العلاقة بين الزوج والزوجة علاقة مودة ورحمة قامت على كلمة الحق، وتدعم مسيرتها وتوثق عراها وسائل إنسانية مثل الحب والتقدير والاحترام، مما يساهم في ترسيخ جذور هذه العلاقة ونمائها، وزرع الثقة فيها، كما أن تطوير هذه العلاقة يقوم في الأساس على ثقة كل طرف في الآخر، فإن اهتزت هذه الثقة أو ضعفت أو تأثرت، اهتز هذا الكيان وتصدّعت أركانه، وكان عرضة للسقوط في أي لحظة أو عند هبوب أي ريح عابرة حتى لو كانت خفيفة. المواقف التي تعترض هذه العلاقة مختلفة، فهي إما أن توثق هذه الرابطة أو تسعى لهدمها، والعلاقة الناجحة هي التي تسعى لإيجاد المزيد من المواقف الإيجابية وتعرف كيف تتعامل مع المواقف السلبية على الفور، غير أن بعض المواقف السلبية وإن كانت بسيطة تكون أشبه بالضربة القاضية، التي إن وقعت في الوقت غير المناسب قضت على الطرف الآخر وصرعته. كثيراً ما يسعى كل طرف في العلاقة إلى أن يظهر أمام الطرف الآخر بصورة نموذجية متكاملة؛ يلبي من خلالها احتياجات الطرف الآخر، ويُقدِّم له التضحيات، ويعمل لإرضائه في مختلف المواقف، غير أن الحقيقي هو أننا بشر ولكل طرف في العلاقة هفوات وسقطات تكبر وتصغر، ولا يمكن أن يكون هناك شخص كامل أو تكون هناك علاقة نموذجية لا يشوبها خلل، ولا يُعكِّر صفوها حدث، ولا تُسبِّب ألماً لأي طرف. بعض هذه الأحداث تكون أشد ألماً، فهي غير متوقعة لا من حيث طبيعتها ولا مكانها ولا وقتها ولا مكانة من قام بها، مما يجعلها قاسية للغاية، تُسبِّب جروحاً غائرة يصعب اندمالها ومعالجتها، وتُحدث كسراً يصعب جبره وتُؤثِّر في كل طرف، فهناك طرف مُصاب يتألم، وهناك طرف صدر منه الموقف ويتألَّم أيضاً لما صدر منه. من أهم العوامل الرئيسة للحفاظ على هذه العلاقة هو الصبر، إذ لابد لكل طرف فيها أن يتحمل ألم الجراح، ويحرص على معالجتها سريعاً، حتى تبرأ وتتعافى مع مرور الزمن، علماً بأن فترة العلاج هذه سيُصاحبها ألم آخر من فترةٍ لأخرى، سواء من خلال الكلمات أو النظرات أو التذكير ببعض المواقف، ولو بدون حديث، وهذا جزء من العلاج. هذا هو المشهد الطبيعي لما قد يحدث في العلاقة الزوجية، فمن الطبيعي أن تكون هناك أخطاء، ولا توجد علاقة لا يوجد فيها أخطاء، ولكن الأهم هو أن نتعلَّم كيف نصبر بل ونتصبَّر، فبالصبر يمكن حل كثير من المشكلات التي قد يؤدي التعامل معها بأسلوب آخر إلى جعلها صعبة الحل مستقبلاً. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :