مقال : قصر المعاشيق بقلم : اللواء الركن . حسين بن محمد معلوي صحيفة أركان الإلكترونية

  • 3/18/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تفاءلت جميع الأوساط السياسية والشعبيه الخليجية واليمنيه بتوقيع المكونات اليمنيه بتاريخ ( ٥ نوفمبر ٢٠١٩ م ) على اتفاق المصالحه في الرياض بوساطة سعوديه ومشاركة تحالف دعم الشرعيه في اليمن بين الحكومة اليمنيه والمجلس الإنتقالي الجنوبي ثم أثمرت الجهود السعوديه الى توقيع ما عرف بإعلان بدء تنفيذ بنود اتفاق الرياض بتاريخ ( ٢٨ ربيع الآخر ١٤٤٢ ) بين الحكومة اليمنيه الشرعيه والمجلس الإنتقالي الجنوبي تحت رعاية سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبحضور سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي . لقد تفاءلت جميع الأوساط بهذا الإتفاق لأنه يعني الحفاظ على وحدة اليمن وتوحيد البندقية اليمنية ضد التوسع الإيراني في اليمن وغيره ، والذي يتفاخر المعممين في طهران بأن صنعاء صارت رابع عاصمه عربيه تسقط تحت السيطرة الإيرانيه . إن الشعب اليمني يتذكر كيف ابتدأت إيران في مؤآمرتها على اليمن عندما أوعزت للحوثي بالمشاركة في ثورة الشباب اليمنيه أو ثورة ( ١١فبراير ٢٠١١ م ) وهي سلسلة مظاهرات شعبيه نادت بإسقاط منظومة حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، ثم أوعزت للحوثيين بتنفيذ انقلابهم على الشرعية اليمنيه التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي في ( ٢١سبتمبر ٢٠١٤ م ) خلافاً لمخرجات الحوار الوطني الذي شاركوا فيه ووقعوا عليه ، وخلافاً للمبادره الخليجيه التي بموجبها سَلَّم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الحُكُم لنائبه عبدربه منصور هادي . ويتذكر الشعب اليمني كيف إحتضن الرئيس الضعيف هادي الحوثيين وسلمهم ووزير دفاعه الخائن محمد ناصر أحمد الهارب للأمارات مقاليد السلطة وقيادة الجيش والأمن ، ويتذكر اليمنيون كذلك كيف هربت الحكومة الشرعيه بقياد هادي الى عدن بعد الإنقلاب الحوثي واستقرت في عدن لممارسة مهامها من هناك ، ولكن الحوثي انطلق للحاق بها في عدن لإبادة تلك الحكومه والإستيلاء على عدن التي استولى عليها بالفعل مما أدى الى طلب الحكومة الشرعيه اليمنيه بقيادة هادي رسمياً بتدخل السعوديه التي انضم اليها ما عرف بالتحالف العربي لدعم وحماية الشرعيه اليمنيه ، وبسبب تدخل التحالف العربي بقيادة السعوديه تم إطرد الحوثي وإيران من عدن وعدد كبير من المديريات في المحافظات اليمنيه ، وكانت العمليات الجاريه مستمرة لتطهير اليمن من عملاء إيران الحوثيين واستعادة صنعاء وعودة الحكومة الشرعيه اليها لممارسة مهامها .. ولكن ماذا حدث ..؟. كانت أولى الخيانات من الرئيس صالح الذي انضم واتباعه الى الحوثيين نكاية بالشعب اليمني الذي اخرجه من الحكم بعد (٣٣) عاماً من حكمه الفاسد لليمن وبعد أن استلب وسلب كما تقول تقارير المصادر المختلفه (٦٠) مليار دولار من أموال الشعب اليمني . لقد سلم الرئيس صالح وأتباعه المتحوثين من حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده صالح الترسانة العسكرية لجماعة الحوثيين الذين تحولوا من عصابه الى قادة جيش وحكاماً وسلطه ، فكان من العجائب أن ترى أطفالاً حوثيين يحملون كل انواع الرتب العسكريه وترى من كان منهم بياعاً للأغنام المسروقه في سوق الطلح وقد صار وزيرا للدفاع وهو عبدالله يحي الحاكم ويكنى أبو علي الحاكم وترى محمد علي الحوثي الذي كان بائعاً للقات صار رئيساً للجيش واللجان الشعبيه ، وهذا على سبيل المثال أبو هادي أحمد هادي سوادي الذي كان حطَّاباً وصار قائد منطقة وقائد جبهه وقتل أخيراً في حجه وغيرهم كثيرون ومن هؤلاء القادة والسياسيون الهاشميون المتحوثون الذين صنعتهم الجمهوريه مثل العميد شرف غالب لقمان والمروني ويحي المتوكل ويوسف المداني وغيرهم بالآلاف الذين انقلبوا على الشعب وانضموا للحوثي .. وهناك من الأسباب فشل الحكومة الشرعيه التي يقودها في القيام بدورها واستئناسها لحياة الفنادق وفشلها في لم القوى اليمنية المؤثره ، وهناك من الأسباب تناحر الأحزاب اليمنيه والساسة اليمنيين والنخب إضافة الى الخيانات المتكرره المتعارف عليها والتي لا تجرم في العرف اليمني إنها تجري في دماء غير الشرفاء من اليمنيين كما يجري الدم في العروق .. فإذا أضفنا إستمرار الدعم ايران واذنابها في العراق ولبنان للحوثي بالمال والخبراء والسلاح وتدخلات الأمم المتحده والدول الكبرى التي تتماهى وتشرعن التوسع الإيراني والإنقلاب الحوثيين ومن ادلة ذلك منعها لتطهير الحديده ، ورفضها الحسم العسكري لطرد الحوثيين ، وتأتمر بأمرها بعض الدول الخليجيه والإقليميه وهذه من اسباب التي ادت الى استمرار الحرب الى يومنا هذا . ولعلنا نضيف الى قائمة الأسباب وجود ألوية قوات طارق محمد صالح عفاش على الشريط الساحلي الغربي ولم يتم تحريكها لفتح جبهات جديده ضد الحوثيين رغم اعدادها الكبيره وتسليحها الجيد وهذه القوات منطلقها حزبي مؤتمري وتأتمر بأوامر داعميها فقط . إلا أن المحزن والمؤسف والمخزي أن يظهر جسم سياسي وعسكري غريب في جنوب اليمن يسمى بالمجلس الإنتقالي لا يمثل كل المكونات السياسيه الجنوبيه ولا جميع شرائح سكان جنوب اليمن ومدعوم من جهة أو جهات معينه وتم تصميمه ليطالب بالإنفصال وليشغل الحكومة الشرعيه وجيشها الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل عن مقاومة الحوثي وقتاله . إن هذا الكيان السياسي المشبوه قدم في الماضي ويقدم الآن للحوثيين ولإيران خدمات سياسية وعسكريه ليس لها حدود ويكفي مشاغلته للجيش الوطني عن محاربة الحوثيين مما يعطيهم من الوقت ما يحتاجون اليه لترتيب أوضاعهم وبسط سيطرتهم والراحة من القتال . لقد نكث هذا التنظيم بعهده ووعده والتزامه الذي وقع عليه في إتفاق الرياض والذي شارك بموجبه في الحكومه التي عادت الى عدن لممارسة مهامها . وفي ذروة الإنتصارات العظيمه التي حققها الجيش الوطني والمقاومة الشعبيه ورجال القبائل في مأرب وفي تعز وفي حجه وفي غمرة هزيمة إيران والحوثيين وانهيارهم في مأرب وتعز يظهر للعالم هذا التنظيم ليحتل قصر المعاشيق مقر الحكومه التي هو جزء منها في عدن ليطعن الشرعية في الظهر وليشغلها مرة أخرى عن واجباتها ومتابعة تطهير اليمن ارضاً وشعباً من ايران وأذنابها الحوثيين . وهذا العمل المشين نكران وجحود وخيانة لما قدمته السعودية من جهود جباره لطرد ايران واتباعها من اليمن ليعود الشعب اليمني سيد نفسه وسيد أرضه وإذا كان سكان جنوب اليمن يريدون الإنفصال فيكون ذلك بالطرق المشروعة وممارسة حق الإستفتاء على تقرير المصير باتفاق جميع المكونات الجنوبيه وبالتفاهم مع السلطة الشرعيه ، ولكن كل ذلك يتم بعد طرد المحتل الإيراني وإبعاد شبح عودة الحكم الظلامي السلالي الإمامي لليمن حتى لا يزحف الشعب اليمني (الزنابيل) على ركبه لتقبيل ركب من يدعون انهم قناديل وسلالة هاشميه . لعل من المفيد تذكير ما يسمى بالمجلس الإنتقالي بأن محمد عبدالسلام عضو المكتب السياسي الحوثي قال في مقابلته مع قناة الجزيره في مساء الأربعاء ( ١٧ مارس ٢٠٢١ م – الموافق ٤ شعبان ١٤٤٢ هـ ) بأن الحوثيين لن يسمحون بانفصال جنوب اليمن مهما كان واللبيب بالإشارة بل بالتوضيح يفهم . قال تعالى (فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) اللواء الركن م / حسين محمد معلوي . قائد حرب درع الجنوب عام (٢٠٠٩م ).

مشاركة :