26 مارس 2021 / شبكة الصين/ صوتت الدورة الرابعة للمجلس الوطني الـ13 لنواب الشعب الصيني وأقرت "الخطة الخمسية الرابعة عشرة" والأهداف طويلة المدى حتى عام 2035. وتعد أهداف "رؤية 2035" بمثابة خطة طويلة المدى، وهو أمر شبه مستحيل في الدول الغربية. وكما نعلم جميعا، ما فتئت الصين تحدد أهداف ومهام تنمية اقتصادية واجتماعية من خلال خطط مدتها خمس سنوات. وبحسب التقاليد، تتضمن هذه الخطط أهدافا سنوية لنمو الناتج المحلي الإجمالي، أما الاقتصادات الرئيسية الأخرى، فقد اتخذت موقف التجاهل لهذه الأهداف. ومع تصويت الدول الغربية لقيادة سياسية جديدة كل أربع أو خمس سنوات، يمكن الاطلاع على خطة الحكومة المنتخبة في البيان الانتخابي للحزب الحاكم. ومع ذلك، حتى في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فمن غير المؤكد ما إذا كان سيتم تنفيذ هذه الخطط الحكومية، وقد يكون من هم في السلطة ضعفاء وقد تعارض أهداف الحكم. وفي بعض الأحيان، يتعين على الأحزاب السياسية تشكيل حكومة ائتلافية، ومعها تأتي التنازلات السياسية. وفي الجزء الأخير من فترة الحكم، يكون على الحزب الحاكم أن يحول اهتمامه إلى إعادة الانتخاب ومراجعة السياسات لجذب الناخبين. ويعد الجمود بين المؤسسات السياسية في واشنطن والصراع بين الحكومة الفيدرالية الأمريكية والولايات هو سمة مشتركة. وفي الغرب، قد تكون إحدى أكبر العوائق التي تمنع تنفيذ التخطيط بعيد المدى هي أن حزب المعارضة يقترح رؤية مخالفة لتلك التي يقدمها الحزب الحاكم، مما قد يؤدي إلى عكس الاتجاه، بمعنى "التقدم خطوتين والتراجع خطوة". فقد تم خصخصة بعض الصناعات فقط لإعادة التأميم، وتم حظر بعض الأنشطة الاقتصادية بموجب التشريعات ثم تحريرها. وكما قال الاقتصادي الغربي المعروف جون ماينارد كينز "على المدى الطويل، نحن جميعا في عداد الأموات، وفي الغرب يهيمن التخطيط قصير المدى". ومن الصحيح أن الدول تجتمع من أجل صياغة خطط بعيدة المدى، مثل "اتفاقية باريس" تم التوقيع عليها في عهد إدارة أوباما. ومع ذلك، أعلنت إدارة ترامب أنها تنسحب من الاتفاقية، وبعد توليه منصبه، قرر بايدن الانضمام إليها مرة أخرى. ويتم احترام الاتفاقيات طويلة الأجل بين الدول الغربية بدرجات متفاوتة بين الدول الأعضاء، فمن كان يتنبأ بانسحاب المملكة المتحدة بعد 48 عاما من انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي؟ وفي المقابل، أحرزت الصين تقدما كبيرا في تحقيق الأهداف طويلة المدى، مثل القضاء على الفقر المدقع وبناء مجتمع رغيد الحياة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. ووفقا لبيان الدورة الكاملة الخامسة للجنة المركزية التاسعة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، فبحلول عام 2035، سيتم تحقيق الأهداف طويلة الأجل للتحديث الاشتراكي بشكل أساسي، بما في ذلك زيادة كبيرة في القوة الاقتصادية والقوة العلمية والتكنولوجية، والقوة الوطنية الشاملة، وسيصل إجمالي الناتج الاقتصادي ودخل الفرد لسكان الحضر والريف إلى مستوى جديد. الأمر الجدير بالملاحظة هو أن الأهداف طويلة المدى تشمل أيضا وصول نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى مستوى البلدان المتوسطة المتقدمة، والتوسع الكبير في شريحة الدخل المتوسط. وبعبارة أخرى، فإنه بحلول عام 2035، ستصبح الصين قوة اقتصادية. ففي الواقع، فإن مثل هذا الهدف بعيد المدى كافٍ لجعل الصين أكبر اقتصاد في العالم. وقد تنظر بعض الاقتصادات الغربية إلى أهداف الصين طويلة المدى على أنها تهديد يجب احتواؤه. ومع ذلك، بالنسبة للتنمية الاقتصادية العالمية، قد يكون الوضع عكس ذلك، فيمكن للصين أن تصبح أكبر اقتصاد في العالم لتعزيز تنمية الاقتصادات الأخرى وتحقق المنفعة المتبادلة والازدهار المشترك. وتتمتع الصين بالقدرة على تنفيذ خطط طويلة الأجل، لذا فإن الأهداف طويلة المدى مهمة لها، ويجب أن تتعلم الدول الغربية منها.
مشاركة :