شهداء الإمارات واللحمة القوية بين القيادة والشعب

  • 9/14/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ليس بمستغرب أبدا ذلك الموقف الرسمي والشعبي المنسجم والمتاغم والتلاحم المهيب، الذي رافق استشهاد كوكبة من عشرات الجنود الإماراتيين الأشاوس، خلال تأدية واجبهم الوطني في اليمن، حيث تفاعلت دولة الامارات بكل مستوياتها الرسمية والشعبية مع هذا الحدث الكبير، لتعطي من جديد صورة لانموذج الدولة الوطنية الحضارية، والتي تدرك جيدا ان قيمة الوطن من قيمة ابنائه، وان تكريم شهداء الوطن بهذا الشكل والاهتمام بقضيتهم ، احد ابرز المهام السامية التي تقوم بها الدولة ويتمثلها الشعب الاماراتي بكافة اطيافه وفئاته، والذي اثبت مرة اخرى انه على مستوى المسؤولية الوطنية العالية، بوقوفه خلف قيادته الحكيمة التي آلت على نفسها الا ان تشارك في العمل الخليجي العربي المشترك بقيادة المملكة، لاعادة الشرعية الى اليمن، واستئصال فئة المتمردين الحوثيين الضالة والمنحرفة ،الذين ارادوا ان يكونوا كمخلب القط بالنسبة للاطماع الفارسية في دول الخليج والمنطقة العربي، بدعم مشبوه وبأيادي خفية لخلق الفتن وإذكاء الطائفية وتأجييج الصراع المذهبي لتفتين الأوطان والتخلي عن هوياتها الوطنية. رد الفعل الرسمي على المستوى الرسمي جاء الحدث مؤثرا وترك اثرا مؤلما في نفوس المسؤولين الاماراتيين الذين سارعوا الى متابعة تداعياته وتفاصيله باهتمام حيث أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إن الإمارات تجود بأبنائها دفاعاً عن الحق، مشدداً على أن شعب الإمارات يقف وقفة رجال خلف قيادته بهذه المعركة. كذلك أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، خلال زيارته المتكررة، لأسر الشهداء وتفقده المصابين والجرحى من أبناء القوات المسلحة الإماراتية في مستشفى زايد العسكري في أبوظبي، أن أوسمة الشرف والناموس التي توجنا بها شهدائنا الأبرار هي خير برهان لفداء الوطن وتضحية أبنائه الغيارى والتي يحملها الجرحى والمصابون على أبدانهم، هي خير دليل وبرهان على مواقف العز والشرف والبطولة والإستبسال، التي وقفها شعب الإمارات موقف رجل واحد، وسطرها خيرة شبابها على صحائف التاريخ الذي يسجل في صفحاته المنيره، لأن التاريخ لايكتب إلا بالدم والتضحية. وثمن محمد بن زايد الهمم العالية جدا، والمعنويات المتوثبة التي أبداها الجرحى والمصابون وأولياء أمورهم وذويهم، والتي عكست مقدار ما يحمله أبناء الإمارات، ويكنه شعبها الوفي، لهذا الوطن المعطاء، من حب وإخلاص وتفانٍ وإستبسال، لمواصلة إعلاء شأنه ورفعته بين الأمم والشعوب. ولعل ما يجب التوقف عنده بعناية هي تلك الروح الوطنية العالية بهذا الحس المفعم بالولاء المطلق والشجاعة الفائقة النادرة التي تمتع بها جنود ابناء الامارات الأبطال الذين يخوضون غمار الحرب في ساحات الوغى بكل جدارة وإقتدار وعزم، دفاعا عن الواجب المقدس و القيم العالية والمباديء السامية والمصالح العربية العليا الثابتة، حيث عبّر المصابون من القوات الاماراتية المسلحة، وكذلك آبائهم وأمهاتهم خلال تبادلهم الأحاديث مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن تقديرهم العالي لزيارة سموه لهم وتفقدهم وتكرار زياراته لهم أكثر من مره، مشيرين إلى أنهم ينتظرون بفارغ الصبر استكمال العلاج بسرعة ليعودوا الى المعركة مرة ثانية و لينضموا مجدداً إلى صفوف اخوانهم المقاتلين في ساحات العز والكرامة على جبهات البطولة لتأدية نداء الوطن، ليواصلوا مع إخوتهم رفاق السلاح وشرف المهنة العسكرية واجبهم ومسؤولياتهم الوطنية ولتأدية الواجب على أكمل وجه نزولا عن رغبة قادتهم و ذويعم وأيمانهم بهذه المعركة المصيرية مرددين :إننا سنكون أوفياء لهم ومتشوقين لمواصلة رسالتهم التي نذروا أنفسهم لتحقيقها، لتبقى راية العرب خفاقة عالية على امتداد الوطن العربي الكبير. إرث الشيخ زايد رسالة سامية وواضحة قدمها ابناء الامارات لوطنهم تعبر بشكل واضح عن مستوى الوعي العالي لهؤلاء الرجال،الذين يتمثلون القيم والمباديء التي ارساها الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان رحمه الله يؤكد دائماً على ان بناء الإنسان هو الاهم وان الفرد هو اغلى ما يملك الوطن، وهو الثروة الحقيقية. بالمقابل لا بد لنا ونحن نتوقف أمام المعاني الكبيرة لهذا الحدث الجلل في تاريخ الامارات ولأول مرة، عند الوفاء والاعتراف بالجميل الذي جسده الاخوة في اليمن والذي تمثل في نعي رئاسة الجمهورية اليمنية استشهاد الجنود الاماراتيين والبحرينيين المشاركين ضمن قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والذين استشهدوا الى جانب عدد من اخوانهم في الجيش الوطني اليمني، حيث عبرت الرئاسة اليمنية عن أصدق تعازيها إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفه ملك البحرين وجميع قادة ورؤساء الدول المشاركة في التحالف العربي، مؤكدة أن الشعب اليمني لن ينسى لدولة الإمارات العربية ومملكة البحرين وجميع قيادات دولة التحالف العربي كرم المبادرة ومد يد العون و المساعدة لاستعادة الدولة اليمنية ورفع الظلم والعدوان الذي تعرض له أبناء الشعب على يد المليشيات الطائفية الانقلابية وبذل الغالي والنفيس للحفاظ على استقرار وامن اليمن والمنطقة برمتها. انها رسالة جديدة ترسلها دولة الامارات قيادة وشعبا للعالم اجمع لكي تثبت ان هذه الدولة الفتية، متينة بانجازاتها الحضارية ، عريقة بتراثها ومواقفها الوطنية التي لا يرقى اليها الشك ابدا، من خلا هذا التماسك والتعاضد الشعبي ، وتفاعل المجتمع الإماراتي مع هذه القضية بشكل أيجابي قوي ومفرح وسارللأصدقاء ويقيض الأعداء. كما يرسل شعب الامارات برسالة قوية مشابهة للعالم اجمع تشير الى مدى الوعي الوطني والسياسي الذي يتمتع به شعب الامارات العربية المتحدة، بهذا الحس الوطني العالي والشعور بالأنتماء للوطن الذي يبرهن من جديد عمق انتمائه العربي ووطنيته التي تعبر عن ذاتها في مواقفه دائماً، وأنسجامعه مع قيادته في أيام المحن والسراء والضراء.

مشاركة :