د. الشريم: الأخلاق ركيزة ازدهار الأُمم

  • 3/13/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. سعود الشريم، في خطبة الجمعة: خلق الحكيم الخبير الرجل والمرأة، وجبلهما على غرائز تخص كلا منهما، وغرائز يشتركان فيها من ميل أحدهما إلى الآخر، وحد لذلك الميل حدودًا محكمة محاطة بسياج منيع يحفظ به عرض كل واحد منهما باعتباره حقًا لا يجوز اعتراضه ولا سلبه، وجعل الله هذا العرض إحدى الضرورات الخمس التي أجمعت الملل على حفظها وفي مقدمتها ملة الإسلام. وأضاف: الأخلاق عماد الأمم، وركيزة من ركائز ازدهارها وحضارتها، وهي حلقة وصل بين تراثها العريق ومخرجاتها الحديثة، وإنه متى تسلل إلى مجموعها ما يثلم تلكم الأخلاق أو يكدر الصفو فإنها بذلكم تؤخر يوم الرقي ولا تقدمه، وتفرقه ولا تجمعه. وبيّن أن التحرش الذي هو الاعتداء على الطرف الآخر رجلاً كان أو امرأة بالإشارة أو الإيماء بغمز أو نظرة فاحصة لجسم المتحرش به، أو ملامسته أو التلفظ عليه صراحة أو كناية بما يدل على الرغبة في ارتكاب ما يهتك عرضه وشرفه بإشباع المعتدي عواطفه وغرائزه تجاه المتحرش به والتحرش بهذا المفهوم، جريمة خبيثة وظاهرة عالمية ماثلة يوليها كل مجتمع اهتمامًا بالغًا ودراسة فاحصة لإيجاد العلاج الناجع لها والنظام الرادع؛ نظراً لتسارع شيوعها في أماكن المجتمعات العامة والخاصة، مؤكداً على أن التحرش ليس مختصًا بالمرأة وحسب وإن كان هو الغالب في الواقع، بل إنه يكون بالرجال أيضًا، وربما تجاوزهما ليصل إلى الصبيان والأطفال، مُشدداً على أنه يجب التصدي للتحرش ودفعه قبل أن يقع، من خلال إذكاء حرمة العرض وأثر العفاف على دين المسلم ودنياه وسلامة مجتمعه لئلا يبغي أحد على أحد، وكذلكم رفعه بعد حدوثه بإنزال العقوبة الرادعة على مرتكبه. وختم بالتأكيد على أنه على كل مسلم ومسلمة تعظيم عرض كل واحد منهما، وأن يحترما الذوق العام ومشاعر الآخرين المبنية على الانضباط في مجامع الناس التي تشترك فيها الحقوق العامة والخاصة. د. الشريم في خطبة الجمعة

مشاركة :