دان المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، اختطاف العمال الأتراك من بغداد، واعتبره «إساءة لأهل البيت وإسقاطاً لهيبة الدولة»، فيما عرض الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، على الحكومة مساعدتها في تحرير الرهائن. وقال مصدر في مكتب السيستاني في بيان، أنه «نُشر في وسائل الإعلام أن مجموعة مسلّحة تدّعي اتّباع الإمام الحسين (عليه السلام) والانتماء إلى نهجه، قامت باختطاف عدد من العمال الأجانب وأخذتهم رهائن لتنفيذ مطالب سياسية معينة»، مؤكداً أن «التعرّض لأولئك الأبرياء الذين لا دور لهم في أحداث المنطقة ومآسيها، عملٌ غير أخلاقي وعلى خلاف الضوابط الشرعية والقانونية، وهو مدان ومستنكر جداً». وطالب المصدر بـ «إطلاق سراح المختطفين والكفّ عن هذه الممارسات التي تسيء إلى صورة الدين الإسلامي الحنيف ومذهب أهل البيت، وتؤدي إلى إسقاط هيبة الدولة وإضعاف الحكومة المنتخبة»، داعياً الحكومة العراقية والقوى السياسية كافة إلى «مساندة القوى الأمنية، وأن تعمل ما في وسعها لوضع حدّ لجميع الممارسات الخارجة عن القانون، التي تخلّ بالأمن والاستقرار في البلد». وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم «فرق الموت»، عرضت الجمعة شريطاً مصوراً للعمال المختطفين، وطالبت الحكومة التركية بفتح الطريق أمام بلدات في شمال سورية، وقطع تصدير النفط الكردي، ووقف تدفّق المسلّحين إلى العراق مقابل إطلاق سراحهم. إلى ذلك، قارن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، أمس، الجهة التي خطفت العمال الأتراك في العاصمة بغداد، بعناصر تنظيم «داعش»، قائلاً أن «الإمام الحسين (ع) بريء من أفعالكم أيها الأراذل». وقال رداً على سؤال في شأن عرض تسجيل مصوّر لمجموعة مسلّحة يظهر معهم العمال الأتراك المختطفون وقد كتبت خلفهم لافتة «فرق الموت» و «لبيك ياحسين»، أن «خطف العمال الأتراك في حدّ ذاته جريمة نكراء يندى لها جبين محبي الإنسانية والإسلام»، مطالباً باسم جميع محبي الإسلام والسلام بـ «إطلاق سراحهم مهما كانت خلفها من دوافع سياسية أو مالية أو صراعات أخرى، ومهما كان الخاطف وأياً كان». وقال أن «ما أضاف إليها سوءاً وأذى، أنها باسم الحسين وتحت شعار لبيك يا حسين»، وزاد أن «الحسين منكم بريء أيها الأراذل ومن أعمالكم المطابقة لأفعال الدواعش الأنجاس وتصرفاتهم الرعناء، ولتعلموا أن الحسين لا يرضى بحز الرقاب وبخطف الأبرياء، بل جلّ ما أراده هو الإصلاح في أمة جده». وأشار إلى أن «الإصلاح لا يأتي إلا باجتثاث الإرهاب الداعشي وإرهاب الميليشيات الوقحة، وذلك بمقاطعتهم وعزلهم عن الحشد المبارك البطل كما حذرنا سابقًا». ودعا الحكومة إلى «إنهاء ملف الأسرى الأتراك فوراً»، وأبدى استعداده للتعاون معها في هذا الشأن.
مشاركة :