إسطنبول - عبر أكراد أتراك عن غضبهم السبت من محاولة قضاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حظر حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، مما حوّل احتفالاتهم بعيد النوروز في أنحاء البلاد إلى استعراض للتحدي. وفي خطوة تمثل ذروة حملة قمع مستمرة منذ سنوات، رفع الأسبوع الماضي أحد ممثلي الادعاء بالقضاء التركي دعوى لإغلاق الحزب بسبب صلات مزعومة بالمسلحين الأكراد. وينفي حزب الشعوب الديمقراطي، ثالث أكبر حزب في البرلمان، مثل هذه العلاقات ووصف هذه الخطوة بأنها "انقلاب سياسي". وقال عباس مندي (45 عاما) بينما يحتفل بعيد النوروز في إسطنبول، حيث تجمع الآلاف في مسيرة وسط إجراءات أمنية مشددة، "إنهم يعرفون أن إغلاق حزب الشعوب الديمقراطي لن يكون حلا. يمكنك إغلاق حزب لكن لا يمكنك إغلاق عقول الناس". ولوح الحشد بأعلام حزب الشعوب الديمقراطي والأحزاب اليسارية الأخرى وعزفوا موسيقى كردية ورقصوا بعد الاستماع إلى خطابات مسؤولي الحزب. وحصل الحزب على تأييد 11.7 بالمئة أو ما يقرب من ستة ملايين صوت في الانتخابات العامة في عام 2018. وقال مندي وهو من مدينة شرناق في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه غالبية كردية، "لقد أغلقوا سبعة أو ثمانية أحزاب مماثلة من قبل وعادت أقوى"، واصفا النوروز بأنه "عيد سلام ومقاومة ونهوض". ويهتم الأكراد منذ زمن بعيد بالاحتفال بعيد النوروز، رأس السنة الفارسية، ويشكلون حوالي 20 بالمئة من سكان تركيا البالغ عددهم 84 مليون نسمة، ويعيشون بشكل أساسي في جنوب شرق البلاد، كما يعيش عدد كبير منهم في إسطنبول. وقال رضوان أقطاش (30 عاما) إنه يعتقد أنه لا توجد مجموعة عرقية في العالم عانت من القمع مثل الأكراد، واتهم حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان باستهداف أي شخص يعارضها. وتقول الحكومة إنها تعامل جميع المواطنين على قدم المساواة. وأضاف أقطاش الذي يعمل في صيد الأسماك، "إذا كنت قريبا منهم فأنت (مواطن) صالح، ولكن إذا كنت بعيدا عنهم فأنت إرهابي وخائن. حزب الشعوب الديمقراطي هو شرفنا وسبيلنا ولا يمكنهم إغلاقه". ولدى تركيا تاريخ طويل في إغلاق الأحزاب السياسية التي تعتبرها تهديدا، وحظرت في الماضي مجموعة من الأحزاب الموالية للأكراد. وتتهم حكومة أردوغان، مثل ممثل الادعاء الذي رفع الدعوى، حزب الشعوب الديمقراطي بإقامة علاقات وثيقة مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. ونفى الحزب مرارا وجود مثل هذه الروابط. وبدأ حزب العمال الكردستاني تمردا ضد الدولة عام 1984 مما تسبب في مواجهات أودت بحياة ما يزيد على 40 ألف شخص. ويقول بعض الأكراد إن الوضع الحالي يذكرهم بذروة الصراع في التسعينات. قالت سمسيان أصلانهان (43 عاما) "نشهد الآن وضعا مماثلا لما حدث في التسعينات (بل) يزداد سوءا. إنهم يبعدون نوابنا عن البرلمان. يعتقدون أن لهم الحق، لكننا نسعى للحصول على حقوقنا". واستهلت الدعوى، التي رفعها ممثل الادعاء لإغلاق حزب الشعوب الديمقراطي، أسبوعا حافلا بالأحداث في تركيا. وسحب اردوغان، في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت، البلاد من اتفاقية دولية تهدف إلى حماية المرأة، كما أقال محافظ البنك المركزي.
مشاركة :