حتى تسود ثقافة الفرح.. - أيمـن الـحـمـاد

  • 9/24/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

ينهمر الفرح في يومنا هذا بين حجاج أتموا ركن حجهم الأعظم ووطن يحتفل بيومه الوطني.. في تلك اللحظة يجب أن ندرك بأن الفرح ثقافة يجب أن تعمم وتسود، حتى وإن بدا المشهد الإسلامي والعربي متوشحاً بالسواد والكدرة، إلا أننا نبقى ملزمين أن نعيش اللحظة، لا أن نهرب منها أو نبقى حبيسين لحظة حزن أو ضيق أو أزمة، فالشافعي حثنا قبلاً : ألا نجزع لحادثة الليالي .. فما لحوادث الدنيا بقاء. يفتح العيد أمامنا نافذة لننظر منها صوب علاقاتنا الاجتماعية نقبل عليها ونراجعها ونتأمل فيها، ونبدأ في التفكير لنتخذ خطوة لمدّ جسور الوصل التي أغلقتها تكاليف الحياة ومشاغلها فغدت طرقاً مهجورة تشكي الوحشة والفراغ. أن نحافظ على عاداتنا وثقافتنا التي تحفزّنا على التواصل في هذه الأيام أمرٌ لا بد منه، لا ينبغي أن نحيد عنه فتلك العادة محمودة، بل إن من الضروري أن نبعث في نفوس أبنائنا وأجيالٍ عريضة من الشباب الشعور بتلك الضرورة ونبحث عن تعزيزها لا أن نواريها ثرى التكاسل والرضا بما أتاحته لنا ولهم تكنولوجيا الاتصال التي جعلنا من تطبيقاتها إبراءً للذمة من جرم القطيعة. الفرح نصنعه بأنفسنا لا يُشترى ولا يُباع، تفاجئنا عدسات المصورين وذاكرة الصور بلقطات جلبت من قاع المعاناة لأناس لم تمنعهم مغبة العناء من ابتسامة تكسر ذلك التجهم السائد. في الزمن العربي بات الفرح شحيحاً وسلعة مطلوبة في سوق كاسد.. مثل هذه الأيام يجب أن نستغلها ولا ندعها تمر، نستنزفها إلى آخر لحظة قبل أن تمضي فنفوّتها.. والسبب أنها جاءت في الوقت واللحظة غير المناسبة.. قمة السعادة أن يأتي الفرح في لحظة الحزن. العيد بارقة أمل نصنع منها فرحة تدفعنا لمواصلة ما يمكن أن يكون ثقافة رائجة في زمن سادت فيه أحاديث المآسي والأحزان. العيد فرصة يجب أن تدفعنا إلى إبداع وابتكار شكل فرحنا وهيئته، يذهلنا أجدادنا وآباؤنا بحديثهم عن فرحة العيد في زمنهم وعصرهم، يوم كانت الحياة صعبة ووسائلها بسيطة، لكنها النفوس المثقلة بالحب والعطاء والتعاطف، ولم تلوّثها سخيمة عصرنا السريع والمدن الكبيرة والقلوب المتباعدة.

مشاركة :