في الوقت الذي ترتكب فيه ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، انتهاكات جسيمة بحق المهاجرين الأفارقة، كان آخرها إطلاق مقذوفات على مركز احتجازهم في صنعاء، ما تسبب في وفاة العشرات منهم، ومطاردتهم وإجبارهم على النزوح عبر الحدود، حيث قام التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بتسهيل عملية نقل 160 مهاجرا أفريقيا جوا من اليمن برعاية أممية، وتثبت المملكة في كل مرة أنها بلد الإنسانية والعدالة البشرية ولا تبحث عن مجد دولي كما تبحث عنه ميليشيا الحوثي. وسعت الميليشيا لإجبار ممثلي الجاليات على نفي جرائمها بحق المهاجرين، وتجنيدهم القسري والزج بهم في المعارك دون أي إنسانية أو رحمة، واستغلاهم بدون وجه حق في عمليات انتحارية. وطالبت منظمة "هيومن رايتش ووتش" الحقوقية، بإدراج الحادث ضمن التحقيقات الجارية في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، واتّهمت المنظمة، الميليشيا بإطلاق "مقذوفات مجهولة" على مركز احتجاز لمهاجرين أفارقة في صنعاء خلال تظاهرة للمطالبة بتحسين ظروف إقامتهم. وطالبت المنظمة بالسماح للفِرق الإنسانية بمساعدة المحتاجين. قصف حوثي لمركز احتجاز أفارقة في صنعاء.. والميليشيا تتعمد الإضرار بهم وقالت نادية هاردمان، باحثة حقوق اللاجئين والمهاجرين في "هيومن رايتس ووتش": "يشكّل استخدام الحوثيين المتهور للأسلحة، الذي أدى إلى موت عشرات المهاجرين الإثيوبيين احتراقاً، تذكيراً مروعاً بالمخاطر المحدقة بهم في اليمن"، مطالبة بمحاسبة المسؤولين والتوقف عن احتجاز المهاجرين في مرافق سيئة تهدد حياتهم وأوضاعهم. ولفتت المنظمة إلى أنه يتعين على الحوثيين التواصل بشكل عاجل مع السلطات الإثيوبية التي يقبع مواطنوها في مراكز الاحتجاز اليمنية الخاضعة لسيطرتها. وأضافت هاردمان: "إن على الحكومات المانحة تقديم دعم إضافي لإعادة دمج المهاجرين في مجتمعاتهم المحلية، لمساعدة الذين واجهوا رعباً وصدمة لا يمكن تصورهما". فيما أعلن التحالف العربي بقيادة المملكة، الثلاثاء، تسهيل نقل 160 مهاجرا أفريقيا جوا من اليمن. وقال المتحدث المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف "تحالف دعم الشرعية في اليمن" العميد الركن تركي المالكي، إن عملية نقل المهاجرين تمت برعاية الأمم المتحدة وبالتنسيق مع الحكومة اليمنية. وأوضح المالكي، أن تسهيل عملية نقل المهاجرين الأفارقة يأتي ضمن الجهود الإنسانية للتحالف، مؤكداً أن الميليشيا ارتكبت انتهاكا جسيما بحق المهاجرين في صنعاء. ونشب الأسبوع الماضي، حريق في مستودع مجاور لمبنى الهجرة والجوازات بصنعاء، كان يضم أكثر من 350 مهاجراً فيما كان هناك قرابة 900 مهاجر، معظمهم من الإثيوبيين، في المبنى المجاور الذي تحول إلى سجن مكتظ باللاجئين. وقالت منظمة الهجرة الدولية إنها عالجت أكثر من 170 شخصًا من المصابين، وأنه لا يزال العديد منهم في حالة حرجة. وذكرت المنظمة أن ميليشيات الحوثي تفرض إجراءات أمنية على المستشفيات التي نقل الجرحى إليها وتمنع الوصول إليهم. وأوضح د. محمد الهدلاء، الخبير الاستراتيجي، لـ"الرياض"، أن "هيومن رايتس ووتش" تقول في تقرير -سابق- خجول إن استخدام الحوثيين للسلاح تسبب في هلالك إثيوبيين ولم تتكلم عن مئات منهم، وقال استخدمت مصلح "سوء استخدام السلاح" من الحوثيين ولم تتكلم عن حرق وإبادة جماعية للأثيوبيين. وربط، أمجد طه، الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات أبحاث الشرق الأوسط، ماحدث من الحوثيين، في لقاء مع "الرياض"، بانتهاكات إيران للمهاجرين الأفغان في أراضيها، مطالبا بتدويل هذه الانتهاكات من مجلس حقوق الانسان وعدم الوقوف على تقارير من "هيومن رايتس ووتش" والذهاب بهذا الملف إلى مجلس حقوق الإنسان والبرلمان الأوروبي والإدانة الدولية للانتهاكات للمهاجرين، بل أخذ هذا الملف إلى محكمة العدل الدولية في (لاهي) لإدانة من شارك بصورة مباشرة وغير مباشرة في السماح باستخدام الأسلحة في هذه الانتهاكات من الحوثيين والداعمين والممولين له، والذين قد يذهبون إلى أبعد من ذلك في تهديد السفارات والسفراء، لاسيما عندما تقترب دول التحالف العربي من صنعاء سيبدؤون بخطف السفراء واقتحام السفارات لتمديد أمد الحرب واستغلال ذلك في عمليات تفاوض ومطالبات بمكاسب، وهذا ديدن النظام الإيراني وحدث ذلك من قبل من عمليات خطف للسفراء واقتحام السفارات في العراق وداخل إيران، وسنكون أمام هذا السيناريو إن لم يكن هناك إدانة دولية ووضع أدوات لمنع الحوثي من القيام بمثل هذه الأفعال، والحل في المنع هو الاستمرار في دعم التحالف العربي بقيادة المملكة. ويرى أحمد الركبان، المحلل السياسي، في حديثه لـ"الرياض"، أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" تسعى للوصول إلى المجرمين في دول العالم وخاصة في المناطق التي تشتعل فيها الحروب، واليوم يثبت الحوثي أنه جماعة إرهابية، والدليل عندما اتهمته "هيومن رايتس ووتش" بإرسال مقذوفات مجهولة على سجناء من الأفارقة واحتراقهم ووفاة الكثير منهم، حتى إن الشعب اليمني استنكر هذه الجريمة النكراء من الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء وبعض المناطق القريبة منها. وأكد الركبان، أن إدراج الحوثي في التحقيقات الجارية يدل دلالة تامة أن الإجراء الذي اتخذه الرئيس الأميركي "بايدن" تجاه الحوثي بفتح المجال لهم وإلغاء قرار إدراج وتصنيف ميليشيا الحوثي في اليمن، من قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية، كان إجراء لم يجانبه الصواب، مطالبا بإعادة نظر الحكومة الاميركية في هذا القرار حتى لا تتوسع نفوذ هذه الجماعة الإرهابية في المناطق المشتعلة العربية والإسلامية. ويقول د. محمد مسعود القحطاني، محلل سياسي، لـ"الرياض"، إن الحوثيين عصابة مجرمة، احتلوا اليمن بالقوة ودمروا ممتلكاته ومواطنيه وشردوا أبناءه ونهبو ممتلكاته، وأصبح اليمن اليوم يعاني سياسيا واقتصاديا وإنسانيا، حتى وصل إجرامهم للمهاجرين، من سجن وتعذيب وإحراق في مشاهد يندى لها الجبين. حيث أصدرت مجموعة من القرارت لهذه الوحشية من الميليشيات. وبهذا الخصوص استنكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" والتي تتهم ميليشيا الحوثي بالتسبب في وفاة العشرات من المهاجرين في صنعاء، كما تطالب الأمم المتحدة بإدراج هذه الافعال المشينة ضمن التحقيقات الجارية في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن. ويأتي إعلان المملكة عن تبرعها بمبلغ 430 مليون دولار أميركي، لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة لدعم اليمن لعام 2021، عن طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية خلال مؤتمر المانحين لليمن للعام 2021، برعاية الأمم المتحدة وسويسرا ومملكة السويد، متواصلا مع وقوف المملكة منذ انقلاب الميليشيا الحوثية الإيرانية على الشرعية اليمنية، ولتأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله- في كل مرة أن أمن وأمان اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المملكة، وأن الشعب اليمني الشقيق حاضر في وجدانه بحكم العلاقات التاريخية بين البلدين، ووشائج القربى بين الشعبين، التي تزيدها الأيام تواصلا مهما كانت الأحداث قاسية وأليمة، جراء ما اقترفته الميليشيات الحوثية الإيرانية من انتهاكات بحق الحكومة الشرعية، والشعب اليمني، الذي ما زال يعيش أوضاعا مأساوية جراء الاستحواذ على السلطة لتنفيذ أجندات إيرانية، أوصلت اليمن إلى ما هو عليه اليوم.
مشاركة :