قال الشاعر جميل صدقي الزهاوي :الأقوياء بكل أرض قد قضواأن لا تراعى للضعيف حقوقيقول المثل (أسد علي وفي الحروب نعامة) فالنظام السوري الذي يقوده الجزار بشار يقف عاجزا وضعيفا ومتفرجا على قوي خارجية تسرح وتمرح على الأراضي السورية فمثلا الجيش التركي اجتاح مناطق مثل عفرين وفي الطريق منبج وهي تقطنها أغلبية كردية من أصول سورية وقد وصف النظام السوري هذا التدخل التركي بأنه اعتداء على السيادة والأراضي السورية وأنه يرفض هذا التدخل ولكن لأنه أمام الجيش التركي هو مجرد فأر وليس أسد وحتى الكيان الصهيوني طائراته تخترق الأجواء السورية بشكل يومي وتقصف المنشآت التي تريدها بدون طلقة واحدة من الجيش السوري لأن الجزار بشار أسد على الشعب السوري وفي الحروب ضد القوى المحتلة مجرد نعامة ولذلك هو فاقد الشرعية.الأنكى والأدهى في هذا النظام الدموي أنه لم يكتفِ بقصف المدنيين من الأطفال والنساء وكبار السن في محافظة إدلب وكذلك الغوطة الشرقية بالبراميل المتفجرة بل لازال يستخدم السلاح الكيماوي فقد سقط عدد من المدنيين من سكان مدينة سراقب في محافظة إدلب نتيجة الاختناق بسبب استخدام النظام السوري غاز الكلور وهي حالات موثقة وليس هناك شك في حدوثها ورغم ذلك فالمجتمع الدولي والقوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا تقف متفرجة وتكتفي فقط بالإدانة والشجب وعقد جلسات لمجلس الأمن لإصدار قرارات مجرد حبر على ورق وهذا النظام لايفهم لغة الحوار بل لغة القوة والحديد والنار .كان هناك بصيص من الأمل بعد تصريح لمسؤول أمريكي رفيع المستوى وأيضا تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون التي هددت بالرد بضربات جوية إذا وقع هجوم كيماوي جديد وهذا الهجوم قد وقع في مدينة سراقب وهناك حالات اختناق وكذلك ضحايا ورغم ذلك اكتفت الدول الكبرى التي ذكرناها فقط بالتهديد بدون أي إجراء فعلي .أيضا الجيش الروسي يشن ضربات جوية وحشية على مناطق الغوطة الشرقية وقد قصف بالأمس المنطقة المأهولة بالمدنيين السوريين العزل بطريق وحشية واستهدف أسواقا شعبية وأيضا مساجد ومستشفيات فليس هناك محرمات وكل ذلك انتقاما على سقوط طائرة حربية روسية ومقتل قائدها وقد أعلن تنظيم الشام مسؤوليته عن إسقاط الطائرة وقتل قائدها وكان المفروض التركيز على المناطق التي يسيطر عليها هذا التنظيم وليس الأبرياء من المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ كبار السن الذي لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب المجنونة التي تحرق الأخضر واليابس والمدنيين الأبرياء.إن نظام الجزار بشار وأيضا النظام الروسي وكذلك الراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني الذي يشارك بقوة في الحرب السورية وهي تشكل محور الشر الذي لا يفهم إلا لغة القوة ولذلك سوف يستمر في استخدام السلاح الكيماوي غير مكترث بتهديدات أمريكا وفرنسا لأنها مجرد استعراض وشو إعلامي بدون اتخاذ إجراءات عسكرية على الأرض وضرب المطارات السورية التي تنطلق منها الطائرات السورية كما حدث عندما قصفت الطائرات الأمريكية مطارا سوريا وذلك في أول رد أمريكي في عهد الرئيس ترامب الذي اكتفى هذه المرة بالتهديد بدون تحرك على الأرض.لاشك أن مايحدث في سوريا من قصف وحشي واستخدام السلاح الكيماوي من قبل نظام الجزار بشار وكذلك القصف الوحشي للطيران الروسي على أسواق شعبية ومدارس ومستشفيات في منطقة الغوطة الشرقية جعلت مصداقية الإدارة الامريكية والرئيس الأمريكي ترامب وكذلك الرئيس الفرنسي ماكرون على المحك فهم قد هددوا باستخدام القوة إذا استمر النظام السوري في استخدام السلاح النووي ولذلك المجتمع الدولي والدول المحبة للسلام تراقب الوضع وتنتظر من الرئيس الأمريكي والفرنسي الرد عسكريا على نظام الجزار بشار ومنع استخدامه للسلاح الكيماوي المحرم دوليا ومحاسبة دول محور الشر على الجرائم ضد البشرية والإنسانية التي ترتكبها ضد الشعب السوري الأعزل ومحاكمة هذه الأنظمة الدكتاتورية من خلال تقديم الأدلة وتحريك القضايا في محكمة الجنايات الدولية حتى لا يفلت هؤلاء المجرمون من العقاب وتقديمهم للمحاكمة الدولية كما حدث مع مجرمي الحرب في البوسنة . نعتقد أن الحرب السورية سوف تشهد المزيد من التصعيد والتعقيد نظرا للتدخل التركي الذي حتما سيؤدي إلى بروز تنظيم كلاب النار داعش من جديد وأيضا تدخل روسيا عسكريا بقصف المدنيين الأبرياء بوحشية مما يعيد بروز جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية ولا ننسى الراعي الرسمي للإرهاب النظام الإيراني الذي يقوم بتهجير الأهالي والتطهير العرقي للمناطق تمهيدا لتحويل سوريا والعراق إلى محافظات إيرانية وهذا يعني العودة إلى المربع الأول في غياب معارضة سورية فاعلة وجيش حر مشرذم يساند الغزو التركي لسوريا هذا إذا لم يكن هناك تحرك فعلي وحازم من الإدارة الأمريكية والفرنسية وطبعا الاتحاد الأوروبي والدول الإقليمية المؤثرة مثل المملكة العربية السعودية لوضع حد لهذه الحرب المجنونة وإنهاء معاناة الشعب السوري المغلوب على أمره.أحمد بودستور
مشاركة :