أكد خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- خلال تفقده لموقع الرافعة التي سقطت على المسعى، وجزء من المطاف، وذلك بسبب الرياح والأمطار الغزيرة التي هطلت يوم الجمعة الماضي، أن هذه الدولة هي في خدمة الحرمين الشريفين، وأنه كملك يتشرّف أنه خادم الحرمين الشريفين، وأن هذا الأمر منذ عهد الملك عبدالعزيز إلى اليوم، كما أكد بأن مكة تهمه قبل أي مكان في الدنيا هي والمدينة المنورة. لقد قام الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- بتشكيل إدارة خاصة سميت مجلس إدارة الحرم كان من مهامها القيام بإدارة شؤون المسجد الحرام، ومراقبة صيانته وخدمته، وفي عام 1344هـ تم صيانة المسجد الحرام وإصلاحه كليًّا، وتبع ذلك القيام بالعديد من المشروعات مثل طلاء الجدران وتركيب مظلات لوقاية المصلين من الشمس، وتجديد المصابيح، وفي عهد الملك سعود -رحمه الله- انطلق مشروع توسعة المسجد الحرام عام 1955م، حيث كانت مساحة الحرم حينها 28 ألف م2، وكان يسع لـ50 ألف مصلٍّ، وقد شملت تلك التوسعة توسيع بعض الطرقات، وإزالة بعض المباني التي تضيق على المصلّين والطائفين، ووضع مواقف للسيارات، وفي سبتمبر 1988م، وضع الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- حجر الأساس لأكبر توسعة للمسجد الحرام منذ 14 قرنًا، وشملت هذه التوسعة إضافة جزء جديد إلى المسجد من الناحية الغربية، والاستفادة من السطح العلوي للمسجد، والذي وصلت مساحته إلى 61 ألف م2 لاستيعاب عدد أكبر من المصلين؛ ليصل إجمالي القدرة الاستيعابية للحرم المليون ونصف المليون مصلٍّ، ثم انطلقت التوسعة الجديدة في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- والتي تهدف أن تكون الطاقة الاستيعابية للحرم في ذروتها أكثر من 3 ملايين مصلٍّ، و105 آلاف طائف حول الكعبة في الساعة الواحدة، بتكلفة إجمالية تصل إلى 40 مليار ريال، لا ينحصر المشروع في توسعة الحرم للمصلين، بل وإنشاء محطة مركزية للتكييف، وتزويده بالفرش الفاخر، والإضاءة ومكبرات الصوت، كما تضمن المشروع إنشاء أنفاق متنوّعة لحركة المشاة والسيارات من وإلى الحرم. هذه نبذة موجزة تؤكد بأن هذه الدولة منذ تأسيسها ومرورًا بجميع الملوك الذين حكموها، فقد كان همهم الأول هو هاتين المدينتين مكة والمدينة، وكان حرصهم الأكبر هو راحة ضيوف الله من حجاج ومعتمرين. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :