أحكي عنها قصة مختصرة عن فقد الأب وصراع الحياة مع الأبناء يوم الوفاة : في يوم الإثنين بتاريخ 1423/2/2 يوم جميل مغيم بالسحب وأبي كعادته يأم الناس بالمسجد صلاة الفجر ثم يذهب لعمله كالمعتاد ولكن في ذلك اليوم حدث شيء غريب جداً عندنا ذهابنا للمدرسة أنا وأخوتي لم يأتي أغلب المعلمين في ذلك اليوم أبداً والحصص كلها إنتظار والفزع بين الناس في القرية كانت مدرستنا فوق جبل وكنت أطل من نافذة المدرسة في الحصة الأولى وأرى الناس في الوادي مسرعين بسيارتهم وهناك أناس أخرين متجمعين تحت شجرة ولم أكن أعلم أنهم جميعاً ذاهبون لفاجعة ألمت ليس بنا فحسب بل بسكان الوادي والمحافظة فحسب بل كانت فاجعة هزت جميع سكان المملكة جائنا المدير وذكرني أنا وأخوتي بأسمنا فلان وفلان وفلان ووجهه يكسوه الحزن والألم وقال أذهبو إلى بيتكم والدكم في حاجتكم فأنصرفنا و عندما وصلنا البيت تفاجأنا بخبر وفاة والدي وأهل القرية مجتمعين في مسجد والدي واقاربي في مجلس الضيافة ووالدتي كانت منهارة تماماً حولها قريباتي وجاراتها يواسونها بعدها أيقنت أنني فقدت الشخص الذي كان سندي في هذه الحياة من بعد الله سبحانه وقوتي وأماني وقدوتي رحمة الله عليه ، الصراع مع الحياة : دخلت مرحلة جديد بالصراع مع الحياة والمسؤولية والنضج المبكر فعندما يموت والدك تعرف تماماً ماهي مصاعب الحياة بدون أب ولكن أوجه نصيحة لكل إبن بر أبيك واخدمه وكن له جليس وونيس ورفيق فإنك لو فقدته سوف تعلم حقاً كيف هي الحياة بدون أب . كنت أذكر من كان يقول اتركوهم لا شأن لنا بهم فمصيرهم يطلعون ( داشرين ) ولكن بفضل الله وبدعاء والدتي ونصائحها وحرصها علينا نحن من افضل ابناء القبيلة ولا تنسى أن بعد وفاة والدك سوف تقابل كل أنواع النوايا الفاسدة والحاقدة والمريضة تجاهك وتأكد ان كل نواحي الحياة وصراعها التي كنت تحتاج فيه والدك سوف تخوضها لوحدك تماماً ولكن بتوفيق الله ثم بدعاء والدتك ثم بحكمتك وبخبرتك بالحياة فكن حكيماً وفطيناً ( الحكمة ظالت المؤمن ) رحم الله مواتنا وموتى المسلمين واسكنهم فسيح جناته ناجي بن فائع أحمد الخلف صحيفة أركان الألكترونية عضو جمعية الثقافة والفنون بأبها عضو برنامج الأمان الأسري بمنطقة عسير
مشاركة :