كان الناس يسمعون عن كثير من الأمراض ولكنهم لا يصابون بالهلع والخوف كما يحدث هذه الأيام على مستوى العالم . عندما ظهر فيروس كرونا (COVID-19) .. إهتز العالم كله خوفاً وهلعاً من هذا الفيروس الذي لا يُرى إلا بالميكروسوب . إن كثير من العلماء المختصين والمحللين والمراقبين على طول وعرض قارات العالم يحاولون أن يصلون إلى معرفة كيف ظهر الفيروس وما هو علاجه !. من الناحية الدينيه الإسلاميه ظهر كثير من العلماء لإيضاح أن ذلك وباء والوباء في الإسلام هو بأمر الله لقوله تعالى “وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ” وقال تعالى ” ظهر الفساد في البر والبحر ...” وذكر هؤلاء العلماء بأن ما اصاب الناس قد يكون عقوبة من الله وقد يكون تخويف للإرتداع عن الذنوب أو إبتلاء وتكفير عن السيئآت والمعاصي . أما في المجال السياسي والإقتصادي فقد لاحظ المراقبون الهلع والإرتباك والخوف الشديد الذي ظهر على أقطاب ساسة العالم في السياسة والإقتصاد . ولاحظ المتابعين الإتهامات الضمنيه والعلنيه المتبادله بين الصين وأمريكا ، فمن قائل إن امريكا هي التي انتجته وارسلته الى الصين كجزء من الحرب الكيميالوجيه وذلك لتدمير الصين سياسياً واقتصادياً لمنعها من التفوق على امريكا وإيقاف وصولها الى مركز القوه العظمى الوحيده وبالتالي إدارة العالم بالسيطره على النظام العالمي الجديد . وهناك خمسة باحثين فرنسيين اثبتوا بالوثائق وبراءآت الإختراع المسجله التي عرضوها بأن الفيروس أُنْتِج في أوروبا وأن معهد باستير الفرنسي له علاقة بالموضوع ، بينما يظهر رأياً آخر تحدث به الكاتب الأمريكي الشهير ( DeaN ROONTZ ) ( دين رونتز ) عام ( ١٩٨١ م ) في كتابه المسمى ( The Eyes of DarKness ) ( عيون الظلام ) حيث قال في كتابه ” إنه في سنة – 2020 ” أميركا سوف تنتج فايروس يقتل عدداً كبيراً من الناس وسوف ينطلق هذا الفيروس من مقاطعة يوهان بالصين وهذا ما حدث بالفعل وذكر الكاتب بأن الهدف هو ضرب إقتصاد الصين وتقليل عدد سكانها . إن ماذكره الكاتب الأمريكي لا يستبعد لأن أمريكا تحدد التهديدات المعاديه لها ثم ترسم خططها الإستراتيجيه لمعالجتها على المدى البعيد . وهناك رأي آخر يتهم الدول الكبرى بإيجاد هذا الفيروس لقتل اكبر عدد من سكان الأرض خاصة كبار السن ذوي المناعة الضعيفه للتخلص منهم بالدرجة الأولى لتخفيف أعباء السكان الغير مفيدين في نظر المخططين من هذه الدول ويعززون هذا الإحتمال بموقف رئيس الوزراء البريطاني ” بوريس جونسون ” الذي لم يكن يريد مكافحة المرض لولا ضغوط شعبه ومنظمة الصحة الدوليه . ويقول رأي فريق آخر بأنها مؤآمره تستهدف شعوب دول العالم الثالث لتترنح ثم تنهار ويتم الإستيلاء على ثروات شعوبها لصالح شعوب الدول الكبرى ولكن إنقلب السحر على الساحر وهرب كما تقول إحدى الروايات احد الخفافيش التي تطبق عليها التجارب في يوهان وانتشر المرض في الصين ومنها انتقل عن طريق المسافرين إلى دول العالم . يقول المحللون إن من نتائج فيروس كرونا في المجال الإجتماعي والإنساني إنه أعادة البشرية الى التجمع حول تراثها الإنساني والديني سواء على المستوى الفردي او الأسري أو الشعبي والأممي ولم يعد للخلافات والإختلافات السياسية معنى بين الشعوب التي تبحث عن طوق النجاه . أما من الناحية العسكريه فقد اكتشف العالم أنه لم يعد هناك معنى للقوة العسكرية التقليدية أو النوويه أو التكنولوجية والفضائيه أو غيرها لأن معارك حرب كرونا والخسائر السياسية والإقتصادية والإجتماعيه والإنسانيه المترتبة عليها تؤكد أن العالم سيتغير وأن الحروب القادمه ليست تقليديه ولا نوويه بل ستكون حروب إبادة فيروسيه مدافعها وطائراتها ذئاب مصابه ومنفرده وأغذية وسلع وأدوات مجرثمه لإبادة الشعوب. إن من حق شعوب العالم أن تتساءل !! .. لماذا فشلت الدول والمنظمات والهيئآت الدوليه في السيطرة على وباء كرونا الجديد !؟ ، لتأتي الإجابه بأن من يقود العالم منذُ خمسينيات القرن الماضي هما نوعين من الفكر ، الأول الفكر العلماني الليبرالي الذي تقوده الرأسماليه الغربيه التي تسحق الجماعة وتعظم الفرد ، والثاني الفكر الإلحادي الشيوعي الإشتراكي الذي يسحق الفرد ويعلي شأن الجماعه ، الذي كانت تقوده الصين و الإتحاد السيوفيتي قبل انهياره . هاذين المعسكرين رسما أطراً سياسيه خرجت من عباءتها سياسات إقتصادية وعسكرية وإجتماعية وإعلامية فاشله أظهر عوراتها وضعفها فيروس كرونا الجديد في الزمن الحالي . إن عالم اليوم الذي تقوده سياسات الليبراليين الجدد واليهود المأسونيين والمسيحيين المتصهينين قد ركز بفكره الليبرالي بعد خلو الساحة له بسقوط المعسكر الإشتراكي وقبول الصين تغيير ردائها الإشتراكي ، ركز على نظرية تخلي الدول عن بناء وتشغيل الخدمات الإجتماعيه للشعوب ، فكانت أفكارهم وسياساتهم المنبثقه من عقيدة سياسية واقتصادية نفذوها منذُ الثلث الأخير من القرن الماضي تعتمد على نقل أغلب الخدمات الإجتماعيه العامه ومنها الصحية إلى القطاع الخاص . لقد نفذ الفكر الليبرالي سياسات كارثية إقصائيه حذفت خدمة المجتمعات من قائمة أولويات واجبات الدول عندما سلمت مهام وواجبات الدوله للقطاع الخاص الممثل للمصالح الراسماليه الليبراليه . أما القطاعات الخاصه فقد حكمتها شعارات الربح وشبح الخساره ، وفساد الإداره والمنافسة ، وعدم عدالة التوزيع و تهميش وتجاهل المشردين والفقراء والمستضعفين الذين لا يستطيعون دفع رسوم العلاج . لقد كان الليبراليون الجدد هم الذين أوجدوا فكر العولمه للسيطرة على إقتصاد العالم ، وهم أنفسهم الذين أهدروا أموال الشعوب للصرف على برامج الإنفاق العسكري والمؤسسات الأمنية والاستخباراتية وعلى كل مظاهر سحب وجر أجيال الشعوب للترف الرياضي والفني الهابط والإعلام الردئ المدمر والقذر في مضامينه . إن هذ التيار هو الذي صنع الميليشيات الإرهابيه فوق كل ارض وأوجد شركات الإرتزاق الأمنيه للحمايه العنيفه . لقد اثار هذا التيار النعرات الإثنيه وحول المذاهب والطرق إلى أديان جديده وأجج بينها العداوه والبغضاء لأن هذه بذور الحروب الحالية والمستقبليه التي يعيش على آثارها ونتائجها . إن المواطنين بكل فئآتهم في الدول ذات النهج الليبرالي الجديد يتألمون ويحسون بآثار التهميش والإقصاء عندما يرون أن نفقات لاعبي الكرة تعادل مداخيل مئات الأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم ، ومصاريف عنصر من أهل الفن من فئة الرقص أو الغناء أو التمثيل اكثر من دخل جموع من المدرسين والمدرسات . لقد ركزت غالب الدول الليبراليه على مفاهيم الكسب المادي والحصول على الأموال لإنفاقها على مدى (٥٠) عاماً على التسلح والتسلط والسياحه واللهو والمجون والترفيه ومصالح ومشاريع الشركات الخاصه بأرباب الليبراليه الراسماليه .. ولم تنفق على تطوير خدمات المجتمع مثل تطوير مستشفيات الصحة ومخرجاتها وزيادة أعدادها وكوادرها المؤهله ومنشآت التعليم ومخرجاته ومصانع الإنتاج الطبي والبحوث والمختبرات الطبيه وغيرها ما يحقق حماية المجتمع من الأمراض ، ولهذا كانت نتائج مواجهات هذه الدول لهجوم فيروس ( COVID – 19) فاشله ومحبطة لشعوب الأرض التي إعتقدت أن دول النهج الراسمالي الليبرالي لديها قدرات علميه لمعالجة أي طارئ صحي يهدد المجتمعات الإنسانيه فثبت النقيض وهو أن الأنظمة والمؤسسات الصحية العامة، المهملة والمهمشة، مصابة بالعجز و التخبط و عدم المصداقيه وتعمل بقوى عاملة متراخيه وغير مؤهله ومحدودة العدد والقدرات ، وهذا ما جعل المؤسسات الطبية الخاصة التي سلمها النظام الرأسماليبرالي المتعولم مهام الدوله الإجتماعيه ومنها الصحيه تقف موقف الفاشل المتفرج العاجز . لقد كان أغنى الأغنياء أصحاب الثروات الطائله في امريكا وأوروبا الذين استولوا على ثروات شعوب العالم والمالكين وفقاً لنظام العولمه للشركات العابره للقارات وغيرها هم الذين دعموا مبدأ تخلي الدولة الراسماليه العلمانيه الليبراليه عن الخدمات الاجتماعية للشعوب وتسليمها للقطاع الخاص، ولم يساهموا في حماية ودعم ومساعدة المجتمعات الفقيرة لوقف زحف هذا الوباء . كل ما فعلوه أنهم كعادتهم تركوا الفقراء يواجهون مصيرهم مع هذا الوباء المخيف وتقوقعوا في بروجهم العاجيه لأنه لا هم لهم إلا جمع مليارات الدولارات لهم ولخاصتهم . لقد فشل العالم في السيطرة على فيروس ضعيف ليس له صفة البقاء ، فما الذي سيفعله العالم الذي يعتمد العقيدة الليبراليه عندما يواجه في المستقبل الكوارث المختلفه التي ستؤدي الى أنهيار المجتمعات وعودة من بقي منها الى قانون الغاب والحياة البدائيه بسبب عقيدة الليبراليين الجدد الفاشله في كل المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعيه والإعلامية وغيرها . إن على العالم أن يصحح مسار ومنطلقات العقيدة الفكرية الليبراليه ، والسياسات الناتجة عنها في المجالات السياسية والاقتصادية والإعلاميه وغيرها ، فهي مفروضة على العالم تحت شعارات الأيديولوجية النيوليبرالية الرأسمالية المتعولمه ، إن العودة إلى دولة الرعاية الاجتماعية التي طبقت ، مسؤولية الدولة في القيام بالخدمات الاجتماعية مثل الصحة والتعليم والسكن والعمل وغيرها .. هي مطلب شعوب العالم الضحيه التي لاحظت نجاح ما تبقى من الدول التي تقوم على رعاية شعوبها في كل المجالا ومنها السعوديه وبعض دول الخليج . إن الأنظمة التي تدعي كذباً الديمقراطيه المطبقه حاليا لا تهتم بمبادئ العدالة في الاقتصاد والاجتماع والثقافة والإعلام وغيرها ، مما بستوجب اعادة النظر في ما تدعيه بإدارة حوار عالمي ليتم أخذ ما هو مفيد من العقائد الإقتصاية والسياسية والإجتماعية الأخرى . يقول المستشار عدلى حسين محافظ القليوبية الأسبق ((لاتلعنوا كورونا )) ((نعم لا تلعنوا كورونا فلقد أعاد هذا الوباء الفتاك البشرية كلها الى إنسانيتها ، الى آدميتها ، الى خالقها ، الى اخلاقها ويكفيه فخرا انه اغلق جميع البارات والملاهي والكابريهات ونوادي المجون والرقص والشذوذ والقمار ودور الدعارة والبغاء وبلاجات العري حول العالم ، بل وخفض نسبة الفوائد الربوية ايضا.. يكفيه فخرا انه جمع العوائل ثانية في بيوتها بعد طول تفرق وفراق .. يكفيه فخرا انه اوقف القبل والتقبيل بين الجنسين والجنس الواحد .. يكفيه انه دفع منظمة الصحة العالمية الى الاعتراف بأن تناول الخمور كارثة وعلى من لم يعاقرها يوما ان لايفعل ذلك ابدا .. يكفيه انه دفع جميع المؤسسات الصحية الكبرى الى الاقرار بأن تناول كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطيرعلاوة على شرب الدم وبيع واكل والاتجار بالحيوانات المريضة والميتة مصيبة المصائب الصحية وبلاء على كل من يفعل ذلك .. يكفيه فخرا انه علم البشرية كيف تعطس ، كيف تسعل ، كيف تتثاءب كما علمنا اياه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل 1441 عاما .. يكفيه انه حول ثلث الانفاق العسكري حول العالم الى المجالات الصحية بدلا من العسكرية .. يكفيه انه دفع وزارات ومديريات الصحة العربية الى حظر تدخين النارجيلة واغلاق كافيهاتها . يكفيه انه حد من الاختلاط المذموم بين الجنسين . يكفيه انه اذاق وزراء ورؤساء دول بعضها كبرى وعرفها معنى الحجر والحجز وتقييد الحرية . يكفيه انه دفع الناس الى الدعاء والتضرع والاستغفار وترك المعاصي والمنكرات .يكفيه فخرا انه اذل المتجبرين واظهرهم بمظهر المتسول الوضيع يكفيه انه قلل الى ادنى مستوى معروف من سموم المصانع التي لوثت اجواء الارض قتلت غاباتها لوثت بحارها ومحيطاتها اذابت جليد قطبيها غيرت مناخها ، وسعت ثقب الاوزون في سمائها واماتت الاحياء حول الكرة الارضية واصابتها بمقتل .. يكفيه انه اعاد البشرية الى عبادته بدلا من عبادة التكنولوجيا التي صارت لمعظم البشرية ربا من دون رب الارباب .. يكفيه انه ارغم كبار المسؤولين في دولهم على اعادة النظر بأحوال السجون وأوضاع السجناء والمعتقلين واهمية تعفيرها وتعقيمها وربما اطلاق سراح السجناء منها بضمانات ايضا.. يكفيه انه دفع قيادات كبرى في بلدانها على تقليل اجتماعاتها ومؤتمراتها وتجمعاتها واكاذيبها .. يكفيه فخرا انه حد من مظاهر الشرك بالله وبدع الاستعانة بخلقه وضلالات التبرك بمخلوقاته من دونه سبحانه وصار الكل يجأر بالدعاء اليه متذللا له وحده من دون شريك بين يديه ، ان ماتعيشه البشرية حاليا يشبه اجواء الحرب العالمية الاولى وانتشار الانفلونزا الاسبانية حين طغى الانسان وتجبر وظن نفسه انه قد خرق الارض وبلغ الجبال طولا فكان لزاما أن يؤدب وبحضرة خالق الكون أن يتأدب .. اليوم فقط ادركت – عمليا – كيف يمكن للبلاء الرباني وبأضعف جندي من جنده ان يكون خيرا للبشرية لا شرا لها .. فلا تلعنوا كورونا لأن البشرية بعده لن تكون كما كانت قبله إطلاقا .)) إن عالم ما بعد فيروس كرونا الجديد لن يكون مثل عالم ماقبله ..العالم سيتغير وسيولد نظام عالمي جديد وقطب عالمي واحد وجديد . وعلى العرب أن يغتنموا الفرصة ليكون لهم مكان تحت الشمس .
مشاركة :