لو تركنا جانبا المدمنين على المخدرات لطبيعة مشكلتهم العويصة التي تجعلهم خارج السيطرة، وأخذنا الناس الأصحاء، نجد أنفسنا نتساءل ما الذي جعل بعض الكويتيين يستسهلون الجريمة بمختلف أنواعها، ولا يترددون في ارتكابها بدون أدنى اهتمام بأن يوصفوا بالسفالة والنذالة والخساسة. ما الذي جعل أبناء وأحفاد من كانوا يعملون ألف حساب للشرف والأخلاق الرفيعة وحسن الصيت لا يحفلون بذلك ولا يأبهون به، بل ويسخرون من الذين لا يزالون متمسكين بالمبادئ والأخلاق الحسنة التي كان يتصف بها رعيلنا الأول. ما الذي جعل هؤلاء يرحبون بالمال الحرام مهما كانت مصادره، ويقبلون بالأكل من أموال السحت هم وعيالهم بلا أدنى إحساس بالذنب أو الخوف من الله. كيف انقلبت الأحوال في الكويت فأصبحت جرائم الرشاوي والاختلاسات والسرقات وغيرها أكثر من الهم على القلب، وصار عباد الدينار لا يمتنعون عنها حتى لو كان فيها خيانة للوطن كما حدث مؤخرا مع عصابة المطار. الكويتيون الثلاثة إمرأتان ورجل الذين رضخوا لوافدين فاسدين وساعدوهم في جرائمهم المنكرة وصمة عار في جبين الكويت مثلهم مثل أعضاء خلية العبدلي فجميعهم يمثلون تهديدا للأمن في البلد لا أطال الله لهم في عمر، ولا بارك لهم في ولد، ولا زاد لهم في مال. هؤلاء الفاسدون لا يمكن أن يكونوا نتاج بيئة طيبة تخشى الله، وما درسوه في المدارس عن الحلال والحرام، وما قرأوه من آيات قرآنية وأحاديث نبوية عن ذلك الموضوع مؤكد أنها لم تتجاوز حناجرهم، ويبدو أنهم واثقون من طول العمر، ومتأكدون من نسيان الموت لهم، وحتى الجنة والنار تبدوان خياليتان، وبعيدتان عن التصديق بالنسبة لهم، وإلا فهل يعقل كل ذلك الإندلاق والانسكاب على مال هو في الأول والآخر لا بركة فيه لأنه جاء من مصدر غير شرعي. عموما نذكر بالحكمة التي تقول يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وهناك بشر تخاف ما تختشيش، وما لم تطبق العقوبات على هؤلاء المجرمين فسيظل الفساد يتنامى حتى يغطي البلد كله ووقتها ليرحمنا الله برحمته. عزيزة المفرج
مشاركة :