تحقيق إخباري: اجراءات الحد من "كوفيد-19" تساهم بانقاذ اندر غزلان العراق من الانقراض

  • 3/24/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

دفعت اجراءات حظر التجوال المشددة التي اتخذتها السلطات الأمنية في محافظة ديالى شرقي العراق، العديد من صيادي (الميش) وهو نوع نادر من الغزلان البرية المنتشر حصرا في التلال الحدودية بين العراق وإيران إلى تأجيل موسم الصيد لتفادي الغرامات المالية. والميش وهو تسمية محلية تطلق على نوع من الغزلان البرية تنتشر في وديان المناطق الحدودية بين العراق وإيران وهو أكبر من غزلان الريم العراقية المعروفة ويتميز بحركته السريعة ويعيش في قطعان صغيرة وهو قادر على التسلق والجري في المنحدرات. وتعد الوديان والتلال بين العراق وإيران بيئة خصبة جدا لعيش العديد من الحيوانات البرية ومنها الغزلان حيث تحتفظ تلك الوديان بكميات كبيرة من مياه السيول بالاضافة إلى الاعشاب التي تؤمن الغذاء على مدار الموسم لقطعان الغزلان. وقال الصياد عبد الله حسن (45 سنة) من أهالي قرية حدودية في أطراف بلدة قزانية لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "الحظر الشامل الذي شمل قزانية وقراها بسبب الاجراءات الوقائية لتفادي تفشي السلالة الجديدة من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) دفعنا إلى تأجيل رحلة صيد مفترضة في وديان عميقة على الحدود بين العراق وإيران لتعقب غزلان الميش". وأضاف حسن أن "الميش من الغزلان البرية التي تنتشر حصرا في وديان الحدود بين العراق وإيران ويبدأ موسم صيدها بداية نوفمبر الماضي لكن الأجواء المناخية المتذبذبة دفعتنا إلى تأجيل الصيد وكنا نخطط أن يبدأ بداية الأسبوع الجاري كموعد متأخر كثيرا لكن تم تأجيله للمرة الثانية بسبب كورونا وتداعياتها". وأشار إلى أن رحلة الصيد تأتي للاستجمام ولقاء الاصدقاء وقضاء أيام في البراري والوديان ودائما يكون الصيد فيها محدودا وليس عبثيا لان الاصطياد الكثير يؤدي إلى تناقص اعداد الغزلان بشكل يثير المخاوف من انقراضه . إلى ذلك، قال مازن الخزاعي مدير ناحية قزانية (95 كلم) شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى "إن الميش وصل إلى مرحلة الانقراض الفعلي بسبب تناقص أعداده في السنوات الأخيرة بنسبة ربما تزيد على 80 بالمائة، بسبب الصيد الجائر الذي بات ظاهرة سلبية مرصودة". وكانت قطعات الميش والريم تقدر من (10-20) ألف رأس في عقد السبعينيات من القرن الماضي تنتشر في الوديان الحدودية بين العراق لكنها انخفضت بشكل كبير بسبب تداعيات الحرب في ثمانينيات القرن الماضي ومن ثم جاء الصيد الجائر ليلتهم ما تبقى منها. ويقدر عدد ما موجود من هذا النوع من الغزلان ببضع مئات متناثرة في قطعان تنتشر بوديان تمتد لأكثر من 100 كم ضمن حدود محافظة ديالى. وتابع الخزاعي أن "صيد الميش خلال موسم تكاثر الغزلان يعد خطأ فادحا وكل القوانين تمنع الاصطياد، لكن للأسف هناك بعض الصيادين لا يلتزمون بالقوانين ما أدى إلى تناقص أعداد الميش بشكل سيقود إلى انقراضه ربما خلال سنوات معدودة من الآن". وأشار إلى أن فرض الحظر الشامل بسبب كورونا ربما كان طوق النجاة الذي سيمنع المزيد من عمليات اصطياد الميش الذي كان قبل 20 سنة من الان قطعان كبيرة تنتشر بكثافة في وديان الحدود. ومضى يقول "رغم تفاؤلنا بالحظر في انقاذ ما تبقى من غزلان الميش الا أن هناك من لا يلتزم ويسعى إلى التوغل في التلال والبادية الحدودية لاصطياد الميش الذي بات الاقرب للانقراض، داعيا إلى تفعيل القوانين التي تحد من الصيد الجائر وتحمي القطعان في مواسم التكاثر لأن خلاف ذلك سنشهد اختفاء أهم العزلان النادرة في مناطق الحدود". من جانبه، قال ابراهيم التميمي ناشط في مجال البيئة والحيوانات البرية إن "مناطق الحدود وخاصة في ديالى سواء في مندلي أو قزانية أو خانقين تتميز بتنوع لافت للحيوانات وخاصة الغزلان والطيور ومنها الحر الذي يعد الأغلى في الشرق الاوسط". وأضاف التميمي أن "الريم العراقي والميش وأنواع أخرى من الحيوانات لم تشهد أيه اهتمام بها من ناحية ايقاف الصيد الجائر وعدم التزام 90 بالمائة من الصيادين بالضوابط والتعليمات الخاصة بمنع الصيد في مواسم التكاثر وهي محددة بالإضافة إلى الابتعاد عن صيد صغارها أو الاناث". وأعرب عن توقعه بانقراض تلك الأنواع النادرة من الغزلان لكنه استدرك "إن الاجراءات المتخذة نتيجة انتشار وباء كورونا، جعلت الشعب حبيس المنازل، وأنقذت الغزلان البرية النادرة من هلاك مستمر، لكنه يبقى انقاذ مؤقت لأن رحلات الصيادين لن تتوقف وستعود بعد انتهاء الحظر". وطالب التميمي بضرورة تفعيل القوانين التي تحمي بيئة المناطق الحدودية خاصة الغزلان والحيوانات المهددة بالانقراض بسبب الصيد الجائر. يشار إلى أن السلطات العراقية تفرض حظرا شاملا للتجوال في أيام الجمعة والسبت من كل أسبوع وحظرا جزئيا لبقية أيام الاسبوع يبدأ في الساعة التاسعة مساء وحتى الخامسة فجرا في إطار جهودها للحد من انتشار وباء كورونا، الأمر الذي أسهم في الحد من تحركات الصيادين الذين يتتبعون غزال الميش لاصطياده في محافظة ديالى شرقي البلاد.

مشاركة :