الكرة عرضية من ناحية اليسار تنتظر من يسجل هدف تأهل مصر إلى كأس العالم 1990.. هل انتبهت من قبل إلى أن 4 لاعبين من المنتخب قفزوا في لحظة واحدة لمقابلة الكرة بالرأس! حسنا الكرة اختارت حسام حسن. مصر صعدت للمونديال في يوم لا ينسى ويروي كواليسه العميد وتوأمه إبراهيم. أنا حسام حسن، المهاجم ربما الأفضل في تاريخ مصر. وشقيقي هو غالبا أفضل ظهير أيمن شاهدته الملاعب في وطننا. قصة حياة التوأم يحكيها حسام وإبراهيم على حلقات، وتلك عن يوم التأهل إلى مونديال إيطاليا. كل ما يلي يرد على لسان حسام حسن -- كان يوما صعب جدا. لم أستطع النوم. كنا نعلم حالة البلاد، الجمهور كان يحلم بتلك المباراة. طموح الجماهير ارتفع بعدما تعادلنا مع الجزائر 0-0 بأداء رائع وكنا الأقرب للفوز على فريق رائع أغلبه محترف ذهب إلى كأس العالم السابق ويقوده رابح ماجر شخصيا. كنت أحلم بالمباراة. كابتن الجوهري لم يكن يحتاج للتحدث لتحفيزنا. تدريبات كابتن الجوهري كانت في الرمال لرفع لياقتنا! من لا يتحمل لا مكان له. خلق محاربين فعلا لهذا اليوم. لكن هذا لم يجعل توترنا يقل. كنت متوترا لدرجة أني ليلة المباراة لم أستطع النوم، فقمت برفع المرتبة ووضعتها فوق رأسي ونمت على ملة السرير!. شوارع فاضية حين تحركت حافلة المنتخب من دار الدفاع حيث كان المعسكر إلى الاستاد كانت الشوارع كلها فارغة. كنا نعلم أن الناس نامت في الاستاد قبلها بيوم حتى تحجز مكانها. ونحن في غرفة خلع الملابس كنت أبكي. أغنية شادية يا حبيبتي يا مصر في أذننا ونحن نبكي بحرقة. لو تتذكرون المباراة جيدا، ستجدون أن الحكم حين أطلق صافرة البداية ضغطنا كلنا بشكل غير معقول على لاعبي الجزائر. كل الضغط غير الطبيعي الذي عانيناه تحول إلى طاقة في الملعب. لهذا سجلنا الهدف في أول 4 دقائق. هدف بـ4 أرواح أود هنا توضيح نقطة خططية ربما لم ينتبه لها الناس لحظة هدف منتخب مصر في الجزائر. الكرت ارتدت من اليسار، ثم من اليمين وفي كل مرة كنا نحن نقاتل ونستعيدها قبل لاعبي الجزائر. الكرة العرضية انطلقت. هنا لاحظوا أني أنا وجمال عبد الحميد، والظهير الأيسر أحمد رمزي والأيمن إبراهيم، كلنا داخل منطقة الجزاء. نحن الأربعة قفزنا في لحظة واحدة. من شدة الضغط على الجزائر والاندفاع بسبب رغبتنا في الفوز، كلنا تواجدنا داخل منطقة الجزاء لضرب الكرة بالرأس. في النهاية سجلت أنا الهدف. لحظتها لم أسمع أي شيء حولي! 120 ألف مشجع في الاستاد يصرخون وأنا لا أسمع أي شيء. حتى اليوم أتذكر تلك اللحظة.
مشاركة :