ثقافة الإنجاز وضرورة التعميم - أيمـن الـحـمـاد

  • 9/14/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الإنجاز معيار مهم يقيس به المواطن مدى جدّية الأجهزة الحكومية في القيام بما يوكل لها وتُكلّف به من أجل خدمته وتسهيل أمور حياته.. وبقدر ما كان الالتزام قريناً بالإنجاز أصبح الوضع مثالياً. المملكة ورشة عمل ضخمة.. يبعث ذلك في نفوسنا غبطة وحبوراً بأن الرغبة الحكومية في البذل على مشروعات البنية التحتية والمواصلات والنقل كمشروعات أساسية هي محل أولوية. أحد أهم المشروعات التي تتقدم بشكل مطرد وثابت مشروع مترو الرياض الذي يُعد نقلة حضارية ونوعية للعاصمة، إذ سيغيّر من طابعها كمدينة مترامية متنوعة تنمو بوتيرة سريعة، وبقدر ما يحدث هذا المشروع من ازدحام مروري مزعج؛ إلا أن المواطن اليوم مطالب بالصبر في سبيل تحقيق مطالبه.. ويُبدي سكان مدينة الرياض ارتياحهم عندما يشاهدون أن المترو الذي كان طوال سنوات مضت محل أخذ ورد ماثلاً أمامهم وقد بدت جسوره تظهر واضحة للعيان، هذا الارتياح عندما يقترن بوقوف المسؤولين عليه مباشرة وإعلان سمو أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر إنجاز (21%) من أعمال المترو، فإن الحماسة تزداد من سكان العاصمة الذين ينتظرون هذا المشروع الرائد وينظرون إليه من جهة إسهامه في تخفيف الزحام المروري، الذي تعاني منه الرياض منذ سنوات بسبب النمو الذي شهدته خلال السنوات الفائتة. تجربة المترو ومتابعة ما يُنجز من مراحله يجب أن تكون ثقافة تعمّم على جميع المشروعات التي تُشيّد وتُنشأ في بلادنا بشكل عام، إذ إن متابعة المسؤول الأول في المنطقة للمشروعات التي تُنفذ في المنطقة الإدارية التابعة له من خلال إعداد جدولة واضحة يتابع من خلالها ويقيس أداء الشركات المنفذة من شأنه دفعها إلى الالتزام بالوقت المحدد، وسيكشف على وجه السرعة المتعثرين أو المعطلين من المقاولين الذين يستغرق بعضهم فترة أطول لتنفيذ المشروع بخلاف المتفق عليه. إن حجم الإنشاءات التي تنخرط بها المؤسسات الحكومية يجعلها أمام مسؤولية كبيرة تجاه المواطنين الذين بقدر ما يبدون ارتياحهم من مشاهدة ما يُنجز، إلا أنهم لا يخفون انزعاجهم من مقاول قد قطع الطريق المؤدية إلى أعمالهم أو منازلهم أو مصالحهم بسبب تقاعسه أو عدم ملاءمته لإنجاز مثل هذا النوع من المشروعات، لاسيما الخدمية منها.. والأدهى والأمر من ذلك تعاقب المقاولين بمختلف مجالاتهم حفراً وردماً على شارع أو طريق واحد، فبعد أن يتم الانتهاء من الكهرباء يأتي مقاول المياه ثم الاتصالات... الخ، وهو أمر يُرهق البنية التحتية ويُرهق المال العام.

مشاركة :