إضراب الصيدليات وتوزيع حصص من الوقود مع تفاقم الغضب في لبنان

  • 3/18/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أضربت صيدليات في أنحاء لبنان عن العمل، اليوم الخميس، وحددت محطات البنزين حصصا لتوزيع الوقود الشحيح مع تنامي الغضب الشعبي إزاء الانهيار الاقتصادي المتسارع في البلاد دون مؤشرات تُذكر على نهاية للمواجهة السياسية. فقد طلب الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس الأربعاء، من رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، الذي كُلف في أكتوبر/ تشرين الأول، تشكيل حكومة جديدة على الفور أو إفساح الطريق لآخر يستطيع ذلك. ورد الحريري قائلا إنه إذا لم يكن بمقدور عون الموافقة على التشكيلة التي قدمها للحكومة فإن على الرئيس أن يدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ومن المقرر أن يجتمع الرجلان اليوم الخميس مما يثير تكهنات بشأن ما إذا كانت ستحدث انفراجة بعد خلافات بين الفصائل دام شهورا. وهوت الليرة اللبنانية 90 % خلال أسوأ أزمة تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990. وأدى ذلك إلى سقوط كثيرين في براثن الفقر وعرَّض واردات أساسية للخطر مع تزايد شُح الدولار. وقال محمد الحاج علي من مركز كارنيجي للشرق الأوسط “نحن ننظر حقا إلى الهاوية، ونراها بوضوح شديد”، مشيرا إلى الإخفاق المستمر منذ وقت طويل في تشكيل حكومة جديدة قادرة على الاستمرار وإطلاق إصلاحات. وأضاف أن الأحزاب السياسية الرئيسية، ومنها جماعة حزب الله المدعومة من إيران وحليفة عون، تعيد تقييم مواقفها لأن التأخير يؤدي إلى تفاقم الانهيار الاقتصادي وتنامي الاضطرابات. وأخفق الساسة منذ أواخر 2019 في الاتفاق على خطة إنقاذ تمكّن لبنان من الحصول على تمويل خارجي يحتاجه بشدة. وقال دبلوماسي فرنسي أمس الأربعاء إن بلاده وشركاءها الدوليين سيحاولون زيادة الضغط على الساسة اللبنانيين في الأشهر المقبلة. وتقود فرنسا جهود مساعدة لبنان الذي كان مستعمرة فرنسية فيما مضى. إضرابات وإغلاقات انهارت الليرة اللبنانية بسرعة كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة وفقدت ثلث قيمتها، وهو ما دفع محلات البقالة للإغلاق أمس الأربعاء وحذرت المخابز من أنها قد تضطر إلى أن تحذو حذوها. كما أغلقت كثير من الصيدليات أبوابها اليوم الخميس ووضعت لافتات مضيئة مكتوب عليها إضراب. وقال الصيدلي علي عبيد، وهو من بيروت، إنه لم يعد في مقدوره تحمل النفقات. وأضاف “الصيدليات ستغلق بصورة دائمة لو استمر الوضع على ما هو عليه”. وأثارت تعليقات باحتمال إنهاء الدعم، بما في ذلك دعم الوقود والقمح والدواء، قريبا موجة شراء قوية. واصطفت السيارات أمام محطات الوقود هذا الأسبوع وأثارت مشاهد المشاجرات على السلع المدعومة في المراكز التجارية مخاوف اللبنانيين بخصوص احتياجاتهم الأساسية. وتسبب الانخفاض الحاد في قيمة الليرة في خروج المحتجين إلى الشوارع هذا الشهر حيث أغلقوا الطرق غضبا من الطبقة السياسية التي تهيمن على مقاليد الأمور منذ الحرب الأهلية.

مشاركة :