الخرطوم - التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بالقصر الجمهوري اليوم السبت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وقد حضر اللقاء عدد من الوزراء والمسؤولين بالدولة وسط توقعات ان يتناول الاجتماع ملفات حارقة على غرار ملف سد النهضة الاثيوبي والخلاف الحدودي في منطقة حلايب وشلاتين. وقالت الوكالة السودانية للأنباء (سونا) السبت أن البرهان والسيسي سيعقدان جلسة مباحثات تتصل بالعلاقات الثنائية تعقبها جلسة مباحثات مشتركة بحضور وفدي البلدين حيث ان هذه الزيارة الرسمية هي الاولى للسيسي بعد تشكيل مجلس السيادة السوداني. وقالت الوكاية ان "الزيارة في إطار التواصل المستمر بما يعكس حيوية وخصوصية العلاقات بين البلدين والشعبين ، فضلا عن اللقاءات والزيارات العديدة التي يقوم بها المسؤلون في كل من الخرطوم والقاهرة". وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" انه "من المقرر أن تشهد الزيارة عقد قمة مصرية سودانية، فضلاً عن عدد من اللقاءات الثنائية مع كبار القادة والمسؤولين السودانيين، وذلك لمناقشة مختلف الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد العسكري والأمني والاقتصادي، وذلك تجسيداً للارادة القوية المتبادلة بين البلدين الشقيقين لتعزيز أطر التعاون بينهما في كافة المجالات وبما يسهم في تحقيق مصالحهما المشتركة". واضاف بسام راضي "من المقرر أن تشهد الزيارة التباحث حول أهم التطورات فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والقارية، خاصةً قضية سد النهضة، والأمن في البحر الاحمر، وتطورات الأوضاع على الحدود السودانية". وكان السودان اعلن الشهر الماضي تجديد شكواه إلى مجلس الأمن الدولي ضد مصر، بشأن مثلث "حلايب وشلاتين" المتنازع عليه بين البلدين بعد فترة من تاجيل الملف في خضم الازمة االسياسية التي مرت بها الخرطوم. وفي أغسطس/ آب الماضي، قال البرهان، إن جيش بلاده "لن يتراجع" حتى يتم رفع علم السودان في مثلث حلايب وشلاتين وهو ما اعتبر رسالة قوية لمصر. كما سيكون الخلاف الحدودي بين اثيوبيا والسودان من بين الملفات المطروحة نظرا لتاثيراته على الالمجال الحيوي المصري وبعد التهم التي وجهتها اديس ابابا لدولة ثالثة في دعم السودان اثر استعادة منطقة الفشقة المتنازع عليها في إشارة الى مصر. لكن الملف الأبرز سيكون ملف سد النهضة مع إصرار اثيوبيا على مواقفها وعدم ايجاد حلول تنهي الازمة. وافاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال اتصال هاتفي أجراه مع وزير الخارجية المصري سامح شكري ، الجمعة، استعداد المنظمة لتقديم الدعم والمشاركة في عملية تفاوضية تقودها رباعية دولية بشأن سد "النهضة" الإثيوبي. وأكد غوتيريش "جاهزية الأمم المتحدة لتقديم الدعم والمشاركة في عملية تفاوضية يقودها الاتحاد الإفريقي بشأن سد النهضة، وذلك بدعوة من رئيس الاتحاد الإفريقي فيليكس تشيسكيدي". كما أعرب "عن أمله أن تكون المشاركة الكاملة للأطراف في مفاوضات جادة عملية مفيدة"، بحسب البيان ذاته. وفي وقت سابق الجمعة، ذكر بيان لوزارة الخارجية المصرية، أن شكري أبلغ غوتيريش، بضرورة إطلاق عملية تفاوضية جادة برعاية إفريقية ومشاركة أطراف دولية، للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن وملزم قانونا لملء وتشغيل سد النهضة. وقال شكري، خلال الاتصال الهاتفي، إن بلاده "أيدت مقترحا للسودان بتشكيل رباعية دولية تقودها الكونغو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، إلى جانب الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتوسط في المفاوضات". وقبل 10 أيام، أعلنت مصر تأييد مقترح السودان بتشكيل وساطة رباعية دولية، لحلحلة مفاوضات سد النهضة المتعثرة، لكن إثيوبيا تقول إنها "ملتزمة بالمباحثات الثلاثية مع مصر والسودان" حول الأزمة. وفي 22 فبراير/ شباط الماضي، أعلن وزير الري السوداني ياسر عباس، اعتزام بلاده إجراء "اتصالات دبلوماسية وسياسية" لدعم وساطة رباعية بشأن سد النهضة، من خلال إشراك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بجانب الاتحاد الإفريقي. وسبق أن توسط كل من الولايات المتحدة والبنك الدولي، قبل أكثر من عام، في مفاوضات سد النهضة، غير أن وساطتهما لم تسفر عن نتائج. وتصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني لسد النهضة، في يوليو/ تموز المقبل، بينما تتمسك الخرطوم والقاهرة بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، حفاظا على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، وسط تعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر.
مشاركة :