلفه -رحمه الله-. وثق تاريخ الدولة السعودية وتميزت كتاباته بالمصداقية والوضوح والجرأة في الطرح بيت المال المؤرخ والنسابة حمد بن محمد بن ناصر بن عثمان الملقب ب"لعبون" بن ناصر المدلجي الوائلي، من مواليد بلدة حرمة -إحدى بلدات إقليم سدير، ويروى أنها بلدة أسسها جده إبراهيم بن حسين ابن مدلج- حيث كان مولده قبيل عام 1182 ه الموافق 1768م وهو العام الذي توفي فيه والده محمد بن ناصر ابن عثمان المعروف ب"لعبون"، أما زوجته فهي "هيا بنت زيد بن راجح" وأولاده هم: محمد -الشاعر المعروف-، وزامل، وعبدالله، وناصر، وله خمس بنات ذكر منهن رقية، وموضي، وسارة، ولا شك أنّ شهرة ابنه محمد أطبقت الأفاق، إذ كان أحد أشهر شعراء الأدب الشعبي في الجزيرة العربية، ونقل المؤرخان إبراهيم بن عيسى وعبدالله بن محمد بن بسام، ما أسنداه إلى "ابن لعبون" عن سبب تسمية جدهم ب"مدلج" وخطه "ابن لعبون" بقلمه، قائلاً: "إن غزوا من آل مغيرة يبلغ عددهم حوالي (500) وزعيمهم مدلج الخياري، استضافهم عند مرورهم بإشيقر وأكرمهم ولما رحل زعيمهم ترك صرة كبيرة بها مال تحت وسادته، وعندما وجدها أبو علي -الجد حسين- ركب فرسه وسلمها إلى مدلج، الذي رفضها وقال: إنها هدية لك على مروءتك، ورجع أبو علي، وكانت زوجته حاملا فقال: إذا رزقنا الله ولدا أسميناه مدلج، فولدت مدلج مؤسس بلدة تويم".. ولم تكن وفاة حمد ابن لعبون مؤرخة، ويرجح أنها كانت في بلدة تويم سنة 1260ه الموافق 1844م، وذكر"ابن لعبون" في كتابه الأنساب أنّ "أول من سمي لنا من أجدادنا حسين أبو علي وهو من بني وائل ثم من بني وهب من الحسنة، وكان أبو علي قد نزل في بلدة أشيقر واشتهر بالسخاء والمروءة وإكرام الضيف. ويشار إلى أنّ "لعبون" لقب عثمان بن ناصر، ويتضح من سيرة حمد ابن لعبون -بحسب ما أورده المؤرخون- أنه من أسرة ذات سيادة وعزة وأنفة، كثير التنقلات وعاش ميسور الحال وله أملاك وعقارات كثيرة، كما أن لديه مكتبة كبيرة حوت أمهات الكتب في الأنساب والتاريخ والأدب، إضافة إلى مناصرته الدعوة السلفية، وتوثيقه لتاريخ الدولة السعودية، وتوليه بيت المال في سدير، وأيضا خطابة وإمامة جامع التويم، وكانت تربطه علاقة متينة بابن عمه التاجر المعروف ضاحي بن محمد بن إبراهيم المدلجي الوائلي، وكان لاهتمامه بالأنساب ومجريات الأيام والتواريخ الدافع الرئيس وراء كتابة "ابن لعبون" في التاريخ، وقد ذكر ذلك بنفسه. وقد تقلد حمد ابن لعبون عدة مناصب في الدولة السعودية منها: ولاية بيت مال سدير، وقد ذكر خالد بن محمد الفرج أن حمد بن لعبون تولى بيت المال في سدير للإمام سعود الكبير وابنه الإمام عبدالله ابن سعود، كما ذكر المؤرخ الفاخري أن حمد بن لعبون تولى الإمامة والخطابة في جامع التويم. رحلاته وتنقلاته تشير التراجم أن حمد بن لعبون لم يذكر سوى اليسير من تنقلاته ورحلاته المتعددة، ومنها خروجه مع معظم شخصيات ووجهاء بلدة الحرمة، فذهب معظمهم إلى الزبير، أما حمد بن لعبون، وعمه فراج بن ناصر بن لعبون، فقد ذهبا إلى بلد القصب، وفي عام 1194ه، أدى حمد بن لعبون فريضة الحج، ثم انتقل من بلدة القصب إلى بلدة ثادق، وذلك عام 1205ه الموافق 1790م -وهي بلدة في المحمل عمرها آل عوسجة سنة 1079م-، كما ذكر ذلك "ابن لعبون" نفسه في تاريخه، وفي تلك السنة ولد ابنه الشاعر المعروف محمد ابن لعبون، وفي عام 1223ه الموافق 1808م أدى "ابن لعبون" حجته الثانية ثم واصل تنقلاته وارتحل من ثادق إلى حوطة سدير، أما عمه فراج وأولاده فقد عادوا إلى حرمة، وسكن حمد ابن لعبون في الحوطة، ثم بعد ذلك أقنعه الأمير فوزان بن حمد بن مفيز بالذهاب معه إلى التويم، فانتقل إليها واستقر بها عام 1238ه الموافق 1822م، وعدها بلده وفيها توفي -رحمه الله- عام ( 1260ه الموافق 1844م ) على الأرجح. ابن لعبون الشاعر ما أن يذكر المؤرخ حمد بن لعبون إلا ويذكر ابنه الشاعر محمد الذي حمل اسم جده، ربما لأنه كان أكبر أبناء المؤرخ حمد، وقد ولد الشاعر محمد –كما ذكرنا- حين نزول والده في بلدة ثادق عام 1205ه -وقيل غير ذلك- وتوفي بالكويت عام 1247ه، وقد أرخ الأب وفاة ابنه وكتب عنه أنه في هذه السنة توفي ابننا محمد وذكر بعض صفاته -رحمهما الله-، ولا شك أن الابن استفاد أيما فائدة من ثقافة والده وعلمه ومكتبته، حيث عرف عن الشاعر محمد بن لعبون مقدرته على مجارات القصائد الفصحى ومحاكاتها، بل أنه تأثر بها واقتبس منها وأخذ من بعضها كما فعل في قصيدته الشهيرة التي مطلعها: سقى صوب الحيا مز(ن) تهامى على قبر(ن) بتلعات الحجازي وقد أخذها من قصيدة باللغة العربية الفصحى للشاعر المدني ابن معصوم في قوله: سقى صوب الحيا أرض الحجازي وجاد مراتع الغيد الجوازي وقول ابن معصوم في ذات القصيدة: ليالي مشربي في الحب صفو وثوب اللهو منقوش الطراز وقول ابن لعبون: ليالي مشربي صافي المداما وثوب الغي منقوش الطراز وهذا لا يقلل من هامة وقامة أمير شعراء النبط محمد بن لعبون، بقدر ما يدل على سعة علمه واطلاعه وثقافته في الموروث الشعري العامي والفصيح وهذا نادر بين أبناء زمانه وجملة أقرانه من الشعراء، كما أنه يدلل على علو كعبه على من سبقه في العامية والفصحى، لاسيما وأنه أدخل أسلوب النظم "الزهيري" وكثيراً ما كان يستعرض مهاراته ومقدرته الشعرية ليثبت وبلا جدال مكانته كأمير لشعراء عصره، لاسيما وقد تنوع في أساليبه وقصائده، فتارة ينهج الطرق التقليدية في الشعر، وتارة يغرق في التعجيزات والبدائع الشعرية والتلاعب اللفظي ونظم "المهملات"، وهي القصائد الخالية من الحروف ذات النقط، كما كان شعراء العربية في حقبة -ما يسمى- عصر الانحطاط حيث ينظم الشاعر قصيدته كاملة من دون نقط، أو يلزمها البداية بأحرف اسم من الأسماء أو يخليها من حروف معينه أو يبدأ بها أبجدياً، وعرف عند الأدباء أن هذا النهج "لزوم مالا يلزم" غالباً ما يأتي على حساب المعنى وإيصال الفكرة، بيد أنه مع "ابن لعبون" لم يكن كذلك بل لقد أعطى "ابن لعبون" الشكل والمعنى نفس القوة، حتى بلغت به قدرته وموهبته الشعرية أنه كان يملي كاتبين في وقت واحد كل واحد منهم يكتب قصيدة منفصلة فإذا جمعت أصبحتا قصيدة واحدة. تاريخ "ابن لعبون" تميز تاريخ "ابن لعبون" بشموليته وتدوينه لأحداث تهم الأمة بشكل أعم، واتساع نطاق نقله للأحداث الذي لم يقتصر على منطقة نجد وما جاورها، بل شمل عدة مناطق خارجية، ولذا فقد لقب بشيخ المؤرخين النجديين وهو اللقب الذي لم يأت من فراغ إذا تبعه عدد من المؤرخين الذين نهلوا من معين علمه وفيض معلوماته، بل أن بعضهم نقل عنه نصا وحرفا دون الإشارة إليه، وهذا ما أثار استغراب عدد من المؤرخين والمحققين والباحثين، لاسيما وأنه رصد ووثق وقائع معاصرة لفترة حياته ولم يتطرق لها المؤرخون السابقون له ولا حتى معاصريه، ما جعل من تاريخه مرجعاً ومصدراً للمعلومات النادرة والغامضة، لا سيما وأنه مع توثيقه للأحداث والوقائع التاريخية كثيراً ما يربط التراجم بالأنساب. واعتبر -عند كثير من المؤرخين- مؤرخ الدولة السعودية الحنفية، وذلك لمعاصرته الدولة السعودية الأولى والثانية، إضافة إلى أن الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أمر بطباعة تاريخه الشهير على نفقته كأول مطبوع تاريخي تتولى الدولة طباعته، أما كتابه في الأنساب فقد نشرت مقدمته على أنها كتاب التاريخ وقام حمد الجاسر بتحقيق ما ذكره "ابن لعبون" حول نسب آل مدلج وبنو وائل ونشره في مجلة العرب، وبالتالي فإن "ابن لعبون" هو مؤرخ هذه الدولة وهو أول من أطلق عليها تسمية الدولة السعودية الحنفية، ويعزو المحققون في التاريخ أنه قصد نسبتها إلى وادي حنيفة، أو نسبتها إلى بني حنيفة أو نسبتها إلى الشرع الحنفي السمح. نقلوا عنه وتوصل الباحثون من مؤرخين ودارسين إلى نتائج مؤكدة لتاريخ ابن لعبون، واعتبروا تاريخه نقلة نوعية في توثيق تاريخ المنطقة بأسرها، من حيث المنهجية وأزمنة وجغرافيا الأحداث، ويعد المصدر الرئيس للمعاصرين، وتناقلوا عنه الأسلوب في الطرح، كما يعد عدد من الباحثين الشيخ حمد بن محمد بن لعبون بأنه "شيخ المؤرخين النجديين" ودللت الوثائق والمخطوطات أن المؤرخين أخذوا منه وتجاهلوا ذكره، وفي ذلك يقول إبراهيم بن عيسى في مجموعه المخطوط "أن تاريخ عثمان ابن بشر منقول من تاريخ "ابن لعبون" بل، هو بعينه أعطاه إياه زامل بن حمد ابن لعبون خفية من والده"، أما عبدالله بن عبدالرحمن البسام فقد وصف في كتابه "علماء نجد خلال ستة قرون "تاريخ ابن لعبون"، مبيّناً أنه ألف تاريخا عن نجد يعد من أحسن التواريخ، ولا يزال مخطوطا، وأكثر ما فيه لم يذكره مؤرخو نجد". ويستدل المؤرخون بأن ابن بشر كان ينقل من "ابن لعبون" من خلال كتابات "ابن لعبون" عن العلماء والأدباء والمؤرخين من خارج نجد، ويسجل لوفياتهم فيجدون أيضا ذكرهم عند ابن بشر، وعندما أخطأ "ابن لعبون" تبعه ابن بشر بنفس الخطأ فقد أرخ "ابن لعبون" لوفاة عبدالملك بن حسين بن عبدالملك العصامي صاحب التاريخ الموسوم "سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي أخطأ حين ذكر أن وفاة العصامي كانت سنة 1108م، تبعه ابن بشر ليقع في نفس الخطأ، والصحيح أن وفاة العصامي كانت سنة 1111م، أما خالد الفرج فقد ذكر في كتابه "الخبر والعيان"عن المؤرخ عثمان بن بشر، وكتب على الهامش "أن أصل ما كتبه ابن بشر مذكرات كتبها معاصر للشيخ محمد بن عبدالوهاب اسمه حمد بن لعبون وهو والد الشاعر المشهور محمد بن لعبون وآلت هذه المذكرات إلى الشيخ بن بشر فرتبها وزادها وأوصل سنواتها إلى عصره". كما أشاد الدكتور عبدالله بن إبراهيم العسكر -أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود- بتاريخ "ابن لعبون" المطبوع وقال عنه "إنه شيخ المؤرخين النجديين" بلا منازع فقد تميز بكونه مدرسة تاريخية ذات طابع محلي صرف، وتميز تاريخه بالصدق والدقة وحسن التعليل والتحليل والاختصار غير المخل"، مضيفاً أنّ تاريخ "ابن لعبون" نبع لا ينضب للمؤرخين من بعده، مبيّنًا أن المؤرخين المعاصرين لابن لعبون ومن جاء من بعدهم اعتمدوا على تاريخه بدرجات متفاوتة ولكن معظمهم لا يذكرونه ولا يشيرون إلى كتاباته! مصدر رئيس وأيد المؤرخ أحمد بن عبدالعزيز البسام أستاذ التاريخ في جامعة القصيم، ما ذكره المؤرخون من مكانة "ابن لعبون" التاريخية، معتبرا "ابن لعبون" أول مؤرخي الدولة السعودية، إضافة إلى اهتمامه بالأنساب وكتابة التاريخ الإسلامي ما يميزه عن المؤرخين النجديين السابقين له، كما استنتج المحقق عبدالله بن محمد المنيف من خلال تحقيقه لكتاب "سوابق عنوان المجد في تاريخ نجد" أن ابن بشر اعتمد على منهجية ترسيمات "ابن لعبون" وتعرف على المصدر الرئيس لابن بشر فقال "تم في هذا العمل التعرف إلى المصدر الرئيسي الذي كان ينقل منه المؤلف "ابن بشر" ولم يذكره مباشرة وهو "تاريخ "ابن لعبون"، مبيّناً أنّ ابن بشر تابع "ابن لعبون" في كثير من المواضيع، فإن أخطأ "ابن لعبون" تابعه ابن بشر من غير تمحيص أو تصحيح. وربط المنيف في استنتاجاته بين "ابن بشر" و"ابن لعبون" وعلاقتهما بتاريخ "ابن غنام" الذي اجتهد "ابن لعبون" كثيرا في تجريده من السمة الغالبة عليه وهي السجع الممل، وهناك من ذهب إلى أن ابن بشر هو من فعل ذلك والصحيح –كما يقول المنيف- أن "ابن لعبون" هو الذي جرد تاريخ ابن غنام، كما يؤكد المؤرخ الروسي المعروف "إليكسي فاسلييف" أن جميع المعاصرين لابن لعبون وأولهم ابن بشر ومن جاء من بعده من المؤرخين هو عالة على "ابن لعبون".. ولحيادية الطرح فقد ذهب المؤرخون لربط العلاقة الوثيقة لتاريخ ابن بشر بتاريخ "ابن لعبون" إلى ثلاثة آراء، منهم من صرح بذلك صراحة، وآخرون ألمحوا إلى ذلك تلميحاً، وقسم ثالث استنتجوا ذلك استنتاجا بعد الإطلاع والدراسة والتدقيق. شيخ مؤرخي نجد ويوصف تحرير "ابن لعبون" للأحداث الخاصة بالدعوة ونشأة الدولة السعودية وغزواتها الأولى، بأنه تلقائي، وقد استفاد "ابن لعبون" من المؤرخين الذين سبقوه، مثل: تاريخ محمد بن عبدالله بن سلطان (ت1099ه) وتاريخ أحمد بن محمد المنقور(1067-1125ه) وتاريخ محمد بن ربيعة العوسجي (ت1158ه) وتاريخ محمد بن حمد بن عباد (ت1175ه) وأحمد بن محمد بن عبدالله البسام (ت 1040ه تقريباً)، وحسين بن غنام (1225ه الموافق 1810م)، وتميزت أساليب "ابن لعبون" في نقله للأحداث والوقائع عن من سبقوه من مؤرخي نجد فهو ملتزم منهج مأطر ومحدد، من حيث سرد الأحداث وفقاً للسنوات أو ما يسمى منهج الحوليات كما كان يفعل مؤرخون المسلمون كالطبري والمسعودي وابن كثير على أنه كان حريصاً على الاختصار وإيصال ونقل صلب الأحداث مع حرصه على التسلسل الزمني، وإن كان تميز عن غيره بندرة المفردات العامية في كتابته إلا أنه جمع في كتابه بين الفصحى والعامية، وهو كعادة المؤرخين الأوائل اهتم كثيراً بتغطية أخبار المجاعات والحروب والمعارك وذكر سنوات الوفاة للبارزين والأعيان، كما أولى بعض التراجم اهتماماً موجزاً وتتبع سنوات نزول المطر والأعوام التي انتشر فيها الجدب أو الأمراض المعدية كما اهتم بظهور وأفول الأنواء، ورخص الأسعار وارتفاعها، كما تميز تاريخه معلومات لا توجد في مصدر آخر معاصر له، بالإضافة إلى كتاباته التاريخية عن أحداث نجدية عاصرها أو سمع عنها، فقد شملت أيضا مناطق بعيدة عنه، كالحجاز والعراق والكويت وشرق الجزيرة العربية ومصر واستانبول بل إنّه أسهب في نقل ما وصل له من أخبار غزو نابليون لمصر واحتلالها على الرغم من صعوبة وصول هذه الأخبار لمعاصريه في نجد أو حتى من جاء بعده.

مشاركة :