في الحديث الشريف : (عَاشِروُا النَّاسْ مُعَاشَرَة إٍنْ غبْتُم حُنُوًّا إِلَيْكُمْ وَإِنْ مُتِمٌّ بَكَوْا عَلَيْكٌم) . كثير من الناس يعيش فترة طويلة من الزمن ولكن بلا ذكر ولا اسم يعرف حتى بين أقرب المحبين له بل يكاد يكون منسي في أكثر محطات الحياة من فرح ومن حزن ومن أي مناسبة تذكر . ولكن على الجانب الآخر تجد من يشع ضوءاً ونوراً بين الناس فالبسمة لا تختفي من محياه ، والقلب يرحب بالصغير والكبير والحب يحمله بكل صفاء للآخرين وحسن النية طبع فيه وأنت حقا رياض من الحب ذلك هو العزيز أبو عبدالعزيز . وعلى الرغم من الظروف الصحية الصعبة التي مررت بها ومنعتك من الحصول عمل مناسب يليق بك إلا انك لم تكن جازعاً أو معترضاً مما كتبه الله لك وهذه من صفات المؤمنين لا يحصل عليها الكثير من الناس فعشت عزيزا لم تطلب مساعدة من أحد . أبا كرار والسؤال لك إلى أين أنت ذاهب لتترك كل محبيك بلا أذن أواستئذان ليتك ترجع أيها العزيز الجميع بانتظارك ، والكل يسأل عنك هذه ذكرياتك بيننا تعيش وتصدح في كل الزوايا فمن لها ومن يحي فيها الأمل من بعدك . هل هم الأيتام الصغار من أبناءك؟ أم هي الزوجة الثكلى من وراءك تصيح من لنا بعدك؟ أم هم اخوتك الذين يبكون عليك بحسرة أم هم أقاربك كيف يحسون بفراغ بعدك باعتبارك عم أغلب الأسرة هل كان لك كل هذا الحب ونحن لا نعلم؟ لماذا لم تخبرنا عنه ولماذا لم نشعر بك إلا بعد رحيلك المؤلم . أبا كرار ذهبت وتركت فينا جرحاً غائراً صعب أن يندمل يصرخ ويصبح من يحي لحظاتك القديمة التي عشتها في بلدك وبين أحبابك والقلوب مفجوعة بفقدك غير مصدقة رحيلك وغيابك عنها . أبا كرار عندما وجدت المعزين كيف ينوحون عليك ويذرفون الدموع بعدك لم أكن أعلم أنك تمتلك كل هذا الحب والود في قلوب أهل البلد جميعا فمن لم يبكي عليك ظاهراً فقد بكى عليك باطناً في قلبه . أبا كرار نحن نغبطك على هذا الحب وهذه المكانة التي استطعت أن تمتلك بها كل النفوس صغار وكبار رجالا ونساء فهنيئا لك كل تلك المنزلة التي يتمناها العلماء قبل بقية الناس فمن السهل أن تعيش ولكن من الصعب أن تبقى في الأذهان؟ أبا كرار وقد رحلت مع نفسك إلى بارئها سريعاً وعلى غفلة من دون أن يعلم بك أحد حتى أقرب الناس لك لم يشعر بفقدك زوجتك وأطفالك ، وباقي اخوتك وجميع أهلك وأقاربك الكل بك مفجوع؟ وقلمي يعجز أن يصف كل تلك المشاعر التي سطرتها سيرتك العطرة في كل ما سمعته عنك . أبا كرار حديث الناس عنك بكل حب أقل من أن أصفه بهذه الكلمات البسيطة المتواضعة وعزائنا الكبير في زوجتك وأبناءك الأيتام الذي سيحملون رايتك من بعدك راية الحب ، والطيبة والفرح والبسمة بين الناس جميعا بعيدا عن كل مايفرق فيما بينهم . أبا كرار كتبت لك هذه الكلمات إهداء لروحك الصافية المؤمنة وقلبي قبل عيني يدمع فوداعا أيها العزيز أبا عزيز وإلى جنات الخلد مع محمد وآله وصحبه المنتجبين. وأنا لله وإنا إليه راجعون والسلام عليكم .
مشاركة :