كشف تقرير صادر عن مركز ستوكهولم لابحاث السلام الدولى "سيبرى"، أن الشرق الأوسط تصدر مناطق العالم الأكثر استيرادا للأسلحة خلال الفترة من عام 2016 وحتى 2020 ، مقارنة بالفترة من 2011 وحتى 2015 بفارق ارتفاع نسبته 5ر2 فى المائة وذلك فى الوقت الذى اتسمت فيه حركة توريد الاسلحة على مستوى العالم بثبات نسبى خلال فترتى المقارنة .ووفقا للتقرير - الذى صدر اليوم ورصد حركة انتقال الأسلحة ووارداتها حول العالم – استحوذت بلدان الشرق الأوسط على نسبة 47 فى المائة من صادرات الولايات المتحدة التسليحية التى حافظت على ريادتها كأكبر مصدر للسلاح ونظم الدفاع فى العالم خلال الأعوام الخمسة الماضية. وكشف التقرير عن استمرار المنحنى الصعودى للبلدان الثلاثة الاكبر تصديرا للسلاح فى العالم ، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا خلال الفترة من 2016 وحتى 2020 ، مقارنة بالفترة من 2011 وحتى 2015 ، في مقابل تراجع فى صادرات سلاح كل من روسيا والصين خلال نفس فترتي المقارنة . وذكر التقرير أنه للمرة الأولى منذ عام 2001 وحتى 2005 تشهد حركة تصدير واستيراد السلاح فى العالم حالة من الثبات الكلي خلال 2016 وحتى 2020 ، مقارنة بالفترة من 2011 وحتى 2015 ، وبرغم ذلك بقيت مستويات انتقال الاسلحة المصدرة والمستوردة على مستوى العالم عند مستويات قريبة من ذروة ارتفاعاتها التى كانت سائدة فى فترة الحرب الباردة . وبرغم جائحة كورونا ، لفت التقرير الى انه من المبكر جدا الجزم بأن فترة النمو السريع لحركة الاتجار فى السلاح على مستوى العالم التى استمرت على مدى العقدين الماضيين قد انتهت وهو ما اكده البروفيسور بيتر وايزمان كبير باحثى / سيبرى / فى برنامج شئون التسلح والانفاق العسكرى والذي قال " انه اذا كان من المنطقى فى ظل تداعيات جائحة كوفيد – 19 ان تقوم بعض بلدان العالم باعادة النظر فى مشترياتها من الاسلحة ، الا ان بلدانا عديدة فى العالم ابرمت اتفاقات كبرى لشراء اسلحة فى خضم ذروة وباء كورونا فى العام 2020 " . ولفت التقرير الى نمو صادرات السلاح الامريكى والفرنسى والالمانى الى اسواق العالم ، مقابل تراجع صادرات السلاح الصينى والروسى فى الفترة من 2016 وحتى 2020 مقارنة بالفترة من 2011 و حتى 2015 ، موضحا ن صادرات السلاح الامريكى نمت من 32 الى 37 فى المائة خلال فترتي المقارنة المشار اليهما لتحافظ الولايات المتحدة على صدارتها لقائمة اكبر مصدرى السلاح فى العالم ، وقد أدى هذا الفارق الارتفاعي الى توسيع الفجوة بين مكانة الولايات المتحدة وروسيا كلاعبين اساسيين فى أسواق تصدير السلاح الدولية وأبقى على الولايات المتحدة فى الترتيب الأول عالميا كمصدر للسلاح فى العالم . وخلال الفترة من 2016 وحتى 2020 ، صدرت الولايات المتحدة أسلحة لـ 96 دولة على مستوى العالم محتفظة باكبر قائمة من الزبائن الدوليين لكبار بلدان تصدير السلاح فى العالم ، واستحوذت بلدان الشرق الاوسط على نسبة 47 فى المائة من صادرات الأسلحة الامريكية لكافة مناطق العالم . وبالنسبة لفرنسا .. رصد تقرير سيبرى، نموا نسبته 44 فى المائة فى صادراتها التسليحية الى اسواق العالم خلال الفترة من 2016 وحتى 2020 مقارنة بالفترة من 2011 وحتى 2015 مستحوذة على حصة قدرها 2ر8 فى المائة من حجم سوق السلاح العالمي خلال الفترة المذكورة محتلة بذلك الترتيب الثانى عالميا كأكبر بائع للسلاح بعد الولايات المتحدة . واحتلت ألمانيا الترتيب الثالث عالميا كأكبر بائع للسلاح فى العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا ، حيث ارتفعت نسبة مبيعات الأسلحة الألمانية خلال الفترة من 2016 وحتى 2020 بنسبة 21 فى المائة عنها خلال الفترة من 2011 وحتى 2015 وسيطرت بذلك على حصة قدرها 5ر5 فى المائة من حجم حركة تجارة السلاح فى العالم خلال الأعوام الخمسة الماضية . وبالنسبة لروسيا ، فقد عادلت صادراتها من الأسلحة خلال الفترة من 2016 و حتى 2020 نسبة 20 فى المائة من حجم تجارة السلاح فى العالم متصدرة الترتيب الرابع عالميا وذلك على الرغم من تراجع مبيعات السلاح الروسى بنسبة 22 فى المائة تقريبا عن معدلاتها خلال الفترة من 2006 وحتى 2010 ، كما بقيت الهند بمثابة المشترى الأهم للسلاح الروسى خلال الاعوام الخمسة المنصرمة وذلك على الرغم من تراجع واردات الهند من السلاح الروسى بنسبة 53 فى المائة ولتصبح الهند بذلك مسؤولة عن تراجع لا تقل نسبته عن 90 فى المائة من صادرات السلاح الروسى لكافة بلدان العالم خلال فترتى المقارنة . وتقول اليكساندرا كيموفا الباحثة فى معهد سيبرى،إن واردات الصين من السلاح الروسى خلال الأعوام الخمس الماضية قد خففت من اثر تراجع الطلب الهندى على السلاح الروسى . واحتلت الصين الترتيب الخامس فى قائمة مصدرى السلاح الكبار فى العالم خلال الفترة من 2016 وحتى 2020 اذ تراجعت صادراتها من الاسلحة بنسبة 8ر7 فى المائة خلال تلك الفترة مقارنة بالفترة من 2011 و حتى 2015 كما سيطرت امدادات السلاح الصينى المباع لبلدان العالم على نسبة 2ر5 فى المائة من حجم الطلب العالمى على الاسلحة خلال الاعوام الخمسة الماضية ،وكانت باكستان وبنجلاديش على راس قائمة زبائن الصين المشترين لاسلحتها . ورصد التقرير تراجعا نسبته 59 فى المائة فى واردات تركيا من الأسلحة بين عامى 2016 و 2020 مقارنة بالفترة من 2011 وحتى 2015 وهو ما عزاه التقرير الى وقف الولايات المتحدة توريد المقاتلات / اف – 35 / لتركيا فى العام 2019 نتيجة اقدام انقرة على شراء منظومات دفاع جوى روسية متطورة . وبحسب تقرير سيبرى،جاءت دول اسيا والايقيانوس ( استراليا وما حولها من جزر ) كأهم مناطق العالم شراء للسلاح اذا تدفقت اليهما نسبة 42 فى المائة من امدادات السلاح المباع عالميا خلال الاعوام الخمسة الماضية ، وكانت الهند واستراليا والصين وكوريا الجنوبية وباكستان فى صدارة أهم دولها المشترين للسلاح المستورد فى العالم . وخلال الفترة من 2016 وحتى 2020 مقارنة بالفترة من 2011 وحتى 2015 ، جاءت اليابان فى الترتيب الأول اسيويا استيرادا للسلاح بزيادة نسبتها 124 فى المائة ، وكذلك رصد التقرير ارتفاعا فى مستويات طلب تايوان على شراء السلاح الأمريكى خلال العام 2019 لاسيما الطائرات الأمريكية المقاتلة . وخلال نفس فترتي المقارنة تراجعت واردات الهند من الأسلحة بنسبة 33 فى المائة وهو ما أثر على المستوى العام لصادرات السلاح الروسى وذلك بالنظر الى كون روسيا موردا أساسيا للسلاح الى الهند ، كذلك تراجعت واردت الهند من الأسلحة الأمريكية خلال الاعوام الخمسة الماصية بنسبة 46 فى المائة من سابقتها .ويقول خبراء "سيبرى" إن الهند تتبنى سياسة كبرى لتنويع مصادر تسلحها وانهاء قصر الاعتماد على روسيا والولايات المتحدة كمصدرين وحيدين لمشرياتها التسليحية من الخارج. ورصد تقرير "سيبري" انه خلال الفترة من 2016 وحتى 2020 تراجعت صادرات السلاح البريطانى الى الاسواق الدولية بنسبة 27 في المائة ، مقارنة بالفترة من 2011 وحتى 2015 ، وسيطرت بريطانيا على نسبة قدرها 3ر3 فى المائة من سوق السلاح العالمي خلال الأعوام الخمسة المنصرمة . كما رصد التقرير طفرة فى صادرات إسرائيل من الأسلحة فيما بين 2011 وحتى 2015 / و/ 2016 حتى 2020 / بلغت نسبتها 59 فى المائة ، حيث سيطرت إسرائيل على نسبة قدرها 3 فى المائة من حجم سوق السلاح العالمى خلال الأعوام الخمسة المنصرمة . كذلك ارتفعت صادرات كوريا الجنوبية من الاسلحة ونظم الدفاع خلال الاعوام الخمسة الماضية / 2016 – 2020 / بنسبة 210 فى المائة مقارنة بالفترة / 2011 - 2015 / وسيطرت بذلك على حصة نسبتها 7ر2 فى المائة من حجم سوق السلاح العالمى فى الأعوام الخمسة الماضية . وبالنسبة لافريقيا .. كان انخفاض مشتروات السلاح للبلدان الافريقية هو السمة الغالبة خلال الفترة / 2016 – 2020 / مقارنة بالفترة / 2011 – 2015 / وبلغت نسبة هذا الانخفاض 13 فى المائة ، وبرغم ذلك بقيت دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تشكل سوقا رائجا للسلاح الروسى الذى عادل نسبة 30 فى المائة من واردات البلدان الأفريقية فى تلك المنظقة من الاسلحة خلال الاعوام الخمسة الماضية .وجاءت الصين في ىالترتيب الثانى بعد روسيا كأكبر مصدر للسلاح لمنطقة افريقيا جنوب الصحراء / 20 فى المائة / ،تلتها فرنسا / 5ر9 فى المائة / ثم الولايات المتحدة / 4ر5 فى المائة . وعلى صعيد استيراد الاسلحة جاءت الصين كأكبر مستورد للسلاح فى شرق اسيا خلال الاعوام الخمسة الماضية حيث عادلت مشترواتها من الاسلحة نسبة قدرها 7ر4 فى المائة من حجم معروض الاسلحة فى الاسواق الدولية . ووفقا للتقرير، فتح التوتر بين ارمينيا وأذربيجان خلال الاعوام الخمسة الماضية والذى انتهى بمواجهة مسلحة فى اقليم ناجورنو كرباخ المتنازع عليه كلا البلدين على شراء ترسانات أسلحة كبيرة وبناء قدرات دفاعية متقدمة استفادت منه روسيا التى عادلت صادراتها الى ارمينيا نسبة 94 فى المائة من مشتروات السلاح الارمينى ، فيما اعتمدت اذربيجان على اسرائيل فى توفير نسبة لم تقل عن 69 فى المائة من اسلحتها المشتراة من الخارج فى مواجهة أرمينيا .
مشاركة :