واضح وضوح الشمس أن استثمارات معملية دوائية استغلت حرص القوم في منطقتنا على الصحة والقوة والجمال والعنفوان فاستنبطت طريقة أو طرقا لجعل الناس يشترون مالا يحتاجونه من مقويّات ومكملات غذائيّة، من ضمنها، أو أكثرها تلك التي يدعي منتجوها أنها ذات قوة سحرية لتحسين الباءة. تنكشف كل يوم أمور كانت غامضة، في الغش والخداع والحيلة، من أجل الإثراء السريع على حساب صحة الناس وقلقهم. فقد سمعتُ أخصائيا يداوي بالأعشاب يؤكّد وجود عناصر دواء معروف (كيميائي)، من المقويات الجنسية، جرى خلطها مع أعشاب عادية جدّا لطرح منتج جديد، ذي طعم خادع ومختلف، أُعدّ خصيصا ليخدع المستهلك ويعطيه شعورا ذهنيّا بأن ما يتناوله هو دواء عشبي، بينما الحقيقة هي غير ذلك. معامل صغيرة.. وعمالة صغيرة الحجم أيضا.. ما على مخططيها إلاّ شراء شرائط الكبسولات الأصلية وخلطها مع "عشب" وطباعة الكلام على العلب. وطرحها للاستيراد والاستهلاك لدينا. هذا الكلام ثبت من تحاليل مخبرية لا تفتقر إلى الدقة. وما أن يتناولها المستهلك إلاّ ويشعر بتأثيرها، والتأثير ذاك لم يكن الاّ أثر الدواء الأصلي (وليس العشب)، لكن السعر مُضاعف، أو يبلغ ثلاثة أضعاف، والمستهلك الخليجي المغشوش، والباحث عن النشاط والفعالية الجنسية يعتقد أنه يتناول أعشابا خالية من المضاعفات الجانبية، وما دامت أعشابا.. فهو سينقلب شابّا..!. لو ذهب المرء الى صيدليات في الغرب فسوف لن يجد أثرا لذاك الدواء، لا لكونه تركيبا خاطئا فحسب، بل لأن الناس لا يوفرون الغطاء التسويقي الكافي لجعل المورّد يطمع في توفيره. أخذ أحد معارفي علبة "معجون قوّة" الى المنطقة التي يقيم فيها في أمريكا، ودار بها على الصيدليات ولم يجد لها أثرا. بالمناسبة. العلبة تقول إن بلد المنشأ.. أمريكا..!!، والعنوان بيت ريفي قديم..!!. الشركات المصنعة والمصدّرة لبلداننا لا تنتظر عواقب أفعالها هذه.. تنتظر فقط تنامي الرصيد. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :