نصح وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن بالتعامل بكل قوة وعنف مع النظام الإيراني الحالي، وشدد على أن أسلوبا آخر لن يفيد نفعا معه.وقال «إن أمريكا ستكون أقل أمانا إذا انضمت إلى الاتفاق النووي السيئ مع إيران، مشددا على أن النظام الإيراني لا يفهم إلا لغة القوة وعندما أظهرناها تراجع بشدة»، وفقا لقناة (العربية)، وأشار في مقابلة صحفية أنه إذا تخلصت هذه الإدارة من حملة الضغط وعادت إلى الاتفاق السيئ الذي عقدته مع إيران عندما كان الرئيس باراك أوباما في منصبه، فستكون أمريكا أقل أمانا، وأضاف «سيكون الشرق الأوسط أقل أمنا. وستكون المنطقة بأكملها أقل استقرارا». القوة فقطوأشاد وزير الخارجية الأمريكي السابق بالعمل الكبير الذي قامت به إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب مع إيران، قائلا «إن الولايات المتحدة في عهد ترمب أحرزت تقدما مع إيران. ومع ذلك أشار أيضا إلى أن إدارة ترمب لم تكن قادرة على التوصل إلى اتفاق يمنع إيران من امتلاك سلاح نووي»، وقال «الإيرانيون يفهمون القوة. إنهم يفهمون العزيمة ولقد أظهرنا ذلك. وعندما فعلنا تراجع الإيرانيون».وأكد «لم نصل إلى حيث كنا نأمل أن نحقق فيما يتعلق بحمل إيران على التنحي والدخول في اتفاق كان من شأنه أن يمنعها في الواقع امتلاك سلاح نووي، لكننا صنعنا الكثير من التقدم».وأشار «سواء كانت الصين أو إيران أو أي تهديدات من جهات خبيثة في أجزاء أخرى من العالم، أو منظمات إرهابية، فإن ما يفهمونه هو القوة. إنهم يفهمون القائد الذي هو على استعداد لفعل الشيء الصحيح لتأمين الحرية الأمريكية كل يوم وآمل ألا تتخلص هذه الإدارة من كل ذلك».وتخلى ترمب عن الاتفاق النووي الإيراني، المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، في مايو 2018. ثم فرض الرئيس السابق عقوبات مشددة على طهران كما حذر ترمب الحلفاء من أنهم قد يواجهون قيودا مماثلة إذا ساعدوا إيران.دعم الارهابوتأتي تصريحات بومبيو بعد أن اعترف قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، بدعم النظام الإرهابي للحوثيين في اليمن لضرب المدنيين في دول الجوار، وأكدت (العربية) أن التصريح الأخير يحمل إشارات لافتة بخصوص دعم إيران للحوثيين في اليمن، وتحديدا ما يتصل بالهجمات الأخيرة التي شنها الحوثيون ضد أهداف مدنية وأحياء سكنية في المملكة العربية السعودية، خلال الأيام الأخيرة.وفي الكلمة التي أدلى بها قاآني في مجمع آيات الله الثقافي بالعاصمة الإيرانية، طهران، قبل أيام قليلة، قال «إن ميليشيات الحوثي نفذت «خلال أقل من 10 أيام 18 عملية دقيقة ضد السعودية»، بحسب وكالة (تسنيم) الإيرانية، التابعة للحرس الثوري الإيراني، لافتا إلى مواصلة طهران تقديم الدعم إلى قوى المقاومة ضد الاستكبار العالمي، حسب وصفه، وتابع «هذه القوى سوف تتصدى للمستكبرين المدججين بالسلاح حول العالم».إرهاب وتكسيروشددت (سكاي نيوز عربية) على أن تصريحات قاآني لم تخل من الهجوم التقليدي والمتكرر على الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، حيث قال «إن صوت تكسير عظام أمريكا سوف يسمع في الوقت المناسب»، وقد عرج على حادث مقتل قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، بينما اعتبره سيتسبب بقلق دائم لأمريكا.وأضاف «إن الأمريكيين وبعد أن تحملوا هم أنفسهم بصورة رسمية مسؤولية اغتيال القائد سليماني، لن يكونوا مرتاحي البال بعد الآن، وهم يشعرون بين أنفسهم بالتعاسة والعجز».وتزامن حديث قائد فيلق القدس وإشارته إلى الاعتداءات الحوثية على السعودية، مع التصعيد الميداني الذي تقوده الميليشيات المدعومة من طهران في اليمن، وكذا رفض الحوثيون، الجمعة الماضية، للخطة الأمريكية الخاصة بوقف إطلاق النار، وذلك بعد الإدانات الأممية التي صدرت على خلفية المعارك المحتدمة في محافظة مأرب اليمنية، حيث قال المبعوث الأمريكي الخاص باليمن تيم ليندركينغ، «إن خطة متماسكة لوقف إطلاق النار في اليمن مطروحة الآن على الحوثيين لعدد من الأيام»، وتحظى بـدعم من السعودية.نشاط محمومواستنكر بيان أممي مشترك النشاط العسكري المحموم للحوثيين باتجاه مأرب، وجاء فيه «نحن، حكومات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، نندد بالهجوم الحوثي المتواصل على مدينة مأرب والتصعيد الكبير في الهجمات التي يشنها ويعلنها الحوثيون ضد السعودية».وأكد المبعوث الأمريكي الخاص باليمن، الذي تحدث إلى مجلس الأطلسي «لدينا الآن خطة متماسكة لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد بعناصر من شأنها أن تعالج على الفور الوضع الإنساني المزري في اليمن، وهذه الخطة معروضة على قيادة الحوثيين لعدد من الأيام».وقال ليندركينغ «بشكل مأساوي ومربك إلى حد ما بالنسبة إلي، يبدو أن الحوثيين يعطون الأولوية لحملة عسكرية للسيطرة على مأرب... بدلا من وقف الحرب ونقل المساعدات إلى الشعب اليمني».عدوان وتخريبونقلت (سكاي نيوز) عن الدكتور سالم اليامي المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودي القول «اعتراف قائد فيلق القدس بدعم نظامه الصريح للهجمات التي يشنها الحوثيون ضد أهداف مدنية في المملكة، جاء ليؤكد حقائق لم تكن غائبة عن عين أحد، كما أن المملكة العربية السعودية تدركها جيدا، وهي أنها تخوض حربا ضد أذرع طهران الطائفية التي أطلقتها على مدار أربعة عقود، ومنذ اندلاع الثورة الإيرانية، عام 1979، بينما لم يترتب عليها سوى النزاع المذهبي في المنطقة».ويضيف اليامي «أكد قاآني ما سبق وذهبت إليه المملكة العربية السعودية بخصوص ضرورة أن يكون هناك تحركا أمميا لمنع وصول السلاح الإيراني إلى الجماعة الإرهابية الحوثية في اليمن، ومن ثم، إيجاد حل شامل في اليمن، إذ أن هذه التصريحات التحريضية المدعومة بالممارسات السياسية العدوانية تؤكد أن أيران وأدواتها التخريبية في المنطقة هم من يقوضون الأمن والسلم الدوليين، ويسعون إلى مزيد من الدمار، والخراب في المنطقة».شعور بالخسارةوأوضح الباحث المتخصص في الشأن الإيراني والمراقب الدولي العسكري السابق لدى الأمم المتحدة، الدكتور كامل الزغول، أن حديث قائد فيلق القدس يحمل دلالتين على مستوى التوقيت وكذا السياق السياسي، إذ إنه يبعث برسائل مباشرة، محليا وإقليميا، وقال لـ(سكاي نيوز عربية) «إن القادة العسكريين في إيران عادة ما يطلقون تصريحات مثيرة عندما يشعرون ببوادر خسارة سياسية وعسكرية، ولذلك أطلق قاآني تصريحاته بالتزامن مع مؤشرات حدوث خسارة للحوثيين عسكرية في مأرب».ويلفت الزغول إلى أن تصريحات قاآني جاءت بالتزامن مع ذكرى الحرب العراقية الإيرانية، وهو الأمر الذي عده بأنه توظيف سياسي محض يستهدف التعبئة العاطفية للمواطنين، واستدعاء ذاكرة الحرب المتخمة بالأحداث، للتغطية على الأزمات الاقتصادية والمعيشية اليومية للمواطنين في ظل التضخم الاقتصادي والبطالة وارتفاع الأسعار، ومن ثم إيجاد مبررات لممارسات الحرس الثوري، والتعمية على المشكلات».
مشاركة :