القاهرة -  يعرض مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في الافتتاح الذي يقام بمعبد الكرنك فيلم "هذه ليست جنازة.. هذه قيامة" من ليسوتو للمخرج ليموانغ جيرميه موسيسه. ينطلق الجمعة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في المدينة الأثرية الشهيرة في جنوب مصر بمشاركة أكثر من 50 فيلما من أنحاء القارة ويكرم باقة من نجوم وصناع الفن السابع. وتستمر الدورة المقامة تحت شعار "عشر سنوات من الخيال" حتى الأول من أبريل/نيسان. دخلت دولة ليسوتو الأفريقية في سباق جوائز الأوسكار للمرة الأولى باختيار فيلم "هذه ليست جنازة، إنها قيامة" لأفضل فيلم روائي دولي في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2021. وشكل صعود دولة ليسوتو المعزولة والتي يعيش حوالي 40% من سكانها تحت خط الفقر الى ترشيحات جوائز الأوسكار المرموقة والأكثر شهرة بشرى لدى صناع السينما لأنها تشجع دول افريقية أخرى على التقدم في مجال الثقافة والفنون والإبداع والسعي نحو العالمية. ويتناول الفيلم الذي تم عرضه لأول مرة في العام الماضي في مهرجان بالبندقية والفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة عن "صناعة الأفلام ذات الرؤية المستقبلية" في المسابقة الدولية بمهرجان صندانس السينمائي قضايا اجتماعية لها أبعاد انسانية تتعلق بحب الوطن والانتماء والبحث عن الهوية. وتدور أحداث الفيلم حول تعرض أرملة رفقة ابناء قريتها لضغوطات بسبب عزم السلطات بناء مشاريع تنموية في الجهة ومطالبتهم بالرحيل أو إعادة توطينهم القسري.  وترغب الأرملة التي تبلغ من العمر 80 عامًا في حماية منزلها والمقبرة التي دُفن فيها أفراد عائلتها، وتقود حركة لمقاومة السلطات وترفض رفقة متساكني قريتها الفقيرة والمهمشة فكرة التوطين القسري. وتكشف المرأة المسنة أثناء دفاعها عن هويتها والمكان الذي ولدت وتربت وكبرت فيه عن مفارقات كثيرة في بلد ممزق بين ماضٍ زراعي وحاضر يتشبث بفكرة التمدن والتنمية العصرية ولو على حساب انتماء سكانها. واعتبر نقاد ان بطلة الفيلم ماري توالا قدمت دورها بطريقة ملحمية واستثنائية. ويعتبر مهرجان الأقصر مرآة للسينما الأفريقية ومنصة تعرض طموحات وأحلام الدول الافريقية كما تسلط الضوء على الصعوبات والمشاكل التي تتعرض طريقها.  وكان المهرجان المصري الذي تنظمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين بالتعاون مع وزارات الثقافة والسياحة والخارجية هو أول مهرجان سينمائي في مصر يصطدم بقيود كبح تفشي جائحة فيروس كورونا العام الماضي عند اكتشاف أولى الحالات. وتحمل الدورة العاشرة اسم الممثلة المصرية الراحلة مديحة يسري (1921-2018) بمناسبة مئوية ميلادها فيما اختيرت السينما السودانية "ضيف شرف" المهرجان. وتشمل مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالمهرجان ثمانية أفلام من بينها الفيلم المصري "للإيجار" إخراج إسلام بلال وبطولة خالد الصاوي وشيري عادل ومحمد سلام وهايدي رفعت وياسر الطوبجي وعصام السقا. كما تشمل مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة ثمانية أفلام، ومسابقة الأفلام القصيرة 13 فيلما إضافة إلى ثمانية أفلام في مسابقة "الدياسبورا" "الشتات" التي تم استحداثها في الدورة السابقة للمهرجان. ويكرم المهرجان العديد من الأسماء منها الممثلة المصرية نادية الجندي والممثلة التونسية هند صبري والممثل المغربي عز العرب الكغاط والمخرج المصري علي عبدالخالق والمخرج السينمائي شيخ عمر سيسكو من مالي. كما يحتفي المهرجان بمرور 200 عام على ميلاد الأديب الروسي فيودور دوستويفسكي بعرض اثنين من الأفلام المصرية المقتبسة عن رواياته هما "الاخوة الأعداء" و"الشياطين" للمخرج حسام الدين مصطفى.